من كازخستان لمصر: ميدالية الدبلوماسية الشعبية

12:38 مساءً الإثنين 26 ديسمبر 2022
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
بخيت رستموف وأشرف أبو اليزيد

يجمع الكاتب الكاتب الكازاخي بخيت رستموف بين كونه أديبا خارج حدود المحلية وممارسا للدبلوماسية الشعبية- يؤدي دورا مهما في الصداقة بين شعوب العالم. تعرفت عليك شخصيًا لأول مرة في تركيا في مهرجان  أوراسيا الأدبي الدولي.

جاء بخيت رستموف من من بلد آسيوي لا يتجاوز عدد سكانه20 مليون نسمة ليصبح واحدا من القلائل في العالم التركي الحديث، ممن يتمتعون بالاعتراف والنجاح في جميع أنحاء العالم، فكتبه موجودة في المكتبات الرئيسية، من روسيا، إلى مكتبة الكونجرس الأمريكية، فضلا عن مكتبات الصين، وفيتنام، وإندونيسيا، وإيران، وباكستان، وكوبا وبولندا، ومنغوليا، وفي عدد من الدول العربية، وكذلك  بالمراكز العلمية والدبلوماسية.  قام بخيت رستموف بالكثير من العمل، سواء في الكتابة أو في إقامة المعارض أو في الدبلوماسية الدولية.

في الفترة من 2008 إلى 2018، أصبح النائب الأول لرئيس جمعية الصداقة الكازاخستانية الكوبية في سفارة جمهورية كوبا في كازاخستان.  كانت مهمته التقريب بين ثقافتي كازاخستان وكوبا. كتب أربعة مؤلفات عن كوبا. ثلاثة باللغة الكازاخستانية وواحدة بالروسية. خلال سنوات حصول البلاد على الاستقلال، كان أول كازاخستاني يُدعى رسميًا لزيارة كوبا.  

يدعوه البعض مؤسّس الصحافة الدولية الكازاخستانية ، كانت كازاخستان تمثل ضواحي دولة سوفيتية كبيرة، على الحدود مع الصين ومنغوليا ودول أخرى. كان الاتحاد السوفياتي دولة مغلقة. فلا يمكن للجميع السفر بحرية إلى الخارج، ولكن يسافر الصحفيون والكتاب انطلاقا من العاصمة موسكو.

فقط، وبعد حصول كازاخستان على الاستقلال، بدأ الكازاك السفر إلى بلدان أخرى، لأول مرة، وأصبح لديهم الفرصة للكتابة عن بلدان مختلفة. يشارك الكثير من الناس في أعمال الكتابة (الصحفية) الدولية. إذا كانوا يكتبون مقالاتهم المخصصة لبعض التواريخ والمناسبات، ثلاث أو خمس مرات في السنة، أما هو فكتب مقالات وكتبًا عن دول العالم بشكل منتظم ومنهجي. وفي عام واحد، في المتوسط ​​، ينشر ثلاثة كتب.

وبالمثل اكتشف صحفيو كازخستان في عمله الإبداعي اتجاهات جديدة (الصحافة الدولية – السياسية والترجمة)، والتي لم تكن موجودة في الحياة الثقافية للشعب الكازاخستاني من قبل. في الأساس، يطلق عليّ العلماء والكتاب والإعلاميون والصحفيون والقراء الأجانب اسم مؤسس الصحافة الدولية في كازاخستان، ويضعونه على قدم المساواة مع الكتاب المشهورين عالميًا ؛ لأنه لأول مرة رأوني في شبكات التواصل الاجتماعي العالمية، أو قرأوا كتبي، قبل أن يتعرفوا علي شخصيًا.

ألف بخيت رستموف ثلاثين كتابا. ونشر أكثر من 50 بحثا علميا، صدرت بأكثر من ثلاثة آلاف مطبوعة بين الصحف والمجلات. بلغ حجم منشوراته في جميع المطبوعات أكثر من 10 آلاف صفحة. كما أنك يكتب بثلاث لغات: الكازاخستانية والأوزبكية والروسية. ونشر مؤخرا في لندن كتابه باللغة الإنجليزية تحت عنوان “الأرض موطننا”.   

لقد كتب الكثير. وبدأ في جمع مقالاته في وقت متأخر جدًا عن تاريخ بدئه بالكتابة. هذه الأرقام الإجمالية لا تشمل المقالات المكتوبة في سنوات الدراسة وسنوات الجيش. كما أنه نشر أيضا في موسكو وغيرها.

بالطبع، الأمر لا يتعلق بالكم، بل يتعلق الأمر بالأسئلة التي تثيرها في مقالاته أو عما يتحدث عنه أو من تتحدث إليه. فهو يحب موضوعات التاريخ، بما في ذلك تاريخ العالم ويقرأ الصحافة العالمية. وهو مهتم بالحراك السياسي والاجتماعي والاقتصاد العالمي. تعرف على مؤلفات الكاتب المصري عباس محمود العقاد، والكاتب المعاصر جمال الغيطاني، والكاتبة والممثلة روز اليوسف، والمترجم والشاعر محمد عثمان جلال، والكاتب، والرحالة، والمؤرخ ابن عرب شاه، والكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي، والكاتب المسرحي  إبراهيم رمزي وآخرين.

 ترجم رستموف للنثر والشعر والصحافة في أمريكا اللاتينية. أما القصائد تحديدا فقد نطقت باللغة الكازاخستانية، وهي إحدى اللغات الرئيسية في العالم التركي، على سبيل المثال، شعر خورخي أندرادي (إكوادور)، غابرييلا ميسترال (جائزة نوبل ، تشيلي)، خوان دي إيباربورو (أوروغواي)، خوسيه سانتوس تشوكانو (بيرو)، روبن داريو (نيكاراغوا)، إنريكي غونزاليس مارتينيز (المكسيك)، وكتابات غابرييل جارسيا ماركيز (جائزة نوبل، كولومبيا)، غييرمو فالنسيا (كولومبيا)، ميغيل أنخيل أستورياس (غواتيمالا)، ريكاردو خايمس فريري (بوليفيا)، خوليو كورتازار (الأرجنتين)، ليوبولدو لوغانيس (الأرجنتين)، أنطونيو سكارميتا، وإدواردو غاليانو (أوروغواي)، وألفريدو فاريلا، وخوان رولفو (المكسيك)، وبابلو نيرودا(جائزة نوبل ، تشيلي)، وخورخي لويس بورخيس (الأرجنتين)، وإيرلي هيريرا، وخيسوس دياز، وخوليو ترافيسا (كوبا)، خوسيه مارتي (كوبا)، أليخو كاربنتير(جائزة نوبل ، كوبا)، وخوسيه ليزاما ليما، هوغو تشينيا (كوبا) وآخرون.

ولأول مرة في تاريخ كازاخستان، تمت ترجمة بعض أعمال الشعراء والكتاب الباكستانيين إلى اللغة الكازاخستانية، كما قدمت تقارير عن أعمالهم – هؤلاء هم العلامة محمد إقبال، وخوشكال خان ختك، وبولا شاه، وسلطان باهو، وشاه عبد اللطيف بهيتاي،   ظافر الرحمن، سيد وارث شاه،   سعدات حسن مانتو، فضل حق شايدة، أحمد نديم قاسم، شير محمد مرعي، محمد نواز طاهر، حجاب امتياز علي، مراد صخير، زيتون بانو، عبد الرزاق رفعت أفضل أحسن رندهوا، أنور سجاد، مسعود المفتي، زاهدة خينة، نور الهدى شاه،   وغيرهم. كان هدفه الرئيسي هو التقريب بين ثقافات (آداب) شعوب العالم. وهو مرة أخرى، أول كازاخستاني، والأول من آسيا والأول من العالم الإسلامي، في تاريخ الثقافة الروسية والأوكرانية والبيلاروسية، الذي تم انتخابه كعضو في لجنة تحكيم المسابقات الأدبية. في هذه البلدان ولسنوات عديدة.

كرئيس لرابطة  “الكومنولث الدولي لدبلوماسية الشعوب” (ISND) كازاخستان، من عام 2020 إلى الوقت الحاضر قام بأنشطة دبلوماسية في بلده وفي الخارج ، وهدف جمعيته هو التقارب بين الثقافات داخل كازاخستان المتعددة الجنسيات، والتقارب بين ثقافات شعوب العالم من خلال الأدب والموسيقى والرياضة وغيرها من المجالات. وشعار الجمعية هو “السلام، الصداقة، التضامن”.

أخبرني بخيت رستموف قرار اتحاد النخبة الدولية للدبلوماسية الشعبية International Elitist Union of Public Diplomacy، كازاخستان، منحي الميدالية  الذهبية، وأنه  سيزور مصر، ليهديها لي شخصيا، تقديرا لدوري الثقافي في إقامة الجسور الثقافية بين الشعوب، ومنجزي الخاص على المستوى الدولي. كانت زيارة دافئة قدم فيها الهدايا التذكارية لزوجتي فاطمة الزهراء حسن المخرجة في التلفزيون المصري وابنتيّ هدى وفدوى ، وكان بصحبة زوجته السيدة روشان، وابنته سعيدة، وزوجها الديبلوماسي المغربي سي محمد.

أضيف هذه الميدالية التكريمية الخاصة بإعزاز كبير إلى جوائزي السابقة؛  درع شخصية العام الثقافية، جمهورية تتارستان، (روسيا الاتحادية)، 2012، وجائزة مانهي في الآداب (كوريا الجنوبية)، 2014 ، وجائزة الصحافة العربية في الثقافة (الإمارات العربية المتحدة)، 2015.، و درع الإبداع لنجيب محفوظ، السفارة المصرية، دولة الكويت، 2015، و ميدالية الهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الثقافة، مصر، 2017، و الميدالية الذهبية، مهرجان أوراسيا الأدبي، استنبول، تركيا، 2021، وميدالية أبرز رعاة الآداب، اتحاد الكتاب الأفارقة، إبادان، نيجيريا، 2022. ويبقى أن أهم ما في الجائزة هو أنها جاءت بحضور عائلتي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات