رئيسنا المفلس..سياسة واقتصادا ودينا

06:05 مساءً الأحد 30 ديسمبر 2012
مصطفى شحاته

مصطفى شحاته

صحفى مصري، يعمل سكرتيراً لتحرير جريدة "التحرير"، مصر.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ستسأل وما أصل مشكلة مصر الحالية؟ وسأرد عليك سريعاً: إنه الكذب ياسيدى..الكذب ثم الكذب.. هذا ما تحبه جماعة الإخوان ومرشدها العام محمد بديع فى مصر.. الكذب عند الجماعة أسلوب حياة.

ربما لا توجد قوانين تحاسب البشر على كذبهم، وتقضى عليهم بعقوبة السجن أو الغرامة، لكننا جميعا على يقين بأن هناك عقابا إلهيا على جريمة الكذب وإن لم يكن فى الدنيا فهو فى الآخرة.. والحمد لله رئيسنا وجماعته يظنون إنهم الأقرب إلى الله.. فهل يتقربون إليه بالكذب؟

لماذا يكذب الرئيس؟

إن تضايقت من السؤال واعتبرته تعديا منى و”قلة أدب” على صاحب المقام الإخوانى الرفيع ففكر فى السؤال بسؤال آخر.. لماذا يصدق مرسي من يكذبون عليه؟.. لا يوجد بيننا من يتمنى لمصر الإفلاس.. إطلاقا.. لكن بيينا ولله الحمد من يفهمون أن الإقتصاد لايعرف الكلمات والخطابات فى مجالس النواب، وليس له علاقة بمن يصفقون لكل هذا الكذب.

الإقتصاد يعرف التصنيفات الإئتمانية –وليست الانتمائية كما قال مرسي-، يعرف أسعار العملات، يعرف مقدار مصروفاتك وإيراداتك وإن زادت الأولى عن الثانية فهناك عجزا.. لن ينجح أحد فى أن يخبئه عنك إلا بالعمل والإنتاج، ويعرف أيضا حجم مديونياتك الداخلية والخارجية وحجم فوائدها، وكيف يتعامل معك من تتأخر عليهم فى الدفع.. لذا سيكون القدر الحقيقى لكلام مرسي – وكما قاله هو فى خطابه أمام مجلس الشورى- أن الإحتياطى الأجنبى حجمه 15.5 مليار دولار بينما كان 35 مليار فى أواخر عام 2010 –أى أيام مبارك-، وأن سعر الدولار وصل إلى 6.38 جنيها –حتى كتابة هذا المقال-، وأن بيان البنك المركزى المصري قال إن احتياطى البلد من الدولار يكفى بالكاد لشراء الاحتياجات الأساسية للمواطنين من السلع أو البترول.

ما يتكلم به مرسي ليست سياسة لكنه “كذب أسود” لايعرف صاحبه ما سيؤدى به إليه.. قد نفهم إن “فن الممكن” يمكن للرئيس استعماله حين الجلوس إلى مائدة مفاوضات مع إسرئيل أو أمريكا، أو فى مناظرة مع منافس له فى الانتخابات- وهو لم يفعلها-، لكن أن يعتبر طمأنته الغير حقيقة بالمرة للشعب “نصاحة وفصاحة” منه للتهدئة، فهذا يؤكد أن الرئيس راجع كتاب “الأمير” لميكيافيلى قبل أن يلقى الخطاب، وليست الحقيقة الاقتصادية من أوراق البنك المركزى.

“القرش اللى حوشته أيام مبارك باصرفه أيام مرسي”.. ليست نكته أو كلمة متداولة على جروب “أساحبى”، لكنها حقيقة يعرفها المصريين إلا مرسي وجماعته.. وعليه أن يستورد – سنسامحه فى هذه الأموال تحديدا- خبراء يقدرون له واقع البلد الإقتصادى بعيدا عن نظريات المؤامرة التى تسيطر على تفكيره هو وجماعته، أو ينزل هو بنفسه – إن كان لايزال يستطيع فتح صدره أمام الجماهير- إلى الشارع ليعرف كما يعانى الجميع من الأحوال الإقتصادية؟ وكم تتأخر المرتبات فى أماكن عمل كثيرة؟ وكم شخصا بدأ يستغل ما وفره من قبل- بدلا من الحديث عن زيادة الودائع فى البنوك-؟ وكم مؤسسة أغلقت أبوابها وسرحت عمالها؟.. وليقل لنا إن كانت السياحة تعافت فعلاً.. كم فندقا يعمل فى شرم الشيخ مثلا؟ وكم شابا عادوا إلى أعمالهم فيها بعد أن تركوها؟

أفهم أن يخرج سياسى ما فى برنامج ما ويقل لنا كلام ما أيضا عن شخصية أخرى.. لكن هل يستمر مرسي فى التلاسن على معارضيه؟، ويقوم فى كل خطاباته بـ”التلقيح” على الآخرين، واتهامهم بالتسبب فى كل الكوارث التى تقع فى البلد.. متى يفهم مرسي أنه هو من يحكم وهو من بيده الأمر..لا من “يلقح” عليهم بالكلام فى كل مرة وكل خطاب وكل “حارة مزنوقة” يذهب إليها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات