دينا عبد القادر فنانة تشكيلية … (عراقيلبنانية) ترسم الحب، تكتب الطبيعة، وتُحلّق..

07:07 صباحًا الإثنين 7 يونيو 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ثمة حيرة تواجهك وأنت تسألها، من أنت؟ فتبادرك بالقول بأنها فنانة تنتمي الى اللون والشكل والواحد. لون المكان والزمان. وتكرارنا للسؤال للحصول على الجواب الشافي، تكرر وتقول، أنا فنانة (عراقيلبنانية). وتقصد القول: فنانة عراقية ـــ لبنانية، فقد مزجت اسم البلدين في كلمة واحدة، “وطني لبنان ووطني العراق”.
فنانة تشكيلية عراقية الأصل لبنانية الجنسية. دينا عبد القادر.حاصلة على شهادة البكالوريوس ــ فنون جميلة جامعة بغداد، اختصاص في الرسم التشكيلي.ومؤخرا بدأت باقتحام عالم النحت ولديها عدة منحوتات تعبر عن المرأة وعالمها الواسع،عن جمالها ومعاناتها.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


قدمت الفنانة أعمالاً كثيرة في العراق وفي لبنان، وانطلقت بمعرض مشترك في بغداد مع مجموعة من الفنانين العراقيين فور التخرج من الجامعة . كما قدمت معرضها الشخصي في لبنان. بالإضافة الى عدة مشاركات في (السمبوزيومات) في لبنان. والعديد من المشاركات في المعارض المشتركة في بغداد ولبنان ومصر ودبي. حصلت على العديد من الشهادات التقديرية.خبرة تعليم الرسم 21 سنة في المدارس الخاصة والحكومية اللبنانية.


ـــ تتحدث الفنانة عن أعمالها الفنية، وكيف و لماذا الرسم في مسيرتها ، ومتى وكيف بدأت علاقتها مع اللون والريشة؟
تقول دينا : “الرسم هو الهواء النقي، وهو أيضاً الألم في صدري وكأنه الحب المستحيل فلا استطيع تركه، ذلك أنه متغلغل في شراييني وفي كل حياتي. ‎ وهو مرتبط بنشأتي مع والدة، والدتي التي تحترم الفن كثيراً، و من خلال دراستها كانت السباقة الى هذا الفن الراقي. و أنا بدوري اعتمدت على خبرتها وعلى التربية الفنية لتربيتنا ،كعائلة،على حب الفنون وخصوصا الرسم. وبسبب طبيعة ومناخ العراق الحار، ومن أصل الحرص على الفتيات، كنا نقضي وقت الفراغ وايام العطل في البيت، مع توفير (أمي) جو الثقافة لنا ‎‎‎.وعليه كان حبي الاول مع اللون والورقة واللوحة والريشة “.

أضافت قائلة : ” إن تأثير حياتي الاولى في بغداد لم تظهر في لوحاتي، ذلك أنها كانت غائمة وملبدة في الذاكرة أي أنها كانت مخزونة في الذاكرة وتنتظر التحول الى شخوص واماكن وصور متعددة في لوحاتي.”
وتقول دينا أن ذكرياتها وذاكرتها تعتمل في وجهة مختلفة من حياتها :” السبب ان ذكرياتي ليست موجودة في لوحاتي ، بل في حركة انتقالي وتنقلي ،خلال اكثر من عشرين سنة، للعيش في لبنان بعد الزواج، إضافة الى تأثري بالبحر وبطبيعة ومناخ لبنان، بالوانها المختلفة جدا عن طبيعة ومناخ بغداد“.
وعن ألوانها المشرقة في لوحتها تقول دينا : ” صحيح أن ألواني مشرقة دائما في أعمالي ورسوماتي ، ولكن هذا له علاقة بثقافتي وحياتي التي عشتها . فقد تأثرت دائما بالمدرسة الانطباعية والتعبيرية والوحشية، بالإضافة الى تأثري بطبيعة لبنان المشرقة . وخصوصا في قرية زوجي “بريقع” في قضاء النبطية ـــ جنوب لبنان، بألوانها الصريحة. فالسماء فيها شديدة الزرقة، والاشجار شديدة الخضرة. وهذا الوصف ينطبق على العديد من قرى لبنان..فلا وجود للالوان الترابية، كطبيعة العراق.”
تجاهر دينا بالقول وتعترف :”أنا عراقية المولد من أب وأم عراقيين، وانا ايضا لبنانية بسبب زواجي من لبناني، وهذا الخليط من ذكرياتي وحياتي في بغداد وبين حياتي في لبنان كان له ألاثر الاكبر في معاناتي لمعرفة من انا…فقد قضيت نصف عمري في بغداد والنصف الاخر في لبنان… فهل انا (عراقيلبنانية)؟ اذا كانت هناك هوية مثل هذه فهي أنا.


تسأل دينا وتجيب : ” لماذا أرسم اليوم؟ الالوان عندي كالدماء في الشرايين.. هو زادي وهوائي ومساحتي الخاصة وساحة طفولتي ولهوي وايضا هو التحدي الذي افرضه على نفسي، وارادتي لا تلين لاكسب هذا التحدي امام نفسي… فقد رجعت اليه بعد تعب الحياة ومسؤلياتها فاستقبلتني ريشتي ولوحتي والواني بصدر رحب وصبر لانني كالطفلة لازلت في اولى خطواتي في عالم الفن.”
وبالنسبة للغربة وأثرها في لوحاتها : ” فهي موجودة بشكل خفي خلف تلك الالوان الزاهية والمشرقة، تختبئ خلفها كطفلة لازالت تحن الى لمسة امها.”
واما الحب فهو موجود دائما في ريشة الفنانة والوانها. “فلولا الحب ما استطعت ان امسك ريشة“.
الحب هو صورة كبيرة نراقبها ونعيشها ونتظلل بها ــ تقول دينا ــ ” الحب يحرك سائر الحياة، فكيف للفن أن لا يتحرك بمشيئة هذا الحب؟ ثم أن للحب لغة ، وللحب مساحة لونية (ألوان) لا يمكن حصرها، ألوان مفتوحة الى ما لا نهاية، واللوحة حين تمتد تحت ضربات الريشة لتستقبل وتستوعب لون الحب، فهي حالة أيضاً مفتوحة على حالات لا تنتهي. وبالنسبة لي، فإنني أرى أن لون الحب في اللوحة هو كل الألوان، وكل الأشكال. حتى لو كانت اللوحة تخاطب الصعوبة والقسوة وما شابه، فهي تحمل في بذور تشكلها ، غذاء الفرح. يكمن الحب في كل التفاصيل اللونية والأشكال. واذا كان الحب هو كل هذا النشاط الذي ينتج الحياة وجمالها، فإن للوحة والريشة دور في هذا الحضور العظيم.”


الطبيعة والإنسان والأشياء والأرض والسماء، البهجة والنظرة الواسعة… كلها حاضرة في لوحة دينا:”لأن الحياة ملأى بكل أسباب اللون، بكل أشكال التعبير. وكي تكون فاعلاً معبراً في لوحتك، عليك سلوك خطوات نظراتك، تتبعها كيف تمشي وكيف تحلق وتطير في فضاء الحياة.”

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات