قصائد ميسنا تشانو | الهمسات الصامتة

11:27 صباحًا الثلاثاء 3 أكتوبر 2023
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
ميسنا تشانو، مؤلفة الهمسات الصامتة

تكتب الشاعرة الهندية ميسنا تشانو، مؤلفة مجموعة «الهمسات الصامتة» الشعرية؛ “إن الشعر ليس مجرد بضعة أسطر من الكلمات الجميلة على قصاصة من الورق؛ لكنه جزء من اللحظات التي عشناها والذكريات الحية التي ابتكرناها ومازلنا نحملها في داخلنا! الشعر جزء من الخيال والحقائق، مزيج من الأحلام والرغبات، بوتقة من الأمل واليأس، صحيفة من حقائق الحياة المرة والحلوة. ثم إن الشعر بعض من شغاف القلب، وقطرات الدموع، ولحظات الضحك، وبرهات الفشل. لحظات الفرح لا تنتهي من شوق القلب وشوقه أيضًا! والأهم من ذلك كله أن الشعر هو صورة الصمت غير القابل للكسر على قماش الروح!

لأسباب عديدة، أعتبر هذه القصيدة هي المفتاح لفهم المجموعة الجديدة لميسنا تشانو، “الهمسات الصامتة”، التي نُشرت لأول مرة في عام 2022 في دار أوثرس بريس Authorspress، نيودلهي، الهند (124 صفحة). وفي مقدمتها، اعتراف للمؤلفة؛ إنها موجودة فقط في مكانين كليا. في كلماتها وفي مساحة الصمت بين كلماتها!، و”الهمسات الصامتة” ليس همسها فقط بل همسات العديد من أرواح هذا الكون التي تبقى أغنياتهم مجرد همس. كما أنها تجسد  “الهمسات الصامتة” باعتبارها الأغاني غير المسموعة وغير المغناة لقلب المرء وأصوات العالم التي يتم إهمالها أو كتمها أحيانًا لسبب واحد أو أكثر. إذن، “الهمسات الصامتة” هي أيضًا لحن كل تلك الأغاني المجهولة، المنتشرة في مكان ما بين طبقات الزمان والمكان، إذن هي صوت كل ألحان العالم المكتومة.

فكرة هذا الكتاب “الهمسات الصامتة” كانت محفورة في أعماق قلبها قبل أن يتمكن عقلها من فهم مضمونها! ربما هذا هو السبب الذي جعلها تفتح صفحة على الفيسبوك باسم “الهمسات الصامتة” منذ حوالي 10 سنوات لتشارك أفكارها وأشعارها قبل وقت طويل من أن يفكر عقلها في نشر ديوان شعر اسمه “الهمسات الصامتة”.

منذ صغرها، كانت ميسنا تشانو تكتب القصائد والقصص القصيرة، لكنها لم تفكر حقًا في أن تصبح مؤلفة تنشر ما تكتبه يوما ما. تحب آيات الشعر والفن كافة. هذا هو الأمر الوحيد الذي كانت متأكدة منه. عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، كان أول ما كتبته شعرا بعنوان “بونشي” (الحياة) بلغة مانيبوري (لغتها الأم) قد نُشر في مجلة تسمى يننج “Yening” في ولاية آسام (الهند). كانت جدتها بادماباتي كشاترياني أول من قدمت لها عالم الفن والأدب.

عندما كانت طفلة صغيرة، كانت تقرأ قصائدها للشاعر الهندي الكبير والحائز على جائزة نوبل رابندراناث طاغور. أشعلت قصائده شرارة في قلبها لكتابة القصائد. ثم قرأت قصائد شاعر اللغة المانيبورية ومؤسس أبوبكا مارووب “Apokpa Maroop”  لياننجاهال ناوريا بولو Lainingahal Naoriya Phulo. أشعلت قصائده الشرارة داخل قلبها وساعدت تلك الشرارة على أن تصبح جذوتها لهبًا. عندما كانت في المدرسة الإعدادية صادفت قصائد الشاعر المانيبوري الدكتور لامابام كمال. كانت “بيشوابريم” القصيدة التي أشعلت الشرارة في قلبها لعالم من الحب العالمي والحب غير المشروط. لقد لامست همساته روحها ومنذ ذلك الحين وقلبها يحترق بشوق إلى عالم من الوحدة والحب غير المشروط والسلام والوئام. تكتب:

لا أحلم بالجنة

لكني أحلم بعالم                  

حيث لا تخلو حديقة من الزهور

ولا يخلو قلب من الحب!

 في مقدمته للديوان الشعري الصادر باللغة الإنجليزية، كتب د. ميناكشي موهان، وهو أكاديمي وكاتب وشاعر وفنان وناقد ومحرر ومحقق في التعليم، جامعة لويس الوطنية، شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية، أن القصيدة التالية تلخص موضوع الكتاب وموضوعات قصائد ميسنا الخمسة والسبعين:

قطعة صغيرة من الجنة

قطعة صغيرة من الجنة

أحملها بين

صمتي وأغنيتي؛

عندما تغني القصيدة نفسها

مع الكلمات المعروفة

ونشوة مجهولة

والعطور أحلى

من ذي قبل،

مع ألم الحنين

والمتعة الخاصة بها،

هنا أتذكرك!

أنا اتذكرك

ربما كسيمفونية

من الأرواح!

ربما كترنيمة

من الحب!

ربما كملاذ مقدس

من الصمت!

يضيف د. ميناكشي موهان أن “قصائد ميسنا تشانو مكتوبة ببساطة وبشكل حر، ولكنها عميقة ووصفية. إنها تتدفق مثل القصص، وتمنح الكلمات لمشاعرها وتختبرها تجاه الآخرين بشكل غير مباشر. أبياتها قصيرة وذات صور حية. حتى عناوين قصائدها هي كالألوان على القماش، مثل: اللآلئ تنام في صمت، لا أريد أن يصلب ابن آخر لله، الرقصة الأخيرة، أطفال العالم المفقود، وسأرسمك في قصيدتي. . تدور قصائدها حول المشاعر الإنسانية. هناك مسحة من الحزن، لكن الأمل والتوقعات يضيفان تدفقًا ديناميكيًا إلى أبياتها. أشعارها كالجداول التي تتدفق بثبات بأمواجها الهادئة تنشر الألحان رغم مواجهتها للكثيرين.” وتذكره قصائد ميسنا بهذه السطور التي كتبتها مايا أنجيلو:

“ومع ذلك، اليوم أدعوكم إلى ضفة النهر…

تعالوا بسلام، وسوف أشدو بالأغاني

التي وهبني الخالق عندما

كانت الشجرة والحجر كيانا واحدًا.”

أختتم هذه المراجعة القصيرة بمثالين من قصائد ميسنا:

أبياتي ملطخة

قصائدي ملطخة

بالبكاء الصامت

من القصائد التي لم تولد بعد

داخل رحم المشاعر

أجهضتها قسوة الزمن،

قبل ولادة الحلم!

قصائدي ملطخة

دموع الحب التي لم ترها

تلك التي تبقى دون أن يلاحظها أحد

في القلب

الذي يبكي عليه قلبي!

قصائدي ملطخة

باللحظات التي لا تقهر

من الكآبة

عندما تفقد العزلة

أوراقها ساحرة لكونها وحيدة،

مثل شجرة الخريف،

لكن بلا أمل

لقدوم الربيع!

قصائدي ملطخة

ذكريات اليأس,

ينكر أن يتلاشى مع مرور الوقت

وحكايات الخيانات

يقال مرارا وتكرارا في الحياة!

قصائدي ملطخة

كل ما فقدته في حياتي

وكل ذلك لم يعد

أستطيع أن أدعي كما الألغام!

الطفل بداخلنا

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

من يبتسم بلا سبب!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

الذي يضحك بصوت عال دون تردد!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

ومن لا يعرف الحدود

من البلدان والقارات!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

من لا يعرف الجدران

بين الأديان والأعراق!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

من يحب بلا شروط!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

الذي يستمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة

بدون أسباب منطقية!

دعونا نستكشف

الطفل بداخلنا

للعيش والاعتزاز بالحياة

وللمزيد والمزيد!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات