بقلم نورجان كاسمالييفا

قوانغدونغ: زار صحفيون من دول تقع على طول طريق الحرير بعض مقاطعات الصين ليتعرفوا على إنجازات المنشآت المشتركة للحزام والطريق في الصين.

في عام 2019، نشرت السلطات الصينية أطروحات خطة التنمية لمنطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ – ماكاو الكبرى، لجعلها نموذجًا للتنمية فائقة الجودة.

تتمثل إحدى المهام الرئيسية لمنطقة الخليج الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وماكاو و 9 مدن بمقاطعة قوانغدونغ، في زيادة مستوى التعاون في المنطقة في إطار مبادرة الحزام والطريق الواحد.

ففي المستقبل القريب، من المفترض أن تتحول منطقة الخليج الكبرى إلى مركز دولي مؤثر عالميًا للابتكار والتكنولوجيا، وسيتم تهيئة الظروف المواتية لتسهيل تنفيذ مبادرة الحزام والطريق. وتنص الخطة الشاملة على تطوير المنطقة على مرحلتين: حتى عام 2022 وحتى عام 2035.

لهذه الأغراض، تم بناء نظام جسر ونفق بطول 55 كيلومترًا يربط بين قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو. بدأ بناء الجسر في عام 2009 واكتمل في عام 2018. ومنذ تشغيل الجسر، زاد تدفق الأشخاص والبضائع على نهر اللؤلؤ بشكل كبير.

وتخطط الحكومة الصينية أيضًا لإدخال العديد من مشاريع البنية التحتية والمشاريع الإدارية في منطقة الخليج الكبرى، بما في ذلك القطارات عالية السرعة، والتي ستعمل بسرعة 600 كم / ساعة. حاليًا، مع قطارات بسرعة 250 كم / ساعة لخدمة الركاب. تتطور البنية التحتية للنقل في الصين بوتيرة أسرع. وتعد الصين الآن الرائدة في العالم من حيث طول السكك الحديدية والسكك الحديدية عالية السرعة.

المقاطعة الواقعة في جنوب غرب الصين، حيث توجد الموانئ المهمة، هي مقاطعة فوجيان، التي تتعاون مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.

وتولي السلطات الصينية اهتماما كبيرا لبناء الموانئ في المناطق الساحلية. من بين أكبر اثني عشر ميناءًا بحريًا في العالم، يوجد ثمانية في الصين. أحدها هو شيامن – أحد أكبر الموانئ في العالم، ويقع في مقاطعة فوجيان وميناء المغادرة على طريق الحرير البحري. وهذا الميناء دليل على التطور الهائل الذي حققته الصين في مجال النقل البحري على مدى 40 عامًا من الإصلاح والانفتاح.

فالميناء يشبه لؤلؤة داخلية على النقطة المشتركة للحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي وجواندونغ – هونغ كونغ – منطقة خليج ماكاو الكبرى، ويعد الميناء الأساسي على طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. 53 هناك خطًا ملاحيًا تؤدي إلى 18 دولة على طول الحزام والطريق.

الاعتماد على الموارد السياحية الوفيرة على الساحل الغربي لميناء شيامن الدولي للرحلات البحرية مرارًا وتكرارًا شهد ارتفاعات جديدة تماما في إنتاجية الركاب، ليصبح الميناء الرئيسي للرحلات البحرية على طول الحزام والطريق.

بالإضافة إلى النقل البحري، يؤدي النقل بالسكك الحديدية أيضًا دورًا مهمًا في ربط دول الحزام والطريق. وفي الوقت الحاضر، تقوم شركة الصين – أوروبا للنقل السريع China-Europe Railway Express بتصدير البضائع إلى أوروبا وآسيا الوسطى عن طريق نظام النقل المشترك بين البحر والسكك الحديدية. ومكّن هذا النظام شيامن من توسيع أعمالها لتشمل المزيد من البلدان والمناطق المشاركة في مبادرة الحزام والطريق. كما يمكن شحن البضائع من اليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية وتايلاند إلى شيامن ثم تحميلها في القطار إلى أوروبا.

من أجل راحة الركاب، تم تشغيل المبنى الحديث الجديد لمحطة عبارات ووتونج Wutong في شيامن في عام 2019. وتتيح أجهزة التطبيق الذكية، المستخدمة في المبنى الجديد، للركاب إكمال عملية التخليص الذاتي بالكامل بسرعة وسهولة، بما في ذلك شراء التذاكر والفحص والصعود إلى الطائرة.

توجد متاجر معفاة من الرسوم الجمركية في المبنى الجديد. يمكن استلام البضائع التي يشتريها السائحون في المتاجر المعفاة من الرسوم الجمركية في المدينة من الميناء. بشكل عام فإن بناء الميناء يذكرنا بالمطارات بداخله. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافرين في مبنى الركاب حجز تذاكر الطيران الخاصة بهم مباشرة في شباك الوصول في المبنى.

يمكن للمسافرين الذين اشتروا التذاكر مسبقًا، الحصول على بطاقات صعودهم مباشرة من مكتب النقل البحري-الجوي الخاص والقيام بإجراءات تسجيل وصول الأمتعة. وبشكل عام، يتم إنشاء جميع الشروط في المحطة لتوفير الراحة للركاب.

أحد الموانئ الأكثر أهمية على طريق الحرير البحري هو ميناء تشيوانتشو (زيتون). وقد كتب الرحالة الإيطالي ماركو بولو أن زيتون كان أحد أكبر الموانئ في العالم بينما أشاد به الرحالة المغربي ابن بطوطة باعتباره أكبر ميناء في العالم. في العصور القديمة، حافظ الميناء على مسارات التواصل مع حوالي 100 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم.

وأصبحت قوانزو Quanzhou مركزًا ومركزًا لتوزيع سلع الاستيراد والتصدير. في وقت سابق كان مركز نسج الحرير في فوجيان. اشتهرت مدينة تشيوانتشو أيضًا بصناعة بناء السفن. ضمنت تكنولوجيا بناء السفن والملاحة المتقدمة تنمية التجارة الخارجية واقتصاد الموانئ لمدينة تشيوانتشو القديمة.

كانت منطقة الخليج الكبرى دائمًا واحدة من المجالات الرئيسية للتنمية الاقتصادية في الصين، وخلال هذه الفترة القصيرة من الزمن منذ إعلان خطة التنمية، أصبحت منطقة ساحلية متطورة. في المستقبل القريب، يمكن أن تصبح منطقة الخليج الكبير Great Bay مدينة مرفّهة ذات تقنية عالية لم يسبق للعالم رؤيتها من قبل.