كاتب مصري ينادي بوطن قومي للصهاينة في المريخ

08:26 صباحًا الأحد 29 أكتوبر 2023
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لدى كلمته أمام مندوبي العالم في الأمم المتحدة، شكك مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلي في أن تُتم المنظمة الدولية عامها التسعين، وأنه محكوم عليها بالفناء، كما قال احتجاجا على الدعوة الإنسانية لأمينها العام لوقف الاعتداء على المدنيين في قطاع غزة.

الأمم المتحدة مؤسسة أنشئت قبل نحو ثمانية عقود؛ لتطبيق القانون الدولي، إذ بدأت عملها رسميًا في  24 أكتوبر 1945، بعد أن صدقت الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على ميثاقها مع باقي أعضائها.

والحق أن نبوءة المندوب الصهيوني أقرب للواقع، إذ لم تذعن دولة الاحتلال لأي قرار أصدرته المنظمة الدولية مما جعل منها الدولة المارقة الأولى على كوكب الأرض، فهي لم تدخر جهدا في أن يكون وجودها، على مدى 75  سنة ، شرًّا لكل من تعامل معها، لأنها تقطع أشجار الزيتون، وتقتل الأطفال، وتهجّر العائلات، وتدمر المؤسسات الصحية، وتفجر المساجد والكنائس، وتسمم الزعماء، وتتجسس على الحلفاء والأعداء معًا، ولا تنسى أن تمثل دائمًا دور الضحية عبر إعلام دجنته تماما.

ولا شك أن كيانا بهذه الصفات لم يعد مهيئا للبقاء على كوكب الأرض، وعلى البشرية جمعاء أن تساعده للعثور على مكان يناسب حضوره المدمر، والحقيقة أن المريخ هو الأنسب لاحتواء هذا الكيان المتوهج والناري . فالمريخ، الذي يستمد اسمه (Mars) من إله الحرب عند الرومان، مكان مثالي لعشاق الحرب، وليس هناك من هو أجدر بكيان صهيوني من أن يرث إلوهية الحرب، بعد حارب كل من حوله، في الجغرافيا، وكل من تماس معه في التاريخ،  ورفضه الأبدي للعيش بسلام مع جيرانه، رغم كل مبادرات هؤلاء وتنازلاتهم.

المريخ ، ذلك الكوكب الصخري، سيتحمل قصف تلك الدولة بالذخيرة المجانية التي سيغرقها بها حلفاء الكيان ليلا ونهارا، وهو لن يحتاج دماء ليسفكها اشباعا لشهوته، لأن  سطح المريخ أحمر بلون الدم، وسيكون إشعال الغلاف الجوي لكوكب المريخ مناسبا للمستوطنين لأنه قليل الكثافة، ولن يحتاج الصهاينة لقطع المياه عن سكان المريخ المحتملين، لأن به بالفعل كميات قليلة جدا من بخار الماء كما أن الحرائق التي سيشعلها الصهاينة، بحكم العادة، ستكون مناسبة لتدفئة جو المريخ الأبرد من الأرض، وهناك متسع مَنْ الوقت لنسج الأكاذيب، فالسنة تبلغ نحو الضعفين من زمن سنة الأرض، إذ أن سنة المريخ توازي 687 يومًا أرضيًا.

لن تحتاج دولة الاحتلال إلى قبة حديدية تحميها، فالمريخ هو رابع الكواكب بُعداً عن الشمس بعد عطارد، والزهرة، والأرض بمن فيها، ويمكن للصهاينة التوسع لخريطتهم الديناصورية هناك لأن المريخ سابع الكواكب من حيث الحجم والكتلة، إذ يبلغ حجمه نصف حجم كوكب الأرض، ويتشابه المريخ مع الأرض من حيث التركيب ومن حيث امتلاكه للفصول الأربعة خلال العام، وتُغطي طبقات من الجليد قطبيه الجنوبي والشمالي، لذلك لن يشعر أهله القادمون من مشارق الأرض ومغاربها بالغربة، ويمكن أن تحملهم السفن الفضائية من حيث يأتون إلى المريخ مباشرة، فلا حاجة لهم لركوب السفن إلى أرض فلسطين كما فعل أجدادهم اللصوص الذين جاءوا إلى الأراضي المقدسة، لاجئين، قبل أن يعدهم بلفور بوطن في أرض ادعوا ملكيتها وقاموا بتهجير أهلها.

والواقع أن رفض الصهاينة للعالم، يأتي ردة فعل لرفض العالم لهم، والذي لابد وأن تكون له جذور في أن تلك الشخصية اليهودية المتطرفة كما سجلتها آداب العالم وفنونه ومروياته لا تنسجم مع البشر أيا كانوا، فقد طردوا من أصقاع الأرض خلال الألفية السابقة، مرات ومرات، وتحددت إقامتهم حينا، وقد زرت مدنا كثيرة من القاهرة إلى طشقند ورأيت القطاعات المسماة باسمهم، كما  حرقوا أحياء في بلاد أخرى، ومنعوا من دخول بلاد سواها وأعدموا شنقا، ولن يكون طردهم إلى المريخ أول مرة تلفظهم الأرض، لكنها ستكون الأخيرة، تذكرهم بعام 1933 حين حل عليهم الطرد الحاسم من ألمانيا والإبادة الجماعية بالأفران التي يحكون عنها ويحاولون تقليدها، قبل أن تُبلى البلاد العربية تحت الانتداب البريطاني بحلول هذه الفئة التي نخرت جسد العالم، لتصيب الجسد العربي، فتُزرع كعضو غريب بين ضلوعه،  ولتتأسس، في مايو 1948، دولة الاحتلال الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، فتنطلق منها لتدمر العالم وقيمه الإنسانية.

فليكن القرار الأخير للأمم المتحدة، الذي تقترحه المجموعات المحبة للإنسانية، والتي ترضى بكل قرارات المجتمع الدولي، وتلتزم بقوانين مؤسساته الرسمية للعدل والأمن، قرارا بجعل المريخ وطنا قوميا للصهاينة، وأن تتحمل الدول المحبة للكيان المحتل كلفة نقل مواطني الكيان الصهيوني على سفن فضائية فاخرة، وأن يساعد الغرب كذلك في بناء مستوطنات جديدة تحمل إليها الذي يمتلكون جنسيات مزدوجة، وأن تقام مراسم وداعية تليق بإرسال مدمني الحرب إلى كوكب الحرب!

إن الوصول إلى المريخ، بناء على السرعات الحالية لمركبات الفضاء، يستغرق تسعة أشهر تقريبا، وفقا لموقع مركز رحلات الفضاء التابع لناسا؛ أي أن مركبة فضائية تسافر إلى المريخ تستغرق ما بين 128 يوما إلى 333 يوما للوصول إلى الكوكب الأحمر. ووفقا لأستاذ الفيزياء كريج باتن، جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، يمكن تقصير الرحلة عن طريق حرق المزيد من الوقود، وقد وفرت دولة الاحتلال وقودا من حصارها لقطاع غزة سيكفي بداية لإرسال حكومة الحرب، تمهيدا لإرسال الشعب المختار كله للمريخ، وليأتي اليوبيل المئوي للأمم المتحدة التي يكرهونها ولا يقبلون لها قرارا، وهي حية، بمأمن من الصهاينة القابعين في مريخهم،وطنهم القومي الأبدي.

One Response to كاتب مصري ينادي بوطن قومي للصهاينة في المريخ

  1. فاطمة الزهراء حسن رد

    29 أكتوبر, 2023 at 11:31 ص

    مقال مميز جدااا
    كل التقدير والاحترام للكاتب الصحفي والاديب اشرف ابو اليزيد علي هذا الموضوع القوى

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات