ممدوح التايب | نصٌّ شِعريٌّ جديد

02:50 مساءً الخميس 16 مارس 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
ممدوح التايب

يفاجئك أن ذقنك تورمتْ
وموسي الحلاقة صديق قديم
مثل دواء السعالِ
واحتقان الأنف
الدمُ على حافة الحوضِ
ما تبقى من معركتكِ الأخيرة
ضد الزمن
والصنبورِ وسيط صلحٍ
سيمحو الدمَ بضغطة
وستجففُ جلدكَ بما تبقى من كبرياءٍ.
يعلو سعالك في منتصف الليلِ
يؤرق الأمرَ جارك العصبي،
بعدما تعرى لامرأة جديدة
رأت الإسفلت على ظهره
وقرأت ما في عينيه بالخطأ،
ليخبرك في الصباح أنه مريض
وأنكما تقتربان من الموتِ
والمحظوظ يصلُ أولاً.
عندما تمسك الريموت
لتقنن شغفك بالأشياءِ
تحك خصيتين خشنتنين
وتتحسسُ قضيباً لم تخنه بعد
فالزمنُ سقاكَ السأم
وصرت تحرثُ براءتك القديمة
لتزرعَ آخر الرغبات
تغيرُ وجه العالم وصوته
لكنه يظل عالمك:
الطريق المختنق بالعربات والموتى
النهر الحزين مفقوء العينين
المظلة على الكورنيش والجثة بجانبها
العشاق المنتهون والقبلات المطاردة
الحرب هناك، والحرب هناك
والمرأة في إعلان الثورةِ
وأمام باب السجن.
يفاجئك أن الجلد تحت أظافرك
يتفنن في حفظ المعالم
وأن مرآتك تتفنن في خياطة الندوب
وأنك صرت تأكلُ المعجنات الحلوة
ولا تهتم بالأنسولين،
ولا يفاجئك أنك تمشي لوحدك
ولا ترى الطريق.

Mamdouh El Tayib, Egypt

It surprises you that your chin is swollen

And the shaving blade is an old friend

Like cough medicine

And nasal congestion

Blood on the edge of the washbasin

What remains of your last battle

Against time

And the faucet, a peace broker

Will erase the blood with a click

And your skin will dry with what remains of pride.

Your cough is high in the middle of the night

Disturbing your neurotic neighbor,

After exposing himself to a new woman

Who saw the asphalt on his back

And read what was in his eyes by mistake,

To tell you in the morning that he is sick

And you both are approaching death

And the lucky one arrives first.

When you grab the remote control

To regulate your passion for things

You scratch two rough testicles

And feel a penis that you have not betrayed yet

Time has watered you with boredom

And you have started to plow your old innocence

To plant the last desires

The face and voice of the world may change

But it remains your world:

The congested road of cars and corpses

The sad river with dried up eyes

The umbrella on the corniche and the corpse next to it

The lovers who have ended and the pursued kisses

War is there, and war is there

And the woman in the revolution’s ad

And in front of the prison door.

It surprises you that the skin under your nails

Is keen on preserving the landmarks

And your mirror is keen on sewing the scars

And that you have started to eat sweet pastries

And don’t care about insulin,

And it doesn’t surprise you that you walk alone

And don’t see the way.”

يفاجئك أن ذقنك تورمتْ وموسي الحلاقة صديق قديم مثل دواء السعالِ واحتقان الأنف الدمُ على حافة الحوضِ ما تبقى من معركتكِ الأخيرة ضد الزمن والصنبورِ وسيط صلحٍ سيمحو الدمَ بضغطة وستجففُ جلدكَ بما تبقى من كبرياءٍ. يعلو سعالك في منتصف الليلِ يؤرق الأمرَ جارك العصبي، بعدما تعرى لامرأة جديدة رأت الإسفلت على ظهره وقرأت ما في عينيه بالخطأ، ليخبرك في الصباح أنه مريض وأنكما تقتربان من الموتِ والمحظوظ يصلُ أولاً. عندما تمسك الريموت لتقنن شغفك بالأشياءِ تحك خصيتين خشنتنين وتتحسسُ قضيباً لم تخنه بعد فالزمنُ سقاكَ السأم وصرت تحرثُ براءتك القديمة لتزرعَ آخر الرغبات تغيرُ وجه العالم وصوته لكنه يظل عالمك: الطريق المختنق بالعربات والموتى النهر الحزين مفقوء العينين المظلة على الكورنيش والجثة بجانبها العشاق المنتهون والقبلات المطاردة الحرب هناك، والحرب هناك والمرأة في إعلان الثورةِ وأمام باب السجن. يفاجئك أن الجلد تحت أظافرك يتفنن في حفظ المعالم وأن مرآتك تتفنن في خياطة الندوب وأنك صرت تأكلُ المعجنات الحلوة ولا تهتم بالأنسولين، ولا يفاجئك أنك تمشي لوحدك ولا ترى الطريق.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات