التَّرقيمُ ومزاياه وأصوله وكتابتُهُ

08:29 صباحًا الخميس 2 فبراير 2023
د. إيمان بقاعي

د. إيمان بقاعي

روائية لبنانية، أستاذة جامعية متخصصة في الأدب العربي وأدب الأطفال والناشئة، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

إعداد: د. إيمان بقاعي

لبنان:2\1\2023

يقول (أحمد زكي) في كتابِه الموسوم: التَّرقيم وعلاماته في اللُّغَةِ العربية[1]:

 أبعد من مواضع الوَقْف أو السّكوت   

لا تقتصر فوائد التَّرْقيم على بيان مواضع الوَقْف أو السُّكوت التي ينبغي للقارئ مراعاتها في أثناء القراءة، أو التي ينبغي للكاتب أو المترجمِ أن يحترمها؛ لأنّ التَّرْقيم يرمي إلى غاية أبعد وإلى غرض أكبر. إنَّه خير وسيلة لإظهار الصّراحة وبيان الوضوح في الكَلام المكتوب؛ لأنَّه يدل النَّاظر إلى تلك العلامات الاصطلاحية على العلاقات التي تربط أجزاء الكَلام بعضها ببعض بوجه ٍ عامّ، وأجزاء كل جملة بنوع خاص. نعم، فلو نظرنا إلى هذه المسألة بطريق الحصر، لأقررنا بأن كل أقسام الكَلام المنتظم ترتبط بعضها ببعض، وأن فكرة الكَاتِب لا يتَأَتى الوصول إلى إدراكها بجميع تفاصيلها إلا عند بلوغ نهاية ذلك الكَلام.

الفكرة مفصَّلَة ومقسَّمَة

ويتابع: غير أن هنالك أمرًا لا ينبغي إغفال الإشارة إليه،  وذلك أن الكَاتِب ليس من مصلحته أن يُتعِب ذهن القارِئ ولا بصره، لئلا يدركه الملال، فتضيع الفائدة المقصودة. من هنا،كان عليه أن يلفت نظر القارِئ في كثير من المواضع بعلامات تحمله على الوقوف قليلًا أو السّكوت طويلًا، وذلك بأن يعرض عليه فكرته العامة، مفصَّلة ومقسَّمة، بحيث يأتي له تفهُّم أجزائها  واحدًا فواحدًا، بصرف النَّظر عن العلاقة العامة التي تربط هذه الأجزاء كلها، بعضها ببعض. وعلى هذا الحكم، تكون الجملة، باعتبار التَّرْقيم، عبارة عن سلسلة من الكلمات يدل مجموعها على جزء من أجزاء تلك الفكرة العامة التي سبقت الإشارة إليها، بحيث إن هذه السّلسلة تؤدي ولو بِصِفَةٍ وقتيَّة إلى فهم معنى مستقلٍّ بنفسه وكامل في حد ذاته. فهذا الموضع هو الذي يجب وضع النَّقطة: [.] عقبه، للفَصْل بين كل جملة وما يليها من أخواتها، حتى يصح القول بأن الكَاتِب أراد الدَّلالة بهذه الوسيلة على أنه قد فرغ من عرض فكرته الجزئية، وأنه يطلب من القارِئ أن يقف قليلًا عند هذا الموضع ليعلق بذهنه ما وقع عليه بصره.

بين الوضوح والتَّفَكُّك

ويتابع الكاتب (أحمد زكي): وكلما كثرت النّقط في الكَلام المكتوب، كان أكثر صراحة وأشد وضوحًا، ولكنه يكون في الحقيقة مفككًا. وكلما كانت نادرة، كان الإنشاء متماسكًا؛ ولكنه يكون موجبًا للتَّراخي وداعيًا لتبرُّم القارِئ والتَّثقيل عليه في سهولة فهم ما بني يديه. فالإفراط في كل من الحالين مذمومٌ، وخيرُ الأمور الوسط على ما هو معلوم. والكَاتِب القدير والمترجم القادر هما اللَّذان يكون في وسعهما اتّباع الطَّريقة المثلى للجمع بني الميزتين، وهما:  الوضوح، وتسلسل الأفكار.

حريَّة مشروطة

 تلك هي القواعد الواجب مراعاتها في كل حال، ولكن للكاتب حرية في الإكثار أو الإقلال من وضع هذه العلامات، بحسب ما ترمي إليه نفسه من الأغراض ولفت الأنظار والتَّوكيد في بعض المحال ونحو ذلك مما يريد التأثر به على نفوس القرَّاء. فكما يختلف النَّاس في أساليب الإنشاء، وكما تختلف مواضع الدَّلالات كما هو مقرر في علم المعاني، فكذلك الشَّأن في وضع هذه العلامات. ولكن التَّرْقيم- إذا كان يختلف باختلاف أساليب الإنشاء- فليس في ذلك دليل على جواز الخروج عن قواعده الأساسية التي شرحناها، وإنما يكون ذلك بمثابة تكثير لبيان الأحوال التي تستعمل علاماته فيها. وملاك الأمر كله راجع لذوق الكَاتِب، وللوجدان الذي يريد أن يؤثر به على نفس القارِئ ليشاركه في شعوره وفي عواطفه. والممارسة هي خير دليل.

وبعد هذه الجولة المهمة مع (أحمد زكي)، ننتقل إلى التّرقيم ومزاياه وأصولُه وكتابته.

تعريف: علامات التَّرْقيم هي رموز اصطلاحيَّة تشير إلى أغراض دلاليَّة ووسائل صوتيَّة، من حيث إيضاح النَّصّ، وترجمة الانفعالات، وفقًا لمواضع الوقف، أو النَّبْر، أو التَّعجّب… إلخ.

ويتّضح هذا من خلال المثال التَّالي:

ما أحسن الرَّجُل. [النّقطة آخرَ الجُمْلَة جعلتها جملةً خبريَّةً منفيَّةً بـ (ما) النَّافية]

ما أحسنَ الرَّجُلَ! [علامةُ التَّعَجُّب جعلت الجُمْلَة الثَّانية جملةً تعجبيّة]

ما أحسن الرَّجُل؟ [علامةُ الاسْتِفْهَام  جعلت الجُمْلَة الثَّالثة جملةً استفهاميّةً، و(ما) اسْم اسْتفهام]

أشهر علامات التَّرْقيم وأشهر مواضعها

(أولًا)النّقطة (.):

تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.

وتوضَع في نهاية الجُمْلَة لتدلَّ على تمام المعنى، وفي نهاية الكَلام: (وصلْتُ متأخرًا.)، (مَن سارَ في النُّورِ لا يَعْثِرُ.)، (لولا العلمُ لأمسَتِ  الدُّنيا صحْراءَ مُقْفِرةً.).

كذلك بين الحروف المرموز بها للاختصار: (مؤلِّف قصيدة [الأرض اليباب] هو الشَّاعِرُ الإنجليزيُّ ت. س. إليوت)، و(ق. م: قبل الميلاد)، و(ص. ب: صندوق بريد).

(ثانيًا)الفاصِلَة أو الفارِزَة أو الشَّوْلة (،):

 تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.

توضعُ عند التَّوقف لبرهة قصيرة في التَّركيب اللّغوي، وتُستخدم للفصل بين الجُمَلِ، وهي إشارةٌ إلى سكتةٍ خفيفةٍ من المتكلِّمِ، ومن مواضعها:

توضَعُ بعد:

أ المُنادى: توضع بعد النِّداء المتَّصِل؛ نحو: (أي بنيّ، اعلمْ أن الجِدَّ بابُ النّجاح)، (أو) (يا هذا، انتبهْ لعملِك)، (أو) (أبا هندٍ، فلا تعجَلْ علينا).

ب بعد الجملتين المرتبطتين في المعنى والإعراب: (خيرُ الأعمال أدومُها، وإن قلَّ.).

ت- بين الشَّرط والجزاء (الجواب)، القسَم والجواب؛ خصوصًا إذا طالت جملتا الشَّرط والقسم:

(إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتِبًا\صديقَكَ، لم تلقَ الذي لا تُعَاتِبُهْ) [الشَّرْط وجوابه (الجزاء هو الجواب)].

(واللهِ مهما تقلّبتِ الأمورُ، فإنني لن أقولَ إلّا الصِّدقَ). [القَسَم والجواب]

ث- بين المفردات المعطوفة: إذا تعلّق بها ما يجعلها طويلة كالجمل: (قد أفلح التَّاجرُ الصَّادق في تعامله، والعاملُ المتقنُ لعمله، والطَّالبُ المُتَّبعُ نصائحَ أساتذته).

ج- بين أقسام الشَّيء: (فصولُ السّنةِ أربعةٌ: الرّبيع، والصَّيْف، والخريف، والشّتاء).

ح- قبل الجملة الحاليَّة: (احتفلَ الخريجون، وهم يبتسمون).

خ- بعد أحرف الجواب: (هل أجبت عن أسئلة الامتحان كلِّها؟ نعم، إلا السُّؤال الأخير.)

د- بين الأجزاء المتشابهة في الجملة، كالأسماء والأفعال والصِّفات؛ نحو:  (كان العالِمُ يكتبُ، يقرأُ، يختبرُ، يراقِبُ، يقارنُ، دونما راحة).

ذ- بين جملتين تامّتين تربط بينهما (لكن)؛ نحو: (أحبُّك، لكنك تبغُضني).

ر-بين كلمة أو عبارة تمهد لجملة رئيسة؛ نحو: (أخيرًا، وصلَ مدرّب الفريق).

ز- بين أشْباه الجمل، بدلًا من حرف العطف؛ نحو: (عند النَّهرِ، فوق الرّابيةِ، تحتَ سماءٍ صافيةٍ، انتشر قطيع الغنَم).

س-بين الجُمَلِ القصيرة التي تؤلّفُ في مجموعها كلامًا تامًّا، نحو: (إيّاك ومصادقةَ الأحمقِ فإنّهُ يريدُ أن ينفعَك فيضرُّك، وإياك ومصادقةَ البخيلِ فإنهُ يبعدُ عنك أحوجَ ما تكون إليه، وإياكَ ومصادقةَ الفاجرِ فإنهُ يبيعُك بالتَّافهِ…).

ش-بين كنية الكَاتِب، واسمه، وبين مكان نشر الكتاب ودار النّشر، وتاريخ طبعِه؛ وذلك عند تدوين الهوامش، أو قائمة المصادر والمراجع:

(عبد العليم، إبراهيم: الموجِّه الفني لمدرّسي اللُّغَة العَرَبِيّة. مصر، دار المعارف، ط7: 1961)

(ثالثًا) الفاصِلَة المَنْقُوطَة، (أو)(الفَصْلة المَنْقُوطَة، أو القاطِعة)؛:

تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم. تُكتب مُلاصِقَة للكلمةِ التي تسبِقُها ولا يُتْرَك فراغٌ بينَهُما.

وتدلُّ على وقْفٍ متوسط يمكن فيه التَّنفس، فهي  أطول من الفاصِلَة، وأقصر من النّقطة. والأصلُ الفاصِلَة المَنْقُوطَة: أن تَصِلَ بين جملتين وجملتين فقط، لا بين جُمْلَة وشبهِ جُمْلَةٍ، ولا بين جُمْلَةٍ وكلمة. إن مهمتها إضفاء معنى السَّبَبِيَّة على الجُملة التي تأتي بعدها إذا لم يكن فيها ما يعطيها معنى السَّبَبِيَّة. وتقع:

(أ)بين جملتين تكون الأولى سببًا في الثَّانية(سَبَبٌ ونتيجة): (بدَّدَ الطَّالب وقتَه؛ أخفق في دراسته)، (أو) بين جملتين تكون الثَّانية سببا في الأولى:  (لا تمازحْ سفيهًا ولا حليمًا؛ السَّفيهُ يؤذيكَ، والحليم يشمئِزُّ منكَ).

 (ب)بين جملتين طويلتين يتألفُ من مجموعهما كلامٌ تامّ الفائدة: (لا تعتقدْ أن سببَ انتشارٍ الأمراض الأخلاقيّةِ بين النّاس في المجتمع يمكن السَّيطرة عليه بكل سهولة؛ إنما هي ظاهرة سلبيَّة لها جذور خفيَّة يجب اجتثاثها).

(ت)للفصل بين الأصناف المتمايزة الواردة في جملة واحدة: (من الفنون الأدبيَّة: القصَّة القصيرة، الرّواية، المسرحية؛ المقال، الخاطرة، الخطابة؛ القصيدة، المعلَّقَة، الملحمة)، أو: (مملكةُ الحيوان كبيرةٌ: الأبقارُ، الخرفانُ؛ العصافيرُ، الدَّجاجُ؛ السَّلاحف، الأفاعي؛ الأسماكُ، الحيتانُ).

 (ث)بين الجملتين المرتبطتين في المعنى، دون الإعراب: (إذا أحسن الطَّالبُ فشجّعوه؛ وإنْ أخطأ فأرشدوه).

(ج)بعد جملة طويلة متعدّدة الأجزاء مكتفية بذاتها من ناحية لغوية؛ وهي، من حيث المعنى، محتاجة إلى استئناف جديد للكلام: (ليس العمل الأكاديميُّ جمعَ معلوماتٍ، ولا حفظَ مفاهيم، ولا تراكمَ بحوث؛ إنما هو تحليلُ هذه المعلومات والمفاهيم، والإفادة من تلك البحوثِ).

(ح)خطأ الفاصِلَة المَنْقُوطَة الشَّائعُ:

يشيعُ  الخطأُ حينَ يضعُ بعضُهم بين (كل سببٍ ونتيجةٍ)، سواء أكانا (جملتين) أم لم يكونا، نحو:

(لقد تعبتُ من القراءةِ؛ لأنَّ الإضاءةَ كانتْ خافتةً): خطأ، والسبب: (لأنَّ الإضاءةَ كانتْ خافتةً)، ليست جملة، بل شبه جملة متعلقٌ بالجملة الأولى، يعني: قوله كله جملة واحدة، لا يجوز فيها الفصلُ بفاصلة منقوطة. كما أن (لام الجر) في (لأنَّ) تقوم بتوضيح معنى السَّبَبِيَّة، فما معنى استخدام الفاصِلَة المَنْقُوطَة إذن؟ والأصلُ: أن تَصِل الفاصِلَة المَنْقُوطَة بين جملتين وجملتين فقط، لا بين جُمْلَة وشبهِ جُمْلَةٍ، ولا بين جُمْلَةٍ وكلمة. إنَّ مهمة الفاصِلَة المَنْقُوطَة إضفاء معنى السَّبَبِيَّة على الجُملة التي تأتي بعدها إذا لم يكن فيها ما يعطيها معنى السَّبَبِيَّة. أما إذا كان ما بعدها يبدأ بـ(اللّام) التي تعطي معنى السَّبَبِيَّة، أو (إذ)، أو (حيث)، فلا يجوز هنا استخدامُها.

(رابعًا):النقطتان الرأسيتان (:)

تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.

وتُسَمَّى علامة التَّوضيح، وتدلان على أنّ ما بعدهما هو تفصيلٌ لما أُجملَ قبلهما

أ- بعد القول: (قال سمير: المشعوذ خائب وكذَّاب).

ب عند الشَّرح والتّفسير: (الحكمة هي: معرفة ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، وبالشَّكل الذي ينبغي)، أو (المرء بأصغريْهِ: قلبُهُ ولسانُهُ).

ت- عند التّعداد: (يشتهر لبنان بعدة أشياء: المُناخُ الجميلُ، والتراثُ، والتَّاريخُ، والتُّفاح اللَّذيذ، والمناقيشُ الشّهيةُ، وكرم الضَّيافة).

ث- بعد الصِّيَغ المختومة بألفاظ: (التَّالية)، (الآتية)، (ما يلي)، أو ما يشبهها:  (أجب عمّا يلي: من أنت؟ وكيف جئت إلى هنا؟ وماذا تريد؟)

ج- بين القَوْلِ والمَقُول أو ما هو في معناه (حَكَى، حدَّثَ، أخبرَ، سألَ، أجابَ، روى، تكلم…)، نحو: رُوِي عن النَّبي ﷺ أنَّه قالَ: “إِذا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ“.

(خامسًا): الشَّرْطة (-):

(أ)توضَع في أول السَّطر في حال المحاورة بين اثنين إذا اسْتُغنيَ عن تكرارِ اسميهما، ولو بطريق الدَّلالة، بمثل: (قال، أجاب، رد عليه، وهكذا...)، نحو:

كيف حالُك؟

بخير.

 (ب)بين المبتدأ والخبر إذا طال الكَلام بينهما: (الإنسانُ الذي يعملُ بجد ونشاطٍ، ويخلصُ للعمل الذي يقومُ به، ويكون واثقًا بنفسه، مستقيمًا في آرائه، صادقًا في أقواله، عفيفَ القلبِ واللّسان،ِ حيّ الضَّمير- هو المثالُ الذي يُحْتَذى).

(سادسًا): شَرطتا الاعتراضِ (-  -):

تُلصَق بما قبلها، وتُترَك مسافةٌ واحدة بعدَها. وهي من (أدوات الحَصْر)  التي تُستخدم لحصرِ كلامٍ لا علاقة لغويّة له بالكَلام الأصليِّ على الرّغم من أنّه يضيفُ إليه معنًى، ومواضعها هي:

(أ)توضع بينهما الجُمْلَة الاعتراضية، مثل: قال تعالى: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ- وَلَن تَفْعَلُواْ- فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ  أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ).

(سابعًا)الشَّوْلتان المُزدوجتان (“…”)، أو علامة الاقتباس “…”، وتسميان علامة التَّنصيص: (يوضع بينهما نصّ مُقْتَبَسٌ حرفيًّا): تُلصَقان بالكَلام قبلهما وبعدهما.

قال الجاحظ: “المعاني مطروحةٌ في الطرقات”.

(ثامنًا)القوسان ] (   ) [: يُلصَقان بالكَلام قبلهما وبعدهما. توضع بينهما لألفاظ التي ليست من أركان الجُمْلَة، ويكون الهدف:

(أ)إما الحصر، أو التفسير، أو لفت الانتباه أو إيضاح المُبهم:  دخلت ثالث الحرمين (المسجد الأقصى) وصليت فيه، أو: الظُّروف الطَّبيعية القاسية (الصَّقيع الشَّديد، ثم الجفاف والقيظ) أفسدَتْ موسم الفواكه هذا العام.

(ب)التَّصرفات والحركات المعينة التي يقوم بها الممثلون في المسرحيَّة، مثل:

  • حي بن يقظان (مخاطبًا الجمهور): أتعبدون الله أحدًا لا شريك له؟
  • v     الجمهور (بأصوات مختلطة): نعم! نعبده أحدًا لا شريكَ له.

(تاسعًا): القوسان المُركّنان ([ ]):

يُلصَقان بالكَلام قبلهما وبعدهما. توضع بينهما زيادة قد يدخلها الباحث أو المقتبِس في نص مقتبَسٌ: قال الجاحظ: “المعاني مطروحة في الطرقات ]والعبرة للأسلوب[“، ولملمْتُ ذكرى لقاءِ الأمسِ بالهُدُبِ [أغنية لفيروز]“.

(عاشرًا): النّقاط المتوالية (…)، وتسمى: (علامة الحذف)، أو (نقط الاختصار)، أو (نقط الإضمار). وهي ثلاث نقط أفقية (لا أقل ولا أكثر)، توضَع مكان الكَلام المحذوف في نص مقتبَسٍ أينما وجدت؛ أي: أول النَّصّ أو وسطه أو آخره؛ قال فلان: “…الطَّبيعة ملاذٌ… وهي الصَّديق الصَّدوق…”.

11 علامة التابعيّة=:

وهما خطّان أفقيان متوازيان على هذه الهيئة = (كعلامة المساواة في الحساب): توضع هذه العلامة في أسفل حاشيةٍ، تمامُها في الصفحة الثانية، وفي أعلى الحاشية في الصَّفحة الجديدة.

12 القوسان المُزهَّران ﴿ ﴾:

يُلصَقان بالكَلام قبلهما وبعدهما. وهما مخصّصان لاقتباس الآيات القرآنية الكريمة، قال تعالى: ﴿ادفَعْ بالتي هيَ أحسَنُ فإذا الذي بينَكَ وبينَهُ عَداوة ٌكأنّهُ وليٌّ حميمٌ﴾.

13 علامة التّعجب أو الانفعال (!):

تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.

وتوضَع [بعد التّعجب] أو [النِّداء] أو ]ما يدلُّ على الفرح أو الألم أو الاستغاثة أو الدُّعاء أو التَّأسّف، أي: الانفعال]: (واحسرتاه! وافرحتاه! ما أجمل السَّماء!  لعلّ ﷲ يرحمنا! ما أقسى ظلمَ القريب! يا سعاد!).

14- علامة الاسْتِفْهَام  (؟)

تُكتب مُلاصِقَةً للكلمةِ التي تسبِقُها مباشرة بدون فراغات. وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.

        توضع في نهاية الجُمْلَة الاسْتِفْهَام ية سواء كانت أداة الاسْتِفْهَام  مذكورة في الجُمْلَة أو محذوفة:

 (أ)(أطَلَعَتِ الشَّمْسُ؟)، (هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟)، (مَنْ هذا الرَّجُلُ؟)، (مَا تَفْعَلُ بِمِبْرَاتِك؟)، (مَتَى يُجنى القُطْنُ؟)، (أَيْنَ يَجْتَمِعُ إِخوانُكُمْ؟)، (أيَّان تذهب إلى المدرسة؟) [أدوات الاسْتِفْهَام  موجودة]

(ب) (تأتي من سَفَرِكَ ولا تخرجُ من بيتِك؟) [بمعنى: (أَ)تأتي من سفرِكَ ولا تخرج من بيتِكَ؟] (أداة الاسْتِفْهَام  محذوفة).

ملاحظة: الخطأ الشَّائع أن توضع علامة الاسْتِفْهَام  في نهاية جملة ليس الغرَض منها الاسْتِفْهَام ، كقولنا: (لم أدرِ ماذا حدثَ)، فلا يحق لك هنا وضع (؟) آخر الجملة، لأن الاسْتِفْهَام  هنا مفعول به للفعل (لم أدر).

وبعد إتْقَان اسْتِخْدَام أدوات التَّرْقيم، تذكَّرْ(ي) ما يلي:

  • لا يجوز أن يكون نصُّكَ من أوَّله إلى آخره مكوّنًا من فِقْرةٍ واحدة.
  • لا يجوز أن يكون نصُّكَ مكوّنًا من جمل لا يفصل بينها نقطة أو فاصلة.
  • لا يجوز أن تكتب النَّثْر على شكل قصيدة من الشِّعر الحديث، بحيث يكون كل سطر في نصِّك مكونًا من كلمتين أو أكثر.
  • لا تقلِّدْ ما تراه في المَطْبُوعَات والمواقع، وخاصة في الإكثار من علامات الاسْتِفْهَام  والتَّعَجُّب والنّقاط؛ بل استخدم علامات الوقف والتَّرْقيم في أماكنها التي وجدت من أجلها. 
  • من العلامات ما لا يجوز وضعه أول السَّطر أو أول الكَلام، وهي: [، ؛ . : ؟ !]. أمَّا بقية العلامات فيجوز وضعها أينما وقعت.
  • أغلب علامات التَّرْقيم، تُلصق بالكَلِمَة التي قبلها، مثل الفاصِلَة (،)/ الفاصِلَة المَنْقُوطَة (؛)/ النّقطة (.)/ علامة الاسْتِفْهَام  (؟)/ علامة التَّعجب (!)/ نقطتا القول ( : )، وتُتْرَك مسافةٌ واحدةٌ بعد عَلامة التَّرْقيم.
  • تلصق الكلمات التي بين الأقواس بالأقواس نفسها، نقول: (بيت)، وليس: ( بيت )، “عدَالَة”، وليس:” عَدالَة “.
  • الواو العاطفة، تُلصق بالكَلِمَة التي تليها، نقول: (والبَيْت)، وليس: (و البَيْت).
  • الفاصِلَة العربية: (،) والفاصِلَة الأجنبية: (,).
  • لا تتركْ بين الكَلِمَة والكَلِمَة أكثر من مسافة واحدة.
  • لا تُسرف في وضع علامات التعجب والاسْتِفْهَام  (!!!!!)/ (؟؟؟؟؟)، لبيان فرط التَّعجب أو قوة السُّؤال، فعَلامَةٌ واحدةٌ تكفي.

[1]  – أحمد زكي: التّرقيم وعلاماته في اللّغة العربية. مؤسسة هنداوي، مصر، القاهرة [بتصرف عن صفحتي: 24، 25]

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات