عندما دعيت إلى متابعة المؤتمر الصحفي لتقديم التقرير الذي أعدته منظمة rawsa   و هي شبكة حق المرأة وتمكينها من الوصول إلى الإجهاض الآمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و إلى المساعدة في النشر في الدول المعنيّة بالدراسة, و اثر اتصالي بأصدقاء و صديقات كثر عادة ما ينتصرون و ينتصرن  إلى قضايا المرأة و إلى الدعوة إلى مناهضة العنف المسلط على النّساء و إلى محاربة كلّ أشكال التمييز المبنية على النوع الاجتماعي , فوجئت برفض عدد منهم و منهنّ حتى حضور المؤتمر الذي كان عبر تقنية zoom لأنّ الموضوع يتعلّق بالإجهاض .. طبعا كلّنا أحرار في اتخاذ ما نرى من المواقف تجاه ما يطرح أمامنا من قضايا ..لكنّ الحسّ الصحفي عادة أو الفضول أو الالتزام الصحفي كثيرا ما يغلب هذه التحفظّات و يجعل الكثير منّا حتّى من باب الاكتشاف أو لعرض رأينا المخالف يجعلنا نشارك بالحضور و النقاش ورد الحجة بالحجة وان استدعى الأمر دحض نتائج الدراسة اذا كنّا نملك معطيات مختلفة و أدلّة أخرى.. لكن الكلمة مفتاح الكابوس هنا هي الاجهاض و كأنّ المصطلح يحيي كلّ الموروث الجمعي اللاواعي و الواعي حول الإجهاض و ما قبله على اعتباره حلاّ لمداراة فضيحة .

يبدو أن 8.1%  ممن طلبن الاجهاض كنّ ضحايا اغتصاب و أغلبهنّ قاصرات و هنّ هنا موصومات اجتماعيّا بهما معا أي الاغتصاب و الاجهاض , لذلك كان التطبيب عن بعد و هو استخدام الاتصالات الالكترونية و تقنيات المعلومات لتقديم الخدمات السريرية عبر مواقع مختلفة والذي لا تحتاج فيه النّساء إلى التنقّل أو مرافقة أحد من العائلة مسألة مهمّة لكن عدم الاتصال بشبكة الانترنات او امتلاك هاتف ذكي أو حاسوب و قبل ذلك الأميّة تعتبر من أهمّ المعوقات للولوج إلى هذه الخدمات  .

فإثر إعلان منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 الكوفيد 19 جائحة عالميّة أصبح اللّجوء إلى التطبيب عن بعد حلاّ للنّساء و حماية لهم من الوصم باعتبار سريّة العمليّة .

لكنّ لماذا تطلب النّساء هذه الخدمة الصحيّة ؟ ورد في التقرير أنّ 41% منهنّ يلجأن للإجهاض لعدم قدرتهنّ على الانجاب في هذه المرحلة بينما كانت حجة 23% القيود الماليّة التّي تشكّل السبب الرئيسي لعدم إجراء اختبار الموجات فوق الصوتيّة للاطمئنان على صحّة الجنين .

و قد كشفت جائحة كوفيد 19 هشاشة البنى الاجتماعية و الصحية في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا حيث تعاني النّساء من تفاقم أعباء الرعاية الصحية المجانيّة و من ارتفاع نسب العنف القائم على النوع الاجتماعي . و ربّما تكون الجائحة فرصة لإعادة التّفكير في الاحتياجات الصحيّة للنساء اللائي يقع عليهن نصف عبء اعادة البناء و المساعدة على التعافي من آثار الجائحة على كلّ الصعد  ,خاصّة أنّ التجارب الإنسانيّة السابقة مع الجوائح أثبتت أنها السبب في تفاقم حالات الطوارئ الصحيّة و ترتفع بسببها مخاطر تعرض النساء إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي , و تتسبّب الاجراءات الاستثنائية في تعطيل الخدمات الخاصّة بالصحة الانجابية و الجنسية و إمكانيّة الوصول إليها نظرا لتعبئة كل الامكانيات الصحيّة لمجابهة آثار الجائحة.

إنّ الخدمات الصحيّة في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا المتعلّقة بالصحّة الجنسيّة           و الانجابيّة و بولوج النّساء إلى الاجهاض الآمن مسألة تحتاج إلى متابعة في بعض الدول  و في أخرى يحتاج إلى إطار قانوني و تشريعي

و تجويد نوع الخدمات خاصّة أنّ طالباتها يتعرّضن إلآ أشكال من العقوبات مسلّطة عليهنّ من مسدي الخدمات أنفسهم على اعتبار الوصم الذّي أشرنا له آنفا .

و قد أورد التقرير الصادر عن شبكة حق المرأة وتمكينها من الوصول إلى الإجهاض الآمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجموعة من التوصيات يمكن الاطلاع عليها

و على تفاصيل أكثر من خلال هذا الرابط

https://drive.google.com/file/d/1pL7v1FRiXuP2E6dPYaUEYFm0D-HAolxE/view?usp=sharing

أمّا الدراسة حول التطبيب عن بعد للصحة الجنسية والإنجابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

خلال جائحة كورونا و هي دراسة استقصائية عنقودية فيمكن متابعة تفاصيلها من خلال الرابط التالي

https://drive.google.com/file/d/1CIldv2heEdWmjV0YNMsU-E_eGmGBwxJS/view?usp=sharing