فوز أول امرأة برئاسة كوريا الجنوبية: ابنة الديكتاتور .. تعيدها الديمقراطية إلى القصر الرئاسي

06:01 مساءً الأربعاء 19 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

فازت المرشحة ” بارك كون هيه ” عن حزب سينوري الحاكم  في الانتخابات الرئاسية عبر مكالمة هاتفية، وأجرى الرئيس ” لي ” مكالمة هاتفية في الساعة 9:40 ليلة اليوم الأربعاء، مباركا انتصارها في الانتخابات، قائلا ” انك تعبت كثيرا ، وان الجو أصبح باردا جدا، وعليك ان تهتمي بصحتك ” ، وفقا لما نقله المتحدث باسم الرئاسة . وأفاد مصدر في الرئاسة أن الرئيس ” لي ” يخطط لارسال باقة زهور احتفالا بهذه المناسة، وإن فريق الحماية الشخصية في الرئاسة سيبدأ الحماية الشخصية للمرشحة ” بارك ” في حين وصولها الى مقر الحزب في حي يوئيدو على مستوى الحماية المقدم لرئيس الدولة. كما نشر الفريق عناصر للحماية الشخصية حول منزل ” بارك ” ومقر حزبها وساحة كوانهوامون وسط العاصمة التي ستدلي فيها خطابا للشعب ليلة اليوم .

خلال حملتها وعدت “بارك” بتحسين معيشة الشعب إذا ما تم انتخابها رئيسة للبلاد. وقالت “سوف أصبح رئيسة لتوفير سبل المعيشة للشعب، لا تفكر إلا في الناس،”و قالت أيضا “سأعمل على إعادة الطبقة الوسطى وتدشين عهد تشكل فيه الطبقة الوسطى 70% من السكان.”

ووصفت المنافسة المحافظة نفسها بأنها مؤهلة تماما لقيادة البلاد لتصبح أول امرأة رئيسة للبلاد . وتعد هذه الأوصاف من اكثر الشعارات شعبية في حملتها الانتخابية.

وكانت “بارك” التي بدأت حملتها في مدينة تشانغ وون جنوب شرق البلاد ، قد توقفت في ميناء بوسان بجنوب شرق البلاد قبل ان تعود إلى مدينة ديجون. وأنهت يومها بمسيرة في قلب العاصمة.

وفي اجتماع حاشد في ميدان كوانغ هامون تعهدت “بارك ” بخفض فترة الخدمة العسكرية الإلزامية من 21 شهرا إلى 18 شهرا الحالية.

يُشار إلى أنه يتعين على الرجال الأصحاء في كوريا الجنوبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 35 أداء الخدمة العسكرية في القوات المسلحة لمدة تصل إلى سنتين، اعتمادا على فرع الخدمة. وتعتبر الخدمة العسكرية ضمن إرث الحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت وفقا لهدنة وليست اتفاقية سلام دائمة ما يعني أن الكوريتين تعتبران من ناحية نظرية في حالة حرب.

ستعود ” بارك كون هيه ” الابنة الكبرى للرئيس الراحل ” بارك جونغ هيه ” الى المكتب الرئاسي بعد أن تركته منذ 33 عاما، كأول رئيسة الدولة لكوريا الجنوبية في مجتمعها الذي وصف في السابق بمجتمع الرجولة.

وناضلت ” بارك ” التي ستكمل 61 عاما في فبراير، لمدة طويلة وبذلت قصارى جهودها لتحقيق الفوز بعد هزيمتها من الرئيس المغادر ” لي ميونغ باك ” في السباق الحزبي قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2007 ومواجهة منافسيها الليبراليين في الشهور الماضية في السباق.

ويبدو أن سمعتها لكونها سياسية تقيم المبادئ والثقة والاعمال اثارت انتباه الناخبيين قد ساعدت في انتخابها رئيسة للبلاد.و بعد 15 عاما من عملها كنائبة برلمانية في الجمعية الوطنية، نالت تقديرات من خلال تحقيقها لانتصارات سياسية مثل بناء مدينة سيجونغ الادارية التي ورثت مشاكلها من حكومة الرئيس ” لي ” من الحكومة الليبرالية السابقة وحاولت الغاءها .

وقادت النائبة البرلمانية لخمس دورات ممثلة عن حزبها المحافظ سينوري عبر سلسلة من الازمات بصفتها الزعيمة المؤقتة أو رئيسة الحزب.

ويشير نقاد ، إلى قضية الحكم الدكتاتوري لوالدها الراحل لمدة 18 عاما وحبها للتواصل مع كل من الناس داخل الحزب وعامة الشعب.

ولدت ” بارك ” عام 1952م كاكبر من شقيقاتها الثلاث، وانتقلت الرئيسة المنتخبة الى المكتب الرئاسي تشونغ هواديه في أوائل عام 1964، بعد فترة وجيزة من تولي والدها الحكم عقب انقلاب عسكري قام به عام 1961م. ونال القائد العسكري الذي تحول الى رئيس للدولة، اشادة لتحقيقه التقدم الصناعي السريع والنمو الاقتصادي في كوريا بعد الحرب الكورية 1950-1953م، غير انه تعرض لانتقادات لقمعه مؤيدي الديمقراطية.

وبعد قضاءها المرحلتين المتوسطة والثانوية في قصر الرئاسة، التحقت بجامعة سيغانغ عام 1970 لدراسة الهندسة الالكترونية .

وبعد التخريج، سافرت ” بارك ” الى فرنسا في أوائل عام 1974م لمواصلة دراستها، غير انها عادت الى الوطن في أغسطس بعد أن اغتيلت والدتها ” يوك يونغ سو ” جراء محاولة اغتيال استهدف والدها من قبل رجل كوري موالي لبيونغ يانغ من اليابان.

وفي كتابها حول سيرتها الذاتية ، وصفت ” بارك ” الصدمة بأنها مثل رياح باردة شعرت بها تاركة هوة كبيرة في قلبها .

وقضت بقية الخمس سنوات لتقوم باعمال السيدة الاولى حتى اغتيل والدها بمسدس رئيس الاستخبارات عام 1979م .

وقضت ” بارك ” 18 عاما بعد ذلك خارج دائرة الرأي العام، وقالت انها تحملت خلال هذه الفترة خيانات من العديد من مقربي والدها. وقضت الكثير من اوقاتها لقراءة كتب حول التاريخ والفلسفة وزيارة المواقع الاثرية الثقافية في مختلف أنحاء الدولة في محاولة منها لتوسيع آفاقها .

ودخلت الساحة السياسية عام 1997م عندما انضمت الى حزب الوطن الكبير، الاسم السابق لحزب سينوري وأيدت الحملات الانتخابية للمرشح الرئاسي ” لي هوي تشانغ في وقتها . وفي أبريل من العام نفسه، فازت بمقعد في البرلمان عن مدينتها ديغو وتمت ترقيتها الى مناصب رفيعة في الحزب.

وفي عام 2001م، عندما رفضت مطالبها للاصلاح من قبل الحزب ، لجأت الى تشكيل حزب جديد. وخلال هذه الفترة ، في مايو 2002، زارت كوريا الشمالية وقابلت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في وقتها.

وفي وقت لاحق، انضمت ” بارك ” الى حزب الوطن الكبير بعد قبول مطالبها بالاصلاح الحزبي، وحققت قيادتها عدد من الانتصارات في الانتخابات البرلمانية ، حيث حصلت على لقبها ” ملكة الانتخابات ” . ولم تتزوج الرئيسة المنتخبة، وظلت تقول انها تزوجت من الدولة وتعهدت بان تفكر فقط في سعادة الشعب.

ومنحها الشعب الكوري الجنوبي الان الفرصة لها ، مع آمال كبيرة في أنها تحقق ” الوحدة الوطنية “الحلم الذي وعدت بتحقيقه من خلال التصالح والتغاضي عن ارث والدها المثير للجدل والضحايا الذين عانوا من حكمه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات