الشاعرة الصربية آنيتا بيشيتش: عاشقة الدُّمى والحكايات الشعبية

09:06 مساءً الثلاثاء 12 يوليو 2022
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تكتب الشاعرة الصربية آنيتا بيشيتش Anita Pešić قصائدها للحب والوطن، وقبل كل شيء للأطفال، وتجد الإلهام في العمل مع الجيل الأصغر. صدر كتاب أنيتا الأول”ألوان روحي” عام 2015. وهو مجموعة قصائد للأطفال تدور حول الأسرة والصداقة والمدرسة والحب والطبيعة. البعض منا تعليمي تماما، وبعضها الآخر أكثر عاطفية. أما كتابها الثاني فمختارات من قصائد 2017، بعنوان “حدائق الخيال”، عن الأعشاب والحيوانات والحب والفانتازيا. أشعار مليئة بالترادفات المتجانسة والفكاهة التي يحبها الأطفال. كتابها الثالث الذي نشرته عام 2018 “رحلة إلى العالم”، يأتي في ثلاثة أقسام أولها عن الحيوانات والحشرات والطيور، والثاني عن مشاهير صربيا والتقاليد الصربية، والأخير يمثل مرشد سياحيا مع قصائد عن العديد من البلدان مثل مصر وإسبانيا وروسيا والصين وغيرها. وأخيرا كتابها الرابع “الشمس المشرقة والجنيات السبع”، الذي صدر عام 2020. وقد اختير كأفضل نص درامي أصلي للأطفال في مهرجان الإبداع الدرامي، تقول أنيتا “لقد كتبت هذه الحكاية الخرافية البيئية حتى يتمكن الأطفال من تصويرها وتقديمها للآباء، لقد استمتعنا جميعًا بهذه الفكرة.”

شاركت الشاعرة آنيتا في العديد من المجموعات الشعرية الدولية للصغار والكبار، وقد تُرجم العديد من قصائدها إلى اللغات الإنجليزية والرومانية والبلغارية والمقدونية والإيطالية والإسبانية والروسية والبنغالية والنيبالية. وقد كُرمت في صربيا ومنطقة البلقان.

وتنظم آنيتا مسابقات إبداعية دولية للأطفال. وفي أوقات فراغها تصنع الدمى وترسم لهم، كما تكتب للصحافة. يمكننا التعرف عليها من خلال الدمى الفريدة التي تصنعها بناءً على رسومات وصور يبتكرها الأطفال، ومن هنا أطلق عليها لقب “محبة الدمى”.

ولدت الشاعرة الصربية آنيتا بيتشيتش Anita Pešić، في نيش عام 1987، وتزاول مهنتها كمعلمة متخصصة في تعليم الدراما، بإحدى رياض الأطفال، وتفخر بعضويتها لجمعية أفضل المعلمين في يوغوسلافيا السابقة – ANN EX YU.

في قصيدة “معلمة الروضة”، تقول آنيتا: المعلمة امرأة – يفضلها الأطفال، فهي معهم كل يوم، تمرح وتبتسم. المعلمة دائمًا مبدعة، تلهم الأطفال باستمرار. وتساعدهم على أن يكونوا بشرًا، يحبون من يجاهدون. إنها تمنح الأطفال الكثير من المعرفة، والمشاعر والذكريات الجميلة.وكل اللحظات معها ثمينة، ولا تتلاشى أبدًا. إنها متحمسة وجميلة، لها القوة لخلق الأجنحة. كما أنها تمثل كونها غير حقيقية مثل الحكاية الخرافية، ولكنها دوما تحب كأم.


مشاركة آنيتا في أنطولوجيا مصريون قدماء

لنبدأ بلقبك؛ “مُحبّة الدُّمى” متى بدأتِ بصنع أول دمية؟

بدأتُ عندما كنت طالبة، اعتدت صنع ملابس دميتي “باربي” منذ كنت طفلة صغيرة. أتذكر أنني كنت ألعب بالدمى بشغف شديد، مع الأصدقاء والعمّات؛ وربما أي شخص كان على استعداد للانضمام إليّ. لقد كان ذلك دائمًا نشاطًا ملهمًا ومبهجًا جدًا بالنسبة لي.


دمية صربية بالأزياء التقليدية


الدمية الأولى التي صنعتها كانت للأطفال في الروضة، لكنني داومت – خلال السنوات القليلة الماضية – على صنع مختلف أنواع الدمى، مستلهمة من رسومات الأطفال وصورهم وأبطال الرسوم المتحركة المفضلين وما إلى ذلك. أفضل ما أحبه حين يناديني الأطفال بهذا الاسم. في اللغة الصربية، يبدو الأمر مبدعًا وفريدًا للغاية لأن هناك كلمتين في مفردة واحدة.

شخصيتان من كتاب عن المرور لأطفال الروضة و دمى مستلهمة من الأشخاص والرسوم

صار صنع الدمى مصدر فرح ساحر بالنسبة لي. في كل مرة أرى فيها سعادة الأطفال وإثارتهم عندما يحصلون على الدمية التي رسموها بخيالهم، قبل أن تتحول إلى واقع، تأتيني تلك الرعشة السحرية وذلك الشعور الرائع بالبركة والامتنان. إنه لأمر خاص حقًا أن تكون قادرًا على إسعاد شخص ما، وجعل يومه مميزًا.


تعلم التاريخ المصري

أتفعلين ذلك ليساعدك في تربية الأطفال أم أنك تحبين ما يرسمون؟

أنا أحب الطفولة تمامًا. الأطفال يعنون كل شيء بالنسبة لي، بدءًا من ابني. إنهم مصدر إلهامي الأكبر، وأنا أستمتع بفنونهم على أكمل وجه. كما تعلم، قال بيكاسو الشهير: “كل طفل فنان، المشكلة هي كيف تبقى فنانًا عندما تكبر.” عندما تحيط نفسك بالأطفال، فأنت في الواقع محاط بوفرة من الإبداع والفن.

ما هو تاريخ الدمى في صربيا وشخصياتها الشهيرة وحكاياتها الشعبية؟

شكرا لك على هذا السؤال. في الوقت الذي كانت فيه جدتي طفلة، كانت تعيش في القرية ولم يكن هناك متاجر بها ألعاب مثل اليوم. كانت الأمهات يصنعن الدمى لأطفالهن بمواد طبيعية لديهن: القش والخرق والصوف …


الشاعرة الصربية آنيتا بيشيتش في أحد معارض كتب الأطفال

لدينا الكثير من الأغاني والحكايات الشعبية، ولا يزال بعضها ينتقل من جيل إلى جيل. عندما يتعلق الأمر بالدمى، ليست لدينا أية شخصية مشهورة حقًا، لكن يمكنني القول إن الدمى الصوفية بالملابس التقليدية تباع في جميع أنحاء البلاد. وقد يكون صناعها أفضل ممثلي الحرف اليدوية الشعبية لدينا.

كتبتِ للأطفال، ما هو الجانب الأهم في الكتابة لهذا الجيل؟

أركز على الحب والإنسانية والعمل الجماعي. كانت هذه الأمور الثلاثة مهمة عندما كنت طفلة، وستظل مهمة لكل طفل سيولد، طالما بقي الجنس البشري حيا. أكتب، أيضًا، عن البيئة، بطريقة صديقة للأطفال، وأحاول تعزيز الوعي والحب تجاه جميع الكائنات الحية على هذا الكوكب. إذا كان هناك شيء نحتاجه، في هذا العصر والذي تسيطر عليه التكنولوجيا الحديثة سريع النمو؛ فهو مهارة العيش في الحب والسلام مع الذات، وكذلك مع العالم من حولنا.


برنامج تلفزيوني مع الفائزات بمسابقة العام الجديد

كيف يمكننا دفع أطفال الروضة لحب الأدب والكتب؟

الأدب مفيد لنمو الأطفال وتطورهم بعدة طرق. نحن نستخدم الكتاب كأداة مثالية لإيقاظ خيالهم وتشجيعهم على التحدث والغناء والتمثيل واللعب دون مخاوف. عندما نقرأ قصيدة أو قصة للأطفال، إذا قمنا بإثراء كلماتنا أو بتغيير صوتنا أو عبسنا بملامح وجوهنا فسنثير بالتأكيد بعض ردود الفعل والعواطف. الكتب تحافظ على انتباههم وتجعلهم يتساءلون. وعندما نكون مرحين، ينضم إلينا الأطفال بشكل طبيعي. يجب ألا يكون المعلمون صارمين، بل يجب أن يكونوا مبدعين. حتى أكبر الدروس يمكن تعلمها من خلال اللعب والضحك.


آنيتا، شخصية من الحكايات الخرافية

بصفتك شاعرة، اختيرت قصائدك في مختارات مختلفة من العالم، ما الذي كتبت عنه؟

يسعدني دائمًا أن أكون جزءًا من هذا التوحيد الفريد. لحسن الحظ، يرتبط الشعراء من جميع أنحاء العالم عبر الشبكات الاجتماعية، وأشعر بالامتنان الشديد لهذه الفرصة للتواصل مع أشخاص من بلدان بعيدة. نُشر شعري في العديد من المختارات العالمية. هناك قصائد لي حول مواضيع مختلفة: الحب والوطن والتاريخ.

أنا فخورة للغاية ،وشرفني أن أكون مدرجًة في مختارات “مصريون قدماء، شعراء معاصرون” حيث تم تضمين قصيدتي عن الملكة كليوباترا. بما أنني معجبة بشدة بالثقافة والتاريخ المصريين، أشكرك، أشرف أبو اليزيد، على مساهمتك في عالم الأدب وعلى جمع الكتاب من جميع أنحاء العالم.

نشر الحوار في موقع (7E NEWS)

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات