الظاهر بيبرس في مسابقة أدبية دولية

12:58 مساءً الخميس 16 مارس 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

دعا الأديب والمترجم الكازاخي بخيت روستوموف، رئيس جمعية الصداقة العالمية لدبلوماسية الشعوب، لتخصيص المسابقة الدولية الثانية، التي ترعاها الجمعية، للاحتفال بالذكرى الـ 800 لابن السهوب الكبرى، السلطان بيبرس، حاكم مصر والشام، والذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان ومصر.

الظاهر بيبرس، بين تمثاله في كازخستان، وجامعه في مصر

وأضاف “أعدت اللجنة المنظمة، في “MSND” غير الحكومية، أكثر من 30 دبلومة من ثلاث درجات للمراكز الثلاثة الأولى وميدالية جمعية الصداقة العالمية لدبلوماسية الشعوب (MSND)،  للجائزة الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حوافز من الشهادات والدبلومات وخطابات التقدير. وتعهد محرر أنطولوجيا طريق الحرير بإصدار عدد خاص للأعمال الفائزة في هذه المسابقة الأدبية الدولية.”

وحددت مشاركات الشعر بصفحة واحدة A-4 (Word)، ومشاركات النثر القصير 4-5 صفحات،  A-4 (Word)، على أن يكون الخط للنصوص باللغات غير العربية Times New Roman بحجم: 14 Interval – ومسافة واحدة بين السطور.

انضم للجان التحكيم أعضاء من قيرغيزستان، وطاجيكستان، والمتحدثين بالإسبانية، والناطقين بالروسية، وأوزبكستان، وكازاخستان، وبيلاروسيا. أما لجنة تحكيم النصوص العربية فتشكلت من الشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد،  والروائي والقاص والباحث فؤاد مرسي، والدكتور رضا عبد الرحيم، الكاتب والباحث في التاريخ، أعضاء اتحاد كتاب مصر.

 مواعيد قبول الأعمال التنافسية: من 15 مارس إلى 1 مايو 2023 وترسل الأعمال إلى رقم (واتساب)، أو البريد الإلكتروني

  loanna_1994_94@mail.ru

 +7 702 119 5819

من الدراسات المهمة في هذا الصدد ما قدمه بعنوان (الملك الظاهر بيبرس في شعر معاصريه) الدكتور أحمد فوزي الهيب، الذي يعرف به في مقدمة شاملة:

“هو السلطان الملك الظاهر  ركن الدكن أبو الفتوح بيبرس،  بن عبد الله البندقداري، الصالحي النجمي الأيوبي، التركي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية، الذي  ولد عام ٦٢٠ هـ (وقيل : عام ٦٢٥ هـ) في صحراء القبچاق، والقبچاق قبيلة تركية عظيمة، طلبت عام ٦٤٠ هـ من ملك أولان التركماني أن يجيرها من التتار الذين هددوها ولكنه غدر بها، فأغار عليها، وقتل الكثير منها، وكان بيبرس فيمن أسر، فبيع ونقل إلى بلاد السلطنة الأيوبية حيث اشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار، ثم انتقلت ملكيته إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بعدما صادر ممتلكات أيدكين عام ٦٤٤ هـ، فجعله مماليكه البحرية، وسرعان ما ظهرت مواهبه ، فترقى واستمر في ذلك إلى أن صار أستاذه أيدكين من جملة أمرائه . كان طموحاً جداً، وقد وفقه هذا إلى المشاركة في كثير من الأحداث الهامة والحروب التي كانت تقوم كثيراً بين المماليك أنفسهم من من كان بيبرس جهة  وبينهم وبين أعدائهم من جهة ثانية، حتى صار له شأن عظيم مع الملك الناصر يوسف والملك المغيث الأيوبيين، ومما يدل على ذلك أنه لما دخل إلى القاهرة قبيل موقعة عين جالوت ركب السلطان الملك المظفر قطز للقائه، وأنزله في دار الوزارة، وأقطعه قصبة قليوب،  وكان آخر هذه الأحداث الهامة التي أسهم فيها إسهاماً كبيراً قبل أن يصل إلى السلطنة هو اشتراكه مع المظفر قطز في معركة عين جالوت في ٢٥ من رمضان عام ٦٥٨ هـ، والتي انتصر فيها المماليك على التتار لأول مرة انتصاراً كاسحاً، وقتلوا قائدهم (كتبغانوين) مع كثيرين منهم، ثم تبعوهم يقتلونهم في كل موضع. وأظهر شجاعة نادرة، كما أرسله قطز في أثرهم يتتبعهم إلى أطراف البلاد ، وهكذا أعاد قطز الأمن إلى نصابه في جميع بلاد الشام وأقيمت الخطبة له فيها،  وصار سيد الموقف في بلاد الشام كلها من وأظهر فيها بيبرس الفرات إلى مصر.

وكان السلطان المظفر قطز قد وعد بيبرس بنيابة حلب، ولكنه رفض أن يعطيه إياها ولم يف عده له ليضعف مركزه، وأعطاها لصاحب الموصل، فحقد عليه بيبرس، واتفق على قتله مع جماعة المماليك، وسنحت لهم فرصة تحقيق ذلك قبل وصولهم مع قطز إلى القاهرة في مكان اسمه القصير، يقع اليوم في محافظة الشرقية بمصر. وبعد مقتل قطز من البدهي أن تصير السلطنة إلى قاتله ركن الدين بيبرس اتباعاً للعرف السائد آنذاك، ولأنه أقوى أمراء المماليك البحرية، وصاحب فكرة القتل، بالإضافة إلى مواقفه المشرفة في محاربة المغول. لذلك صعد إلى قلعة الجبل لتتم مراسيم استلامه للسلطنة رسمياً، وكان ذلك في يوم الأحد ١٧ من ذي القعدة عام ٦٥٨هـ .

وعلى الرغم من أن الظاهر بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية الأولى،  فإنه يعد المؤسس الحقيقي لها، وذلك لما فعله من أعمال عظيمة في مختلف المناحي خلال فترة سلطنته التي بلغت ما يقرب من عشرين عاماً، لأنه توفي يوم الخميس ۲۸ من المحرم عام ٦٧٦ هـ بدمشق، الأمر الذي جعله من أعظم سلاطين .

 ولقد فصل المؤرخون القدامى والمعاصرون من عرب وأجانب الحديث عن أعماله العظيمة المتنوعة الشاملة، وملأوا في ذلك الصفحات الكثيرة ، الأمر الذي يدل على جدارته بالسلطنة، وعلى سبقه لسابقيه وللاحقيه من السلاطين. ويكفي أن نعلم أنه استطاع أن يقضي على أعدائه في الداخل والخارج، أو أن يخمدهم، وأنه أقام علاقات طيبة مع معظم الدول المجاورة، وتميز من جميع حكام المسلمين آنذاك بحمايته للحرمين الشريفين وللخلافة العباسية التي أحياها في القاهرة من جديد بعدما قضى عليها التتار في بغداد عام ٦٥٦ هـ، وأن حدود دولته امتدت من أقصى بلاد النوبة جنوباً إلى الفرات شمالاً، ومن برقة غرباً إلى العراق شرقاً.

 الشعر الذي قيل في الملك الظاهر بيبرس

يقول الدكتور أحمد فوزي الهيب: “كنت أتمنى لو أن الشعر المتصل بالظاهر بيبرس الذي وصل إلينا قد أنصفه، أو أعطاه حقه من الذكر مثلما فعل التاريخ والمؤرخون، ولكنه لم يفعل. و الذي أرجحه أن الشعر والشعراء قد أعطوه كثيراً من هذا الحق، أو أكثر مما وصل إلينا من الشعر، بيد أن هذا الشعر لم يصل إلينا كاملاً لأسباب عدة، منها: ۱ – ضياع مخطوطاته لأسباب كثيرة. وما أكثر المخطوطات الضائعة. ۲ – مخطوطات كثيرة ذات صلة بما تقدم تنتظر من ينفض عنها الغبار، ويحققها ويطبعها وينشرها.”

ربما تكون هذه المسابقة الدولية الأدبية فرصة لإحياء ذكرى شخصية تاريخية استثنائية، لا تقتصر على الشعر، وإنما تتناول التاريخ والبحث الأدبي والسرد القصصي، خاصة وأن لسيرة السلطان بيبرس حضورا في الأعمال الفنية التي بثها الإعلام العربي على مدار عقود.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات