العراقيون في جمعة الصمود: المطالبة بالاصلاح ومحاسبة المفسدين واطلاق سراح المعتقلين

05:45 مساءً السبت 5 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بغداد : (شينخوا) خرج الاف العراقيين  أمس بعد صلاة الجمعةفي عدد من مدن البلاد بما فيها العاصمة بغداد ، في تظاهرات اطلقوا عليها اسم (جمعة الصمود) مطالبين باطلاق سراح المعتقلات من النساء والمعتقلين الذين لم تثبت بحقهم اي تهم والغاء قانوني مكافحة الارهاب و المسائلة والعدالة وتحقيق التوازن الوطني وتحسين الخدمات، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي قواته الى ضبط النفس وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين.

فقد خرج الاف المتظاهرين في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل شمال بغداد ، على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة والانتشار الامني الكثيف الذي شهدته مناطقها.

وبحسب شهود عيان فقد منعت القوات الامنية اعدادا كبيرة من المتظاهرين القادمين من المناطق المحيطة بمدينة الموصل من الدخول اليها والمشاركة في المظاهرات، كما اطلقت بعض نقاط التفتيش النار في الهواء لتفريق من تجمع بالقرب منها بعد منعهم من الوصول الى ساحة تجمع المتظاهرين وسط المدينة.

وفي محافظة الانبار غربي العراق والتي انطلقت منها شرارة المظاهرات، شارك اكثر من مليون شخص في المظاهرات التي شهدتها مدنها، وفقا لمصدر في هيئة تنسيق المظاهرات في المحافظة.

اما في محافظة صلاح الدين شمال بغداد فقد خرج الالاف من ابناء مدن تكريت وسامراء والضلوعية وبيجي والشرقاط ، في تظاهرات كبيبرة تطالب بالاصلاح وتنفيذ مطالب المتظاهرين في عموم البلاد.

وقال الشيخ دري الدليمي امام وخطيب جامع تكريت الكبير في كلمة وجهها إلى متظاهري المحافظة “ندعوكم لان تكون مظاهراتكم سلمية والتعبير عن المطالب المشروعة من خلال اللافتات والهتاف دون اللجوء الى العبارات الطائفية والسياسية وعدم تسييس التظاهرات لمكون سياسي معين بل لجميع العراقيين من شمال الوطن الى جنوبه”. وتواجدت قوات الامن بكثافة خارج مكان التظاهرة لكنها اغلقت مداخل مدينة تكريت ومخارجها ومنعت الدخول اليها والخروج منها .

ولم يكن الحال في مدينة كركوك(250 كم) شمال بغداد، مختلفا عن سابقاتها، حيث خرج الالاف من ابناء المدينة من العرب والاكراد والتركمان في مظاهرات جابت وسط المدينة وهي تردد الشعارات المطالبة بالاصلاح ومحاسبة المفسدين واطلاق سراح المعتقلين . وحذر محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم، القوات الامنية من المساس بالمتظاهرين ، مؤكدا ان ما يقومون به عمل مشروع اجازه الدستور والقانون وان من حقهم التعبير عن رايهم بالطريقة التي يرونها مناسبة .

العاصمة بغداد، لم تكن بمنأى عن اجواء المظاهرات، حيث خرج سكان منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية شمالي بغداد بمظاهرات كبيرة ، رغم الاجراءات الامنية المشددة، وتجمعوا اما جامع الامام الاعظم مؤكدين دعمهم لمطال المتظاهرين في الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك.

واكد الشيخ محمود عبدالعزيز، امام وخطيب جامع الامام الاعظم في كلمة له إن “على الحكومة أن تستجيب لمطالب المتظاهرين الذين لم يطالبوا الى الأن بسقوط النظام و رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي واذا لم تستجب الحكومة فأن التظاهرات ستطالب بإسقاطها”، داعيا المالكي إلى أن “لا يستهزأ بالمظاهرات وان لا يكون مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أستهزأ بالمظاهرات فأسقطته”. واشار الى أن “المالكي يعلم وموافق على الانتهاكات التي تحدث في المعتقلات لهذا يصف التظاهرات بالفقاعات”، مطالبا الشعب العراقي بـ”التوحد للمطالبة بحقوقهم المشروعة”.

وطالب المتظاهرون الحكومة المركزية باطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين ومحاسبة المقصرين وايقاف تنفيذ احكام الاعدام وتعليق العمل بالماده 4 ارهاب الى حين الغاءها من قبل مجلس النواب، وتشريع قانون العفو العام،وايقاف العمل بقانون المسائله والعداله،وتحقيق التوازن بجميع مؤسسات الدولة. كما تضمنت المطالب الغاء قيادات العمليات في جميع محافظات العراق، ومنع استخدام الشعارات الطائفية ،واجراء تعداد سكاني شامل تحت اشراف الامم المتحده قبل اجراء انتخابات عامه وتجنب المداهمات العشوائيه والغاء قانون المخبر السري،واعادة جميع مساجد اهل السنة والممتلكات المغتصبة تحت مسمى المصادرة. وفي هذه الاثناء دعا نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي القوات الامنية لضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهات مع المتظاهرين، مطالبا المواطنين بممارسة حق التظاهر دون الانسياق وراء دعوات المتطرفين بتحويلها إلى عصيان مدني. وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه اليوم(الجمعة) إن “العملية السياسية تواجه تحديات كبيرة تستوجب من جميع الكتل السياسية الانتباه والحذر الشديد من الأجندات الخارجية التي تحاول دفع البلاد لاقتتال طائفي”، مؤكدا أن “المصلحة الوطنية تحتم علينا جميعا التعاون وتفويت الفرصة على المتربصين بالوحدة التي بدونها ستكون سيادة واستقلال العراق في خطر حقيقي”.

ومن جانبه، جدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تأييده لمطالب المتظاهرين بمحافظة الانبار غربي العراق ، مؤكدا ان التيار الصدري سيرسل وفدا للقاء المتظاهرين هناك.

وقال الصدر في مؤتمر صحفي عقده في كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد والتي تعرضت عام 2010 لهجوم مسلح اسفر عن مقتل وجرح العشرات من المصلين المسيحيين إن “مطالب متظاهري محافظة الأنبار جميعها مشروعة عدا ما يتعلق بالغاء قانون اجتثاث البعث ” .

واضاف ان “التيار الصدري سيرسل وفدا لزيارة المتظاهرين في الأنبار”، مشيرا إلى أن “فكرة المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب صحيحة ولكن سوء تطبيقها دفع الشعب إلى معاداتها ورفضها ” .

ويرى المراقبون هنا ان تهديدات المالكي باستخدام القوة لانهاء الاعتصامات والتظاهرات التي تشهدها عدة مدن عراقية، قد جاءت بنتائج عكسية، حيث تضاعفت اعداد المتظاهرين بشكل كبير، كنوع من التحدي لتهديدات رئيس الحكومة. وكان المالكي قد هدد في لقاء بثته قناة(العراقية) الفضائية المملوكة للدولة اول امس، باستخدام القوة لفض المظاهرات التي وصفها بالمخالفة للدستور، مشيرا إلى أن من يقف وراء استمرارها “أجندات ترمي إلى زعزعة الدولة”، مؤكدا أن الطريق الدولي بين العراق وسوريا الذي اتخذه المتظاهرون ساحة للتظاهر بعد غلقه “سيفتح بالقوة”.

وطالب المالكي “القوات المسلحة من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتفويت الفرصة على المنظمات الإرهابية التي تعمل على جرها لمواجهة مسلحة أو ضرب المتظاهرين السلميين”، مشددا على ضرورة “منع تلك المنظمات من اختراق التظاهرات وحرف مسارها السلمي وتشويه المطالب المشروعة للمواطنين”.

يذكر ان محافظة الانبار ذات الغالبية السنية تشهد ، منذ اكثر من اسبوعين تظاهرات واعتصامات ، على خلفية اعتقال حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، تطالب بـاطلاق سراح السجينات من السجناء والابرياء من المعتقلين في سجون وزارتي الداخلية والعدل واصلاح العملية السياسية، وتحسين مستوى الخدمات، وامتدت هذه التظاهرات بعد ذلك لتشمل مدن محافظات صلاح الدين ونينوى ، وكركوك، الى الشمال من بغداد .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات