حلب الشهباء في عيون الشعراء … موسوعة في أربعة مجلدات تنشرها “بريل” في هولندا

12:49 مساءً الإثنين 26 سبتمبر 2022
محمد قجة

محمد قجة

‎‎‎‎مؤرخ من سورية، ‎‎رئيس تحرير‎ ‎مجلة العاديات،‎‎‎ و‎‎عضو مجلس الخبراء‎ بمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة‎‎‎

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قبل عقدين ونيّف من الزمن، عندما نشرتُ بحثًا بعنوان (حلب في التراث الشعري العربي) في الكتاب السنويّ المحكّم “عاديّات حلب” -الذي تصدره جمعية العاديّات في حلب بالتعاون مع جامعة حلب- كتبتُ في مقدمة البحث يومَها:

(لسنا هنا في مجال استقصاء كلِّ ما قيل في حلب من قصائد أو أبيات، بل سنعرض لبعض الموضوعات التي تناولَ الشعراءُ من خلالها مدينةَ حلب، معتمدين على أبرز النصوص التي يحتاجها كل موضوع، لأن استقصاءَ ما قيلَ في حلب يحتاج إلى كتاب، بل أكثر من كتابٍ واحد).

لم أكن أعلم حينها أن ذلك الكتاب سيحتاج إلى ما يقارب ربعَ قرنٍ آخر قبل صدوره على يد نجلي الأكبر “د. حسن قجّـة”، الذي قرّر التصدّي لهذه المهمة بعد مرور سنواتٍ عدّة على نشري للبحث المذكور دون تمكّني من تخصيص أي وقتٍ للشروع في تأليف الكتاب، نظرًا لانغماسي العميق في العمل العام الذي يخدم مدينة حلب من زوايا أخرى، ربما كانت أكثر استعجالًا من أمر التأليف البحثيّ. فكان اهتمامي أولًا برئاسة مجلس إدارة جمعية العاديات التراثية (منذ عام 1994)، حتى غدتْ مؤسسةً كبيرةً تضمّ 16 فرعًا في المدن السورية ومركزها الأم في حلب، وقد قدّمنا عبر تلك السنوات أنشطةً عديدة ومتنوعة تخدم مدينة حلب وتراثها وآثارها وثقافتها وحياتها الاجتماعية والفنية.

المؤرخ محمد قجة في مكتبته المنزلية

وعندما اختيرتْ مدينة حلب لتكون عاصمةً للثقافة الإسلامية عام 2006، كان لي شرف القيام بمهمة الأمين العام لتلك الاحتفالية، وقد دامت احتفالاتنا 14 شهرًا، نفّذنا خلالها مئات الأنشطة من ندوات ومحاضرات وحفلات ومهرجانات وزيارات أثرية، وطبعنا 173 كتابًا، توّجناها بطباعة (الكتاب الذهبيّ) الذي وثّق الاحتفالية ونشاطاتها.

في تلك الآونة، انبرى “حسن” للعمل المكثّف على تأليف الكتاب، مستقصيًا قدْرًا واسعًا من الشعر العربي أولًا، فالعالمي ثانيًا، وبدأ النِتاجُ بالتضخّم المضطرد المتصاعد بين يديه، إذ كان يُضيف إليه كلَّ شهرٍ عشرات النصوص الجديدة، فضلًا عن كتابته مقدمّاتٍ مطوّلةً للفصول.

وإذا استعرضنا حجم العمل بلغةِ الأرقام، سنجد أن:

بحث 1998: كان في 40 صفحة، ضمّت 120 نصًا شعريًا كتبَها 70 شاعرًا.

وهذا الكتاب: في 844 صفحة، تضمّ 937 نصًا شعريًا كتبَها 500 شاعر.

وكان لهذا الحجم الكبير أثرٌ إيجابيّ بالطبع على قيمة العمل ومضمونه، وأثرٌ مُربِكٌ بالمقابل على الوقت الطويل الذي استغرقه لكي يكتمل، وقد طالَ انتظارُ القرّاء الذين يترقّبون الكتاب منذ زمن، فقد أبَى إلا أن يتجاوز مدة عقدين من الزمن قبل صدوره، لكنه أبَى أيضًا إلا أنْ يَصْدر بهذه الضخامة والموسوعيّة!

*****

ولأن مدينة حلب بطبيعة الحال ليست محلّ اهتمام الشعراء القدامى وحدهم، فقد رأى “حسن” أن لا يتوقف الأمر لديه عند كتاب (حلب في الشعر القديم) -وهو الكتاب الذي حمل اسمينا معًا في تأليفٍ مشترك- فقرّر استكمال الطريق بمؤلفاتٍ أخرى من تأليفه بمفرده هذه المرة، وأزمع على إنشاء كتابٍ جديد بعنوان (حلب في الشعر المعاصر والحديث) ثم كتابٍ آخر بعنوان (حلب في شعر الرثاء)، ورأى أن يضمّ كتابيه إلى الكتاب الأول فيجعلها كلها موسوعةً واحدة بعنوان (حلب الشهباء في عيون الشعراء) مع تخصيص مجلدٍ رابع للفهارس العامة، وهذا ما تمّ بالفعل.

حسن قجة

دار النشر ” بريل “

هي مؤسسة نشر عريقة، تأسست في مدينة لايدن Leiden الهولندية عام 1683، يتركز اهتمامها على تاريخ الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية والآسيوية وكتب العلوم واللاهوت، وهي تساهم في إصدار نحو 100 مجلة علمية أكاديمية و500 عنوان جديد سنوياً. وكانت دار بريل من أوائل دور النشر الأجنبية التي طبعت بالحروف العربية. وتتوزع مكاتبها الرئيسية بين مدن ليدن الهولندية وبوسطن الأمريكية وطوكيو اليابانية.

أبرز الشعراء الأعلام في المجلد الأول:

قبل الإسلام وصدر الإسلام والعصر الأموي:

امرؤ القيس، عمرو بن كلثوم، كثيّر الخزاعي، جرير الخطفي، الأخطل، الصّمّة القشيري.

في العصر العباسي الأول:

البحتري، الأصمعي، بشار بن برد، علي بن الجهم، إسحاق الموصلي.

في العصر الحمداني:

المتنبي، أبو فراس الحمداني، الصنوبري، كشاجم، الخالديّان، ابن جنّي، السريّ الرفّاء.

في العصر المرداسي-السلجوقي

المعرّي، ابن أبي حصينة، أبو القاسم المغربي، ابن سنان الخفاجي، ابن حيّوس، الشريف الرضي.

في العصر الزنكي-الأيوبي:

عيسى بن سعدان الحلبي، ابن القيسراني، ابن منير الطرابلسي، العماد الأصفهاني، ابن سناء الملك، ابن الساعاتي، راجح الحلّي، سعد الدين بن عربي، ابن سعيد المغربي، ابن الفارض، السهروردي.

في العصر المملوكي:

ابن الوردي، ابن جابر الأندلسي، شمس الدين بن العفيف، صفيّ الدين الحلي، ابن حبيب الحلبي، ابن نباتة المصري.

في العصر العثماني:

سرور بن سنين، مصطفى البابي، حسين الجزري، شهاب الدين الخفاجي، أبو الوفا الرفاعي، محمد الوراق، جبرائيل الدلال، أبو الهدى الصيادي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات