أمين رشيد نخلة … شاعر بمرأى الزمن

06:04 صباحًا الثلاثاء 7 سبتمبر 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الشاعر ابن الشاعر أمين رشيد نخلة( 1976-1901)
سيرة الشاعر:
أمين رشيد نخلة.
ولد في قرية مجدل المعوش (لبنان) وتوفي في بيروت.
عاش في لبنان، وقام بالرحلة بين عدة أقطار عربية.
بدأ تلقي تعليمه في دير القمر، وتابعه في بيروت، بالكلية البطريركية، ثم درس الحقوق في دمشق، وحاز شهادة فيها.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

عمل وهو في الخامسة عشرة من عمره مديراً لناحية العرقوب، في لبنان، ثم مارس بعد تخرجه مهنة المحاماة، كما عمل في الصحافة.
انتخب نائباً عن محافظة جبل لبنان عام 1947 .
كان عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.
كان أحمد شوقي ينزل ضيفًا على والده، فكان يثني على موهبة ولده أمين.
الإنتاج الشعري:
– له ثلاثة دواوين: «دفتر الغزل»: «الطبعة الأولى»، معها: «الخصوصيات» و«الإخوانيات» – المطبعة العصرية في صيدا – لبنان 1952 ، و« الديوان الجديد»: «الطبعة الأولى» – «مطبعة المطبعة» – جونيه، لبنان 1962 ، و«ليالي الرقمتين»: «الطبعة الأولى» – «مطبعة المطبعة» – جونيه، لبنان 1966 .
الأعمال الأخرى:
– من الأعمال «كتاب المائة»: «وهو مختارات من نهج البلاغة بشرح الإمام محمد عبده» مطبعة العرفان – صيدا، لبنان 191، و«المفكرة الريفية»، ومعها قصة الفردوس الأرضي: مطبعة الكشاف- بيروت 1942، و«كتاب الدقائق» (في اللغة) – المطبعة الكاثوليكية – بيروت 1944،و«الحركة اللغوية في لبنان» – المطبعة الكاثوليكية – بيروت 1947، و«تحت قناطر أرسطو»، ومعها: «حول القناطر»، و«بين الكرة والطست»، وملحق – مطبعة الجريدة – بيروت 1954،و«كتاب الملوك»، ومعه: و«جوه غائبة»، و«في سبيل الصواب» – مطبعة دار الكتب- بيروت 1954 ،و«ذات العماد» – مطبعة دار الكتب – بيروت 1957 ،و«أوراق مسافر» (من أدب الرحلة) – دار مكتبة الحياة – لبنان 1967، وهذه الكتب من النثر الفني المعتمد على الطابع السردي القصصي، وصدرت له الأعمال الكاملة في مجلدين كبيرين عن: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع – لبنان 1982 – 1993 .

حين يتوقف النظر عند الوزن والقافية،وكان أمين نخلة حريصاً عليهما، فإن نثره يسبق شعره، بل إن نثره هو الذي يقيم أركان شهرته، ويمنحه مكانته في الثقافة العربية الحديثة، ولكن إذا توسعنا بمفاهيم الشعر إلى عمل الخيال، وحسّ الإيقاع، وكثافة المعنى، ومستويات الدلالة، والقدرة على رسم الوجوه، والمشاعر، والأماكن، فإن نتاج أمين نخلة يصبح شعراً كله، شعراً يبهر للوهلة الأولى، ويُستحلى مع المعاودة، ويستحكم مع معاودة المعاودة.
أما منظوماته فإنه قد أودع فيها رصانة اللغة، وعذوبة الإيقاع، وجمال المشاعر والمشاهد.
مصادر الدراسة:
1 – فوزي سابا: أمين نخلة الفنان: مطبعة سيفان – منشورات مجلة «الورود» – بيروت 1960 .
2 – يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية – الجامعة اللبنانية – بيروت 1983.
4 – مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري: مئوية الرحيل والميلاد – الكويت 2002.
عناوين القصائد:
الحبيب الأول
الشفة
القصيدة السوداء
العقد الطويل
الكحل
في ذكرى «حبيب»
من قصيدة: إلى الأَخ «الأَخطل الصَّغير»
الحبيب الأول
أُحبّكَ في القنوط، وفي التمنّي منكَ صرتُ،
وصرتَ منّي فوق ما وسعتْ ضلوعي مدى يدي،
وبلوغِ ظنّي هوىً مُترنّحُ الأعطافِ،
طلقٌ سهل الشبابِ المطمئنّ
أبوح إذن، فكلُّ هبوبِ ريحٍ
حديثٌ عنكَ في الدنيا، وعنّي
سينشرنا الصباحُ على الروابي
على الوادي، علي الشجر الأغنّ
أبوح إذن، فهل تدري الدوالي
بأنكَ أنتَ أقداحي، ودَنّي؟
أتمتم باسم ثغركَ فوق كأسي
وأرشفها، كأنكَ، أو كأني
نعيمٌ حبُّنا، فانظرْ بعيني
وعرسٌ للمنى، فاسمعْ بأذني
كأن الصحوَ يلمع في ظنوني
ويخفق في ضلوعي ألفُ غصن
على الوتر الحنونِ خلعتُ شوقي
وماج هوايَ في آه المغنّي
ففي النغم العميق إليكَ أمشي،
وأسلك جانبَ الوتر المرنّ.
أمير الصناعتين الشاعر أمين نخلة، كان له مدى اوسع من غيره من الشعراء مع المرأة. وقد شبهها بالزهرة الآدمية، ولكن منذ البدء ارتفع حاجز بينه وبين المرأة فرضته التقاليد التي كانت سائدة انذاك، وحرص شاعرنا عليها.


سيرة حياته
الشاعر أمين نخلة هو نجل الشاعر رشيد نخلة، كاتب النشيد الوطني اللبناني، ولد في مجدل المعوش، وهي احدى قرى قضاء الشوف، وليس في بلدته الباروك، عام ١٩٠١، ومنذ سنيه الأولى قيضه الله مكتبة والده العربية التي كانت من اغنى مكتبات زمانها، غرف من معينها الكثير الكثير من المعارف والاداب.
بدأ الأمين دراسته في مدرسة الأخوة المريميين في دير القمر، ولكن اثر اندلاع الحرب العالمية الأولى اغلقت المدارس، وتوقف عن الدراسة، وقد سعى امير البيان الأمير شكيب ارسلان الى توظيفه مديرا بين عامي ١٩١٦ و١٩١٧. بعد انتهاء الحرب دخل الكلية البطريركية في بيروت، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالله البستاني، ونال شهادة العلوم النهائية بدرجة جيد جدا، ثم توجه لدراسة القانون في معهد الحقوق الفرنسي في بيروت، ومنه تابع دراسته الحقوقية في الجامعة السورية، ونال شهادةالحقوق. في عام ١٩٤٧، رغب في دخول المعترك السياسي، فرهن مزرعته ليخوض المعركة النيابية، ونجح في الانتخابات واصبح نائبا، ولكن عام ١٩٥١ تخلى عن السياسة نهائيا.
شاعريته
اولى محاولاته الشعرية كانت في سن الثانية عشرة، وكان والده رشيد نخلة يصحح له بعض الاخطاء. وأولى قصايده فيها أبيات اعتبرها النقاد من اجود شعره رغم كونها باكورة هذا الشعر. ويعتبر أمين نخلة من شعراء الغزل الكبار، لقد تعمق في جمالية المرأة الى أن وصل الى روحها وتغزل بهذه الروح، ولكن لم يرغب يوما في التحدث عن المرأة.
ومنذ يفاعته كان الأمين ولوعا بالجمال الانثوي، وتغزل كثيرا بالمرأة، وكتابه “دفتر الغزل” لم يكتب لامرأة محددة، بل كتب للمرأة بالمطلق. ففي شبابه سحر بامرأة بارعة الجمال. شعر بالانجذاب اليها فقال فيها:
 ” أنا لا أصدق أن هذا الأحمر المشقوق فم
بل وردة مبتلة، حمراء، من لحم، ودم.
أكمامها شفتان، خذ روحي، وعللني بشم.
إن الشفاه أحبها، كم مرة قالت: نعم. “.
الحب الكبير
كان والد شاعرنا يصطاف في مدينة عاليه، كما كان والد ايفون – ندرة طرزي- يصطاف ايضا في عاليه، وايام العز كان المصطافون يتنزهون في شارعها الرئيسي ذهابا وايابا. وفي احدى نزهات أمين نخلة التقى بفتاة جميلة جدا، فاحس بسهم “كيوبيد” يخترق قلبه، سأل عنها وعرف انها ابنة ندرة طرزي، أخبر والده عنها، وانه أحبها من النظرة الأولى، بارك الوالد هذه العاطفة النبيلة، وطلب من الأمين التريث، ولكن نار الجوى دفعت الأمين الى الذهاب في الليلة نفسها الى بيت مليكة قلبه، وعرف اهل الفتاة بنفسه فلقي الترحيب كونه ابن رشيد بك نخلة، واعلمهم لغايته من هذه الزيارة. وجمع القدر بين الحبيبين برباط مقدس، وفي تلك اللحظات من اضطرام نار الحب في قلبه خاطب حبيبته (زوجته لاحقا) بهذه الابيات:
“احبك في القنوط، وفي التمني
 كأني منك صرت وصرت مني
أحبك فوق ما وسعت. ضلوعي
 وفوق مدى يدي، وبلوغ ظني
 هوى مترنح الاعطاف، طلق
 على سهل الشباب المطمئن”.
ولهذا اطلق عليه شاعر الغزل والمرأة ويقول: “مطلبي من هذه الدنيا حبيب قلبه مني على البعد قريب هبت الريح باشواقي له وانحنى الغصن، وغنى العندليب”

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات