ينعقد في الفترة من 18 أبريل إلى 20 لهذا العام 2021 بكوريا الجنوبية، مؤتمر الصحافيين العالمي، لتسليط الضؤ على بعض الأزمات العالمية العالقة. وينظم هذا المؤتمر المهم من قبل اتحاد الصحفيين الكوريين (JAK)، وجمعية الصحفيين الآسيويين (AJA)، برعاية واهتمام الحكومة الكورية الجنوبية بالعاصمة سيول. ويأتي المؤتمر بمشاركة نشطة من المقاطعات الكورية الجنوبية الأخرى، كمقاطعات مستضيفة لفعاليات لمؤتمر، والذي يجمع بين خبراء ومختصين في قطاعي الصحافة والإعلام من جميع أنحاء العالم، وكما هو الحال في كل عام. يجدر الذكر بأن هذه هي المرة الثانية، التي يعقد فيها هذا المؤتمر عبر الإنترنت، بسبب جائحة كورونا والظروف المحيطة.

من خلال هذا المؤتمر، تجمع كوريا الجنوبية الخبراء الإعلاميين المدعوين لمناقشة المشاكل الحالية والمشتركة ومحل الاهتمام. ويدور الحوار في هذه المرة حول أهم الأزمات العالمية على الإطلاق: جائحة كورونا، وتغير المناخ.

 أولا: جائحة كورونا كأزمة حالية لا يعرف العالم أبعادها بعد، والتي جعلت العالم يحبس أنفاسه طويلا. الجائحة التي تعتبر تهديدا خطيرا للإنسان من جميع النواحي، وفي جميع دول العالم. وهذا بغض النظر عن عمره أو أصله أو وضعه الاجتماعي. الجائحة الخطيرة التي غيّرت أسلوب الحياة في كل مكان وبدون سابق إنذار.

 ثانيا: تغير المناخ على نطاق الكرة الأرضية كمشكلة قديمة، عملت جائحة كورونا على حجبها مؤقتًا. ولكن يظل تغير المناخ هو التحدي الأكبر للأجيال القادمة، وبشكل عام التحدي المستقبلي لكل العالم. هذا التحدي ليس فقط للإنسان، بل لجميع الكائنات الحية على كوكب “الأرض”. ويتجلى هذا التهديد العالمي للطبيعة والبيئة عبر التغيرات المناخية، وفي أشكال مختلفة، مثل التغيرات على الأرض وفي أعماق المحيطات وفي الهواء.

لقد حان الوقت لأن يتحرك العالم الآن وليس لاحقًا، من أجل فعل شيء فيما يتعلق بالمشكلتين القائمتين. لأن يأخذ العالم كلتا المشكلتين مأخذ جد. إن تلاقي العالم بهذا الشكل، ممثلاً في خبراء ومختصين من مختلف المؤسسات الصحفية والإعلامية، هو أكثر من شيء مهم. بل يعتبر خطوة إيجابية في هذا الإطار، لتسليط الضوء على مشاكل العالم الراهنة، ومن ثم السعي لإيجاد حلول مثلى لها وعلى المدى البعيد. هنا يتجسم دور الصحافة ودور الإعلام، كشيئين ضروريين لا يمكن أن يستهان بهما، من أجل تطوير إنسان العالم والنهوض بالمجتمعات. بهذه الفعالية تتاح الفرصة للمدعوين، لمناقشة الأزمتين، فيما يتعلق بوباء كورونا وتغير المناخ، وتبادل الآراء والأفكار حولهما. الشيء الذي يمهد لضمان تثقيف الإنسان محليًا وفي وقت مناسب، برفده بالمعلومات الصحيحة حول كلتا الأزمتين. وبهذا يمكن اتخاذ التدابير وتبادل الأفكار والبحث عن حلول، يمكن بها تشجيع الإنسان في جميع أنحاء العالم، بل حث الحكومات والمنظمات على التصرف الصحيح، وفي وقت قياسي. وهنا يجب التأكيد على أن كل مساهمة من كل إنسان، أينما كان بخصوص الأزمتين، لها أهميتها لتقليل أو تجنب المخاطر التي يمكن أن تنتج.

بهذه المناسبة تواصل كوريا الجنوبية جهودها المقدرة، للفت أنظار العالم، بوجود تهديدين عالميين في الوقت الحالي. وتجتمع بهذا العديد من الدول، ممثلة في الصحفيين والإعلاميين المشاركين، لإيجاد حلول للمشاكل الحالية: جائحة كورونا وعواقبها، وتغير المناخ وآثاره. هنا تفتح كوريا الجنوبية كدولة الأبواب للمدعوين بترحاب، مما يتيح للعالم في هذه المناسبة القيمة، الفرصة للإجابة على الأسئلة العالقة فيما يخص المشكلتين معًا. بطريقة ذكية لعالم غد موحد، وبغرض معالجة مشاكل عالمية تخص كل إنسان، ومن أجل السعي لوجود حلول ممكنة لها. في هذا السياق، يتمنى العالم لأن تكون كوريا، شبه جزيرة موحدة، وأن تأتي وحدتها هذه مبكرا، من أجل تحقيق أهداف تنمية مستدامة على نطاق العالم، وتحت ظل السلام العالمي.

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

Tweet