بقلم: د. إيمان بقاعي

18\2\2023

هل من جموعٍ في النَّحْوِ والصَّرْفِ غير جموع المذكّر السَّالم والمؤنّث السّالم؟

الجَمعُ في النَّحوِ والصَّرف:

(1) ما دلَّ على ثلاثة فأكثر، وهو ثلاثةُ أقسام: (جمعُ المُذكَّر السَّالم)، (جمعُ المؤنَّث السَّالم)، و(جمع التَّكسير).

(2) الجَمْع الذي لا مُفرَد لَهُ: وردَتْ في اللُّغة العربيَّة بعضُ الجموع التي لم يعثرِ اللُّغويّون على مفرِدها، ومنها: التَّعاجيب (أي: العَجَاِئب)، التَّباشير (أي: البشائر)، التَّجاويد (الأمطار الجيِّدة، النَّافعة)، الأبابيل (أي: الفِرَقُ )، واحدها: (إِبِّيل) و(إِبَّوْل)، وقيلَ: لا واحد لها. وتعني: جماعات من هاهنا وجماعات من هاهنا؛ وقيل: طيرٌ أبابيل يتبع بعضها بعضًا. وهي تُعْرَبُ إعرابَ المَمْنُوعِ من الصَّرْف لأَنَّها على صيغة مُنْتَهى الجُمُوع (أفاعيل)؛ نَحْوَ: (وأرسلَ عليهمْ طيرًا أبابيلَ)[الفيل: 3] [أبابيل: صفة (طيرًا) مَنْصُوب بالفَتحةِ الظّاهِرَةِ]، وأَباديدَ ويَبَادِيدُ (تَباديدَ): جمعٌ لا مُفْرَدَ له من لفظِه بمعنى: متفرِّقين؛ إذ يُقَالُ: (ذهبوا أباديدَ تَباديدَ)؛ أي: تبدَّدوا. ويُعْرَبُ حسبَ موقعِهِ في الجُمْلَة، فهو (حال) مَنْصُوبة بالفَتْحَة بعد المعرفة في: (وصلَ الأَوَّلادُ أباديدَ)، و(صفة) مَنْصُوبة بالفَتْحَة بعد النَّكرة: (رأيتُ طيورًا أباديدَ).

(3) الجمعُ الذي يجري على غير مُفرَدِه: من الجموع ما يَجري على غيرِ مُفردِه، ومنها: المَحَاسِنُ (جمع حُسْن، ومفردها الحقيقيُّ: مَحْسَن)، الملامِح (جمعُ لَمْحة، ومفردها الحقيقي: مَلْمَح)، المخاطِر (جمعُ خَطَر، ومفردها الحقيقيُّ: مَخطر)، نساء (ومفردها: امرأةٌ)، مناجِذُ (ومفردها: جُلْذٌ).

(4) وهنالك كلماتٌ تدلُّ على المفرد والمثنى والجمع معًا؛ مثل (الفُلْك)، و(هذا جارٌ جُنُبٌ، وهؤلاء جيران جُنُبٌ)، و(هذا خصمٌ عدوٌّ، وأُولئك خصومٌ عدوٌّ)، و(هذا وَلد، وهؤلاءِ وَلد).

(5) الجمع بألِفٍ وتاءَ مزيدتين: وهو غيرُ المؤنَّثِ السَّالم، ذلك أنّ مفرد هذا الجمع قد يكون مذكَّرًا؛ نحو: (معاوية معاويات، حمّام حمّامات)، أو قد لا يسلمُ مفردُه عند الجمع؛ نحو: (سجْدة سَجَدات، سعدى سَعدَيات).

(6) جمعُ الجلالةِ: هو صيغة الجمع التي تحلُّ محلَّ صيغة المفرد في الأسلوبِ الرَّسمي لبعض رجالاتِ السُّلطة؛ نحو: (نحن، رئيس الجمهوريَّة، نرسم…).

(7) جمْعُ الجمع: هو جمع للجمع يدلُّ على أكثر مِن تسعةٍ؛ نحو: (بيوت: بيوتات، رجال: رجالات، أكلب: أكالب، أزهار: أزاهير). ويُجمع ما كان على صيغة مُنْتَهى الجُمُوع جمع مذكَّر سالم، إن كان للمذكَّر العاقل، نحو: (أفاضِل، أفاضلونَ)، وجمعَ مؤنَّث سالمٍ إن كان للمؤنَّث، أو للمُذَكَّر غير العاقل؛ نحو: (صواحب: صواحبات).

(8) جَمْع العَلَم: إذا جُمِع العَلَمُ صار نَكِرَة، ولهذا يُوصَفُ بالنَّكِرة، نحو: (جاء مُحَمَّدُونَ كِرامٌ)، فإن شئتَ تعريفه أدخلت عليه (ألْ)؛ نحو: (جاء المُحَمَّدونَ). والعَلَم المُذَكَّر يُجمَعُ جمعَ مُذَكَّر سالمًا، أو جمع تَكسيرٍ. أمّا العَلَم المؤنَّث فَيُجمَع جمعَ مؤنَّثٍ سالمًا، أو جمع تكسيرٍ.

(9) إجازاتِ جُمُوعٍ في العربيَّةِ يمكن اعتمادُها: أقرّ مجمع اللُّغَة العَرَبيُّة بالقاهرة، في سنة 1973، إجازة الجموع الآتية (وإن كان يقابل بعضَها جموعُ تكسير). وبين هذه الجموع مصادرُ مجموعة: [إطارات، بلاغات، جزاءات، جوازات، حسابات، خطابات، خلافات، خيالات، سندات، شعارات، صراعات، صِمَامات، ضمانات، طلبات، عَطاءات، غازات، فراغات، قرارات، قطارات، قطاعات، مجالات، معاشات، مُعجمات، مُفردات، نتوءات، نداءات، نزاعات، نشاطات، نطاقات].

(ملاحظة أ): مَحَلّات جَمعُ مَحَلَّة! أما (مَحَلّ) فيُجمع على مَحَالّ!

(ملاحظة ب): جَمْع كَبْل وقُفَّاز: نلاحظ أن الألفاظ التي أقرها المجمع لا تشتمل على (كَبْلات) ولا (قُفّازات). جاء في (المُعْجَم الوسيط): “الكَبْلُ: القيد من أي شيء كان. وجمعه: أكبُل وكُبُول وأكبال. والكَبْل: حبلٌ معدني تحيط به مادة عازلة لها غلاف واقٍ. والكبل: مجموعةٌ من الأسْلاك معزولٌ بعضُها عن بعض، موضوعةٌ في غلافٍ واقٍ. ويُستعمَل هذا وما قبله في توصيلِ التّيارِ الكهربيّ (مج)”. ومن المَعْلُوم أن (فَعْل) يُجمع على (فِعال) إذا لم يكن أوله أو ثانيه ياءً؛ نحو: بَحْر بِحار. وعلى هذا يجوز جَمع (كَبْل) جمعًا قياسيًّا على (كِبالٍ) أَيْضًا؛ مثل: [حَبْل: حِبال]! وجاء في (المُعْجَم الوسيط): “القُفَّاز: لباس الكفِّ من نسيجٍ أو جِلد. وهما قُفَّازان، وجمعه: قَفافِيْز”.

مكتبة الدراسة:

د. إيمان بقاعي: الأخطاء الشَّائِعة في اللُّغَة العربيةِ