قراءات شعرية مصرية في (الأرض بيتنا)، و(قَمَرٌ وزناد)

10:56 صباحًا الجمعة 27 مايو 2022
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تابع الشعراء والمهتمون بالفن الشعري في مصر والعالم، جلستين أقيمتا مساء الخميس 26 مايو 2022، قرأ فيهما الشاعران أشرف أبو اليزيد وديمة محمود قصائد لشاعرات وشعراء من مصر، مثلوا ذائقة وأجيالا عدة.

كانت الفعالية الأولى (الأرض بيتنا The Earth is Our Home) قد أقيمت استجابة لنداء حركة الشعر العالمية، التي أصدرت بيانا جاء فيه “طالما أن العالم لا يجد طريقًا واضحًا، ولا يتخذ قرارًا بناءً على حجج عادلة ومتوازنة لحل مشاكله الحالية الخطيرة، فإن التوترات التي نتعرض لها كل يوم ستستمر في التأثير على ثقتنا بمستقبل الإنسان. . تلاحظ حركة الشعر العالمية بقلق بالغ الوضع المعقد على الحدود بين أوكرانيا وروسيا، بين كولومبيا وفنزويلا، وسط ظروف سياسية معقدة مختلفة، تدفقات الهجرة المستمرة التي دفعت آلاف الرجال والنساء إلى الاستمرار في العيش في أرض بلا وطن، والتصعيد المستمر لانقراض الأنواع والغابات والأنهار، واستمرار جرائم الكراهية بين الطبقات والشعوب، يدفعنا لدعوة العالم إلى البرهنة على أن الأرض هي موطننا. الأرض هي وطننا ويجب علينا الاعتناء بها من نيران الحرب، ويجب علينا احتضان اللاجئين ومساعدتهم ورعاية الطبيعة التي تهب الحياة لكافة أشكال الوجود. الأرض هي وطننا ويجب على جميع الشعوب أن يكونوا إخوة لكي يسكنوها بأفضل طريقة. يجب أن تسود الكرامة والعدالة والحقيقة في بيتنا. يجب أن يكون بيتنا بيت الشعر والحياة وليس بيت الرعب والموت.

ووجهت حركة الشعر العالمية والشعراء المنخرطين فيها ومهرجانات الشعر العالمية والمشاريع التي تتكون منها دعوة لشعراء العالم ومهرجاناته ومنظماته الشعرية ليتحدوا في عالم عظيم من القراءات الشعرية، وفعاليات فنية وحفلات موسيقية ومنتديات ثقافية، ، للفت انتباه الناس إلى الحاجة الحيوية والملحة للدفاع عن بيتنا وأرضنا وحلم إنسانية تجاوز مملكة الضرورة إلى المملكة. الحرية والسلام العالمي.

واتفق الشاعران على تقديم قراءات مختارة تمثل الشعر المصري، كنشاط لحركة الشعر العالمية التي انتخبت أشرف أبو اليزيد منسقا لها في مصر.

https://www.facebook.com/damdoma.alamora/videos/424549939092721/

وبد أت الجلسة بحوار أجابت فيه ديمة محمود عن مشروعها في تسجيل قصائد الشعر لشعراء من مصر والعالم العربي، في بادرة انطلقت من محبتها للشعر والإلقاء معا، خاصة وأنها تمارس مهنة التعليق الصوتي للأعمال فنية.  ثم عرضت الشاعرة فيلما قرأت فيه قصيدة محمود درويش التي أهداها للاعب الأسطورة، دييجو أرماندو مارادونا:

يا مارادونا ، ماذا فعلت بالساعة؟ ماذا صنعت بالمواعيد؟
ماذا نفعل بعدما عاد مارادونا إلى أهله في الأرجنتين؟
مع منْ سنسهر، بعدما اعتدنا أن نعلّق طمأنينة القلب، وخوفه، على قدميه المعجزتين؟ وإلى منْ نأنس ونتحمّس بعدما أدمناه شهراً تحوّلنا خلاله من مشاهدين إلى عشّاق؟
ولمن سنرفع صراخ الحماسة والمتعة ودبابيس الدم، بعدما وجدنا فيه بطلنا المنشود، وأجج فينا عطش الحاجة إلى: بطل.. بطل نصفق له، ندعو له بالنصر، نعلّق له تميمة، ونخاف عليه ـ وعلى أملنا فيه ـ من الانكسار؟
الفرد، الفرد ليس بدعة في التاريخ.
يا مارادونا ، يا مارادونا ، ماذا فعلت بالساعة؟ ماذا صنعت بالمواعيد؟”

ومن وحي “مارادونا” قرأ أشرف أبو اليزيد قصيدة (المباراة) للشاعر حلمي سالم من ديوانه (الغرام المسلح):

الأبصار مُعلقة بالشاشة،

حيث الألمان يفوزون على الإيطاليين،

فآلاف ينفجرون من الفرح،

وآلاف ينفجرون من الحسرة،

فيما خمس حناجر في الشاعر،

تهتف: لنقاطع ما صُنع بإسرائيل.

هل الثغرة في التكتيك؟

هل المشكلة هي الحارس؟

بعد ذلك تعددت القراءات، فألقت ديمة محمود –  قصائد أمل دنقل، ومحمد عفيفي مطر، ومحمد حسني عليوة، وزيزي شوشة، قبل أن تختتم بنص لها. بينما قرأ أشرف أبو اليزيد قصائد من أنطولوجيا (فيسبوك … ديوان الشعر المصري)، التي نشرتها ماجازين إن العربية في فبراير 2017، وضمت القراءة قصائد غادة نبيل، محمد أبو زيد، وإبراهيم داود، وفتحي عبد السميع، وأحمد أنيس، ووليد الخشاب، وخالد حسان. وشريف الشافعي، وعلاء الدين عوض، وقرأ جزءا من مسرحية الشاعر السيد الخميسي (سيف المتنبي)، مثلما قرأ مفتتح قصيدة الشاعر صلاح عبد الصبور (الناس في بلادي) بينما اختتم الشاعر بقصيدته:

“لا تبنوا باسمي دارًا  يتعبد فيها اللصُّ التائب؛  بسم الدين.  ابنوا مدرسة، أو مشفى   أو ورشات لحياكة قمصان الحرية … من دودة قز الثورة.   وأقيموا عند البوابات مراسم تسكنها الألوان جميعا تتراقص، كي نشدو بالأصوات المتحابة: يحيا وطني.”

في الجلسة الثانية، التي جاءت ضمن مهرجان (قمرٌ وزناد) للقراءات الشعرية حول العالم، انضم مؤسسها الشاعر الأرجنتيني ليوناردو هيرمان إلى ديمة محمود وأشرف أبو اليزيد، في مجموعة المختارات المخصصة بالمثل  للشعر المصري، وقرأت ديمة مختارات لكل من الشعراء محمود قرني وإيهاب خليفة وجمال القصاص والشاعرة مروة نبيل. قبل أن تفاجيء زميلها بقراءة بعض من مقطوعات قصيدته (مائة قصيدة حب إليها).

واختار أشرف، في قراءاته، التي شرح جزءا منها بالانجليزية، قصيدة من ديوان الشاعر عزمي عبد الوهاب (ذئب وحيد في الخلاء)، وكذلك قصائد للشعراء عبد الله السمطي، وحمدي الجزار، وعصام أبو زيد، وياسر عبد اللطيف، وأحمد عايد، وهشام الصباحي، وإسلام نور، والشاعرات إيمان مرسال، وهبة عصام، وعزة حسين، وهدى حسين، وعبير عبد العزيز، التي قدم تجربتها في حملة دعم الشعر التي امتدت طوال 2017 ، كمشروع ثقافي يبتكر طرقا جديدة، منها نشر مقاطع الشعر مع لوحات في تصميمات تطبع على هيئة بطاقات وطوابع بريد.

ومن أنطولوجيا سلسلة إبداعات طريق الحرير (قدماء مصريون،شعراء معاصرون)، قرأ أشرف أبو اليزيد قصيدتين، الأولى للشاعر محمد الكفراوي (بعنوان: مسقط رأسي)، والثانية للشاعرة ديمة محمود ( بعنوان: كأس اللّوتس):

أجثو في كَنف “رع” بينا يلفّني بذراعيه منفلتاً من عرشه السماوي

أغمض عينيّ وأرفع رأسي نحو وردته اللاهبة

فتشهق الحكمة لاهجةً من آبار المسام

ها هي ذي الألوهية الحَقّة

ونحن.. ألم نركض إليها مُختاليْن

في قوسٍ من الألوان والأنوار التي لم تفطم بعد؟!

ليتنا لمّا شاهدنا زورق التكوين يمخر في البحر الهائج والضباب

ما تركنا زهرة اللوتس تحمل كأس دمعها البرَّاق وحدها

وانشغلنا بنقش مفتاح الحياة

وتزيين جنائن السلام بالأنجم والسنابل.

رِني ارتعشتُ على صولجانك واتّقدتُ منذ ابتداء الكلام

 رمسيس _وقتما كان في ميدانه_ أسعفه اخضرار التّأويل

وفَطِن إلى أن شهدك الأحلى ما زال مخبوءاً لي في الملكوت

ثبّتْ يديك على ركبتيَّ

أجل… هكذا

فنحن منذورون _قبل الأزل_ للرفيف.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات