حضور قطري: في ندوة دولية حول الهوية الثقافية والتناص في الأدب العربي  في ولاية كيرالا الهندية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

سميرة عبيد، دولة قطر

عقد قسم الماجستير والبحوث في اللغة العربية وآدابها، كلية فاروق بكاليكوت، ولاية كيرالا الهندية ندوة دولية حول الهوية الثقافية والتناص في الأدب العربي بالتعاون مع كلية الأنصار العربية بفلافنور بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية تحت رعاية سمو الشيخة د. سعاد محمد الصباح  في قاعة كلية فاروق وقاعة كلية الأنصار العربية في فترة 5-7 من شهر ديسمبر 2022.

ويعد قسم الماجستير والبحوث في اللغة العربية وآدابها، أحد الأقسام الرائدة في كلية فاروق  إذ يقدم دورات الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها وكلية الفاروق هي من أقدم المعاهد التعليمية العالية بولاية كيرالا ومعروفة بعليكرة جنوب الهند والتي نالت مكانة مرموقة في تطور اللغة العربية ولا تزال تتمتع بتلك المكانة في الولاية.

ويعتبر الشيخ أبو الصباح أحمد علي هو المؤسس الأول  لكلية الفاروق وكان هدفه الهام نهضة الأمة المسلمة في مجال التعليم الديني والدنيوي وهذا الهدف أداه إلى تأسيس المعاهد العلمية الكبيرة في فاروق آباد. وكان صاحب شخصية ممتازة وخلق عظيم وبذلك نال اعتراف العوام والخواص واحترامهم. وإنه قد تأثر بأفكار الإمام محمد عبده وأعماله الإصلاحية فقاد الشيخ قيادة ممتازة في نهضة الأمة المسلمة خاصة في مجال التعليم ولم يكن له نظير في مجال الخدمة والعلم في ذلك الوقت وكان “صباحا لا مساء له” كما وصفه العالم المصري الشيخ عبد المنعم النمر.

أسس قسم العربية وآدابها بعيد تأسيس الكلية سنة  1948م وأصبح قسم البكالوريوس سنة  1959م  وارتفع إلى قسم الماجستير سنة 1967م حتى صار مركزا للبحوث سنة 2000 م  وخلال هذه المسيرة الأكاديمية لهذا القسم لقد ساهم أعضاء هيئة التدريس بإسهاماتهم الجليلة في تطور اللغة العربية وآدابها كما أنجب هذا القسم أعلاما بارزين في مختلف ميادين الحياة يعملون داخل الهند وخارجها.

شارك في هذه الندوة العربية الدولية  الشاعر والروائي الأردني الدكتور أيمن علي العتوم،   والكاتب والروائي  الكويتي   سعود السنعوسي، وهو عضو رابطة الأدباء في الكويت والذي فاز عام 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة عن روايته ساق البامبو التي حصدت جائزة الدولة التشجيعية في دولة الكويت عام 2012

ومن قطر شاركت الكاتبة والقاصة والشاعرة  سميرة عبيد والتي تدير مركزا ثقافيا باسم مركز البنفسج للإبداع الثقافي.

 وقد قدم  الجميع  أوراقا بحثية هامة  في مختلف مواضيع الأدب والثقافة والهوية. قام الدكتور ناصر، نائب رئيس جامعة كاليكوت بافتتاح الندوة العربية الدولية التي تناولت  الهوية الثقافية والتناص في الأدب العربي  وقد شارك في هذا الحدث الأكاديمي عدد  كبير من الكتاب والأكاديميين والباحثين والطلاب من مختلف الكليات والجامعات في الهند.

أشرف الدكتور محمد عابد، منسق الندوة الدولية حول الهوية الثقافية والتناص في الأدب العربي والدكتور عباس، المنسق العام للندوة الدولية على تنسيق هذه الندوة الدولية التي قدمت فيها 30 ورقة.

وقد استمرت الندوة لمدة ثلاثة أيام في مقرين مختلفين  الأول في كلية فاروق  والثاني في كلية الأنصار العربية ومن ثم الأخير في كلية فاروق 

حيث رحب الدكتور عبدالجليل .م  بالضيوف الحاضرين من داخل الهند وخارجها  ومن ثم كانت هناك عبارات ترحيبية من قبل المشاركين من خارج الهند  ومن بعدها تمت قراءة الأوراق البحثية التي أعدها كل من المشاركين من الأردن والكويت وقطر

الورقة الأولى كانت بعنوان ( تجربتي في الكتابة ) والتي قدمها الدكتور والشاعر والروائي

أيمن العتوم من الأردن.

الورقة الثانية قدمها  الكاتب والروائي الكويتي   سعود السنعوسي  بعنوان : الرواية بين ترف القراءة وضرورة الكتابة بينما الورقة الثالثة  قدمتها  الشاعرة والباحثة سميرة عبيد من قطر بعنوان :دور الترجمة في إذكاء روح المثاقفة : جهود إدارة الترجمة بوزارة الثقافة القطرية نموذجا.

بينما الفترة المسائية قدمت أوراق  مهمة في إصدارات الضيوف المشاركين من الأردن والكويت وقطر حيث قام الدكتور عبدالجليل . أ بتقديم ورقة يعنوان  خطاب الإنسانية في روايات سعود السنعوسي ثم بعد ذلك قام الدكتور محمد عابد يتقديم ورقة بعنوان ( الخطاب القيمي في قصص  سميرة عبيد  دراسة صورلوجية) .

وختم الجلسة  الدكتور محمد ساحل . ن بورقة أخرى بعنوان مساهمة الدكتور أيمن العتوم في أدب السجن   رواية يا صاحبي السجن أنموذجا .

في اليوم التالي كانت الندوات مقرها كلية الأنصار العربية : وبعد الضيافة والترحيب  قام رئيس الكلية بإلقاء كلمة الترحيب على الحاضرين في هذه الندوة المقررة لهذا اليوم

وقد تلتها  أوراق الكتاب  أولها  للدكتور أيمن العتوم من الأردن  تناول ورقة بعنوان ( بين الشعر والرواية ) ومن ثم قدم الروائي الكويتي  سعود السنعوسي  ورقة بعنوان ( الهوية الثقافية في رواية ساق البامبو )  ومن ثم  قدمت الباحثة القطرية / سميرة عبيد ورقتها بعنوان ( التناص واستعارة الهياكل في الشعر الحديث).

في اليوم الثالث من المؤتمر  كان مقر اللقاء في كلية فاروق حيث احتشد جمع غفير من الطاقم التدريسي بالجامعات المختلفة بالهند  الناطقة باللغة العربية والطلبة والطالبات ممن يدرسون في قسم الماجستير بمختلف تخصصات اللغة العربية  وقد كان هناك معرض فني وتشكيلي في الخط العربي  تناولت مواهب الطالبات المبدعات في الخط العربي 

وقد قدمت في هذا اليوم ثلاثة أوراق متنوعة في عناوينها

الأولى للدكتور الروائي  الفاضل أيمن العتوم  بعنوان ( أسئلة القراءة )

الثانية للروائي الفاضل من الكويت  سعود السنعوسي  بعنوان ( صنعة كتابة الرواية )

الثالثة  للقاصة القطرية  سميرة عبيد بعنوان ( تجربتي في كتابة القصة )

حيث كانت تعقب كل جلسة من الجلسات جلسة مناقشة لما جاء في تلك الأوراق من قبل الأساتذة في تلك الكليات والطلبة والطالبات اللائي يعدن رسالة الماجستير في أحد التخصصات المطلوبة .

وقد تمت زيارة العديد من الكليات والمكتبات العربية هناك نذكر منها

كلية فاروق : كلية الفنون والعلوم تقع في فاروق بالقرب من كاليكوت كيرلا  . إنها أكبر مؤسسة سكنية في ولاية كيرلا وتابعة لجامعة كاليكوت.

كلية روضة العلوم العربية التي تأسست في عام 1942 كتحقيق لحلم  المولى أبو الصباح الأزهري وغيره من المصلحين التربويين المعاصرين في الهند ما قبل الاستقلال .وهي أم المعاهد العشرة في حرم كلية فاروق .

كلية الأنصار العربية: تأسست في عام 1964 من قبل منظمة تعليمية اجتماعية وثقافية إصلاحية تسمى ( جمعية أنصار الله ) التي هدفت إلى رفع مستوى السكان المتخلفين للغاية في المنطقة من خلال نقل التعليم العالي الجيد إلى جيل الشباب وتعتبر هذه الكلية تابعة لجامعة كاليكوت 

جامعة كاليكوت: هي من أشهر الجامعات تأسست عام 1968 وتعد أول جامعة يتم إنشاؤها في شمال ولاية كيرلا

حديقة جامعة كاليكوت  النباتية (CUBG): تم افتتاحها ما بين 1971 و 1972 في الأرض الخضراء البانورامية المورقة والمتموجة والمتطايرة في حرم جامعة كاليكوت  حيث تشمل على نباتات نادرة جدا .

كما شملت المكتبات العربية في كل كلية من الكليات التي قمنا بزيارتها والجامعات أيضا على مخطوطات عربية قديمة قيمة أثرية والذي يعد كنزا من كنوز اللغة العربية التي يفتخرون ونفتخر بها جميعا .

شكري الجزيل والعميق للمنسقين  الدكتور  محمد عابد  والدكتور عباس  من كلية فاروق على حسن تنظيمهما واستقبالهما للضيوف وتضحياتهم الكبيرة التي بذلوها في سبيل تحقيق نجاح عظيم لهذا المؤتمر الدولي  الذي تكلل بالعديد من النتائج القيمة في سبيل الهوية الثقافية العربية.

هناك شعب يتكلم اللغة العربية بطلاقة ولديه طموح قوي في سبيل الغوص في كنوز اللغة العربية  وهناك عقول تفهم أصول النقد شباب يكتبون ما يقرؤونه من زاوية النقد والاستفسار  أمانة لم أكن أتصور هذا الحرص الشديد منهم في علم اللغة العربية بل وتخصيص قسم للماجستير والدكتوراة في هذا المجال  .

هم بحاجة إلى دعم ثقافي من قبلنا نحن العرب لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم.