منار بين أسرتها الإعلامية في قناة النيل الثقافية مع الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي
(كنت أودّ أن أنتهي اليوم من رسم القطار، وفجأة تذكرت أنني طالما أجزت لنفسي أن أصفها بأنها مجنونة… ترى كيف سيظهر الجنون في لوحتي؟ وكيف سأبدو بعد قليل بعد أن اترنم باللحن الجديد الذي ألفته ؟؟ ) سطور من القصة القصيرة البديعة للشاعرة والأديبة الجميلة الروح والقلب منار فتح الباب والتي تحمل عنوان (القطار لا يصل إلى البحر) .
منار في إحدى الندوات التي حرصت على حضورها معنا، ويظهر ديوان (قديس يحلق بعيدا)
رحلة أدبية وفنية جمعتني بمنار فتح الباب فكانت لي الأخت والصديقة وأحيانا الابنة وأحايين أخرى كانت الأم بالنسبة لي ……صداقة دامت لأكثر من عشرين عاما كانت دوما حاضرة متوهجة في الأفراح وفِي الأحزان فكان اللقاء الأول عام ١٩٩٨ حينما كنا نعمل معا في برنامج ( أوراق العمر) على شاشة قناة النيل الثقافية والذي كان معنيا بأدب السيرة الذاتية فكان اللقاء مع أعلام الأدب والفنون في مصر..
كانت منار تكتب سيناريوهات الحلقات كما لو قصائد نثرية فكانت الحلقة الأولى في منزل العظيم د. محمد شكري عياد وبحضوره الكبير كانت المحطة الأولى لصداقتنا هي وأنا، ثم توالت الحلقات وكبرت المحبة بيننا فكانت لقاءات مع جورج البهجوري، فتحية العسال، نوال السعداوي وغيرهم من القامات الكبيرة .
ثم كان اللقاء الأُسَري التلفزيوني مع والدها الشاعر الكبير الدكتور حسن فتح الباب الذي كان قد قدم سيرته الذاتية عام ١٩٩٧ بعنوان (أسمّي الوجوه بأسمائها) فكان التعارف الأُسري بيننا وكان منزلهم الأنيق العريق في مصر الجديدة فيلا راقية تحمل عبق الماضي وفِي إحدى ردهات المنزل يقبع البيانو الكلاسيكي والذي كانت والدتها الفاضلة تجيد العزف عليه …كانت فترة ذهبية في أوراق عمرنا جميعا.
عن شعر لوركا، أدب ارنست همنجواي، الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، نجيب محفوظ وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة… قدمنا معا سلسلة من الأعمال والبرامج الثقافية أحسب أنها من أجمل ما قدمت في مسيرة عملي الطويلة…
قدم والدها الشاعر الدكتور حسن فتح الباب داووين شعرية متنوعة ضمن أعماله الغزيرة منذ عام ١٩٥٧ ديوان بعنوان (من وحي بور سعيد ) وصولا إلى ديوانه الأخير بعنوان (فوق العاصفة) ٢٠٠٤،ولكن الملفت للنظر والجميل كالعادة في هذه المسيرة الأدبية المتوارثة بين الأب والإبنة هو ذلك الديوان الصادر عام ١٩٧١ بعنوان (عيون منار) الصادر عن دار النجاح في بيروت.
احتفلنا معا عام ٢٠٠١ بمولد ابنتها الوحيدة لينا، وفِي سنوات لاحقة احتفلنا بمولد ابنتيّ هدى وفدوى ….تشاركنا الأيام والسنين في مسيرة أدبية وفنية بين مبدعة شاعرة هي منار فتح الباب ومخرجة تلفزيونية طموحة ترسم بالكاميرا والموسيقى ما تسطره الشاعرة على الورق.
بعد مرور سنوات عديدة اكتشفت أن صداقة عائلية كبيرة كانت تربط بين والدها وبينها من ناحية وزوجي الشاعر والأديب والرحالة أشرف أبو اليزيد من ناحية اخرى،وان ذات المكان في حديقة فيلا دكتور حسن فتح الباب كان ملتقى للجلسات الشعرية والأدبية بينهم جميعا فتوطدت أواصر الصلة والمحبة بيننا فكانت دوما القلب الحنون والصديقة الكريمة فلم تفوت مناسبة أدبية أو شخصية إلا كانت حاضرة …
وقبيل رحيلها بشهر ونصف تقريبا كان لنا لقاء واسع هي وانا وبناتنا وكانت السهرة ممتدة والأوقات طيبة والنفوس راضية والأمنيات الجميلة بمستقبل رغد لبناننا حيث التحقت ابنتها بالجامعة البريطانية … وكنا على وعد بلقاء متجدد إلا أن الأقدار كانت لها تصاريف أخرى ولا أدعي أني أصدق أنها رحلت فقد كانت دوما داعمة لنا جميعا متفانية في عملها بشوشة الوجه صوتها كصوت طفلة بريئة، اليوم نحتفل بصدور كتابها الأخير (رحلة الحروف العجيبة ) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ونهديه لروحها النقية الصابرة …. إلى اللقاء يا أختي الحبيبة .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.