عفيفة لعيبي … في القاهرة

09:03 صباحًا الأربعاء 3 نوفمبر 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الفنانة عفيفة لعيبي في افتتاح أحد معارضها الهولندية Exhibition at the gallery De Twee Pauwen in Den Haag, Holland 2001.

حدثٌ تشكيلي كبير في قلب القاهرة، إنه المعرض الشخصي الأول للفنانة العراقية عفيفة لعيبي في مصر، حيث يستقبل (جاليري بيكاسو) عشاق لوحات التشكيلية الكبيرة بدءا من الأحد القادم 7 نوفمبر، مع افتتاحه السادسة مساء.

ولدت الفنانة عفيفة لعيبي في البصرة عام 1952 وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة في البصرة لتتابع مشوارها الدراسي لاحقا بمعهد الفنون الجميلة في بغداد، حيث بدأت آنذاك عملها كرسامة في الصحافة العراقية، قبل أن تغادر العراق إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة والتخصص في الفن الجداري بأكاديمية الفنون الجميلة (سوريكوف) في العاصمة موسكو.

هرم تشكيلي من العراق رفقة أبي الهول في مصر

لم يكن بمقدور الفنانة العودة إلى بلدها العراق بسبب تعقد الوضع السياسي ، فسافرت إلى إيطاليا ومنها إلى اليمن، حيث اشتغلت بتدريس الفن في معهد الفنون الجميلة بمدينة عدن، فضلا عن الرسم بصحافة الأطفال، لكنها تحمل حقائبها مجددا وتغادر اليمن عائدة إلى روسيا ومن بعدها ايطاليا.

أقامت عفيفة لعيبي مجموعة من المعارض في هولندا –  حيث تزوجت واستقرت – وكان من أبرز معارضها الشخصية معرضها الشامل في متحف (ايكاترينا خاست موزيم) في مدينة خاودا. هناك تفرغت عفيفة لعيبي للفن، لتعرض لوحاتها داخل وخارج هولندا حيث تمثل بصمتها الفنية علامة مميزة للفن العراقي المعاصر. بعد جريمة عصابات داعش التي تداولتها وسائل الاعلام ، موثقة تحطيم آثار متحف الموصل، نشرت الفنانة عفيفة لعيبي صورا لمجموعة من أعمالها التي تستصرخ نجدة تاريخ العراق وتراثه.

يؤدي عنصرا التكوين والإضاءة الدور الأبرز في تجسيدات الفنانة التشكيلية، ويكمل هذا المثلث الحضور الأنثوي الطاغي، باعتبار الأنثى في أعمالها صنو الحياة.

في الأعمال  التي بكى فيها الفن تراثه، وعزفت به الأمة حزنها، لا نقرأ التنبؤ وحده بمصير الأثر، فالآثار-  دائمًا – عرضة للتهديد في منطقتنا العربية، تُنهب في أيام السلم، وتُدمر في ليالي الحرب، وتُخرب بأيدي ذويها وأعدائها على حد سواء.

المطارق التي هوت على الحجر، هشمت أفئدة البشر بالمثل، والسهام التي اخترقت نارها مكتبة الموصل، احترقت برمادها صدور أهلها، بل والجسد تحطم جزء منه مثلما تهشمت الآثار، نحن هنا الضحية المكرورة، التي ترتدي زي السلام الأبيض دومًا، رغم حداد الموت الذي تفرضه قسرا الحروب.

بين ما أصاب تمثالي بوذا في باميان بأفغانستان، على أيدي طالبان، وما ألم بآثار الآشوريين في العراق، بقبضات داعش، تاريخ من اغتصاب الجمال باسم الله، وإشاعة القبح باسم الدين، وهدم الحياة حبا في الرسول!

الأسئلة المطروحة لا تتعلق بما حدث، وحسب، بل بما يمكن أن يفعله أصحاب البلد، في كراسي السلطة وخارجها، للحفاظ على ما تبقى، وما يمكن أن تقوم به دول تتشدق بحماية التراث، والحفاظ على ذاكرة الإنسانية.

من مصاب الوطن، إلى مصابها الشخصي، عانت الفنانة الكبيرة برحيل زوجها المفاجيء، لكن الفن دائما يقف جدارا تستند إليه الأجساد المتعبة والأرواح المتألمة. ومن هنا يأتي معرضها في القاهرة خروجا بجناحي عنقاء ميوزات الإلهام الفني.

أقامت الفنانة مجموعة من المعارض في هولندا ومن أبرزها معرض مدينة خاودا في ستاد غاليري ومعرضها الشخصي الشامل في متحف ” كاترينا خاست موزيوم في مدينة خاودا.

Catherinagasthuis Museum – Gouda.

تعرض الفنانة بشكل دوري وثابت معارضها الشخصية على قاعة الغاليري المعروف (ده تفيية باون) في مدينة دانهاخ، Galerie De Twee Pauwen- Den Haag ولها مساهمات دورية في معارض أخرى وقاعات اخرى مثل صالة المعارض كودا ا في أمستردام، Galerie Goda`- Amsterdam وصالة المعارض (بريما فيستة) في ماسترخت، Galerie Prima Vista – Maastricht. كذلك في مدينة بيرخن في هولندا في غاليري زينك. وفي غاليري تيالف في أمستردام. في إيطاليا اقامت معرضا في مدينة فلورنس غاليري تورنابوني. وأقامت معرضا شخصيا في غاليري الكوفة. لندن. إنكلترا. في الكويت اقامت أكثر من معرض وعلى قاعة بوشهري غاليري. مدينة السالمية. مع مساهمه على قاعة الفنون لوزارة الثقافة الكويتية، وكانت ضيفة على منتدى مجلة (العربي) صحبة تشكيليات عربيات أيقونات، كما انها ساهمت في الكثير من المعارض الفنية المشتركة مع فنانين أخرين من هولندا.

 La Casta Diva. Oil on Canvas. 120×100 cm. 2020, at Kristin Hjellegjerde Gallery (London Bridge, London)

استمرت عفيفة لعيبي في ممارسة عملها كفنانة رغم كل الضر وف الصعبة  التي واجهتا بسبب تنقلها من مكان إلى آخر ومن بلد إلى آخر والتعايش مع ثقافات مختلفة ولغات مختلفة لكنها مع ذلك تعرف جيدا أن هذا قد زاد من خبرتها وأغني تجربتها كإنسانة وفنانة في الوقت نفسه.

كانت لها مساهمات متواصلة وفي الكثير من النشاطات الثقافية دعما للحركة الديمقراطية العراقية والعالمية وضد الإرهاب والحرب والعنصرية والدكتاتورية حيث ساهمت في الكثير من المعارض الفنية في بغداد وفي موسكو وفي اليمن وايطاليا وسورية ولبنان وانكلترا وأمريكا لعكس الوجه الحضاري للثقافة والفن العراقي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات