هل يقدم محمد فتحي برنامج (ضد الإخوان)؟

08:46 صباحًا الأحد 6 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بورتريه محمد فتحي بعدسة الفنان أحمد مراد

في عموده اليومي بجريدة (الوطن) المصرية، يكتب الإعلامي محمد فتحي عن قناة (مصر 25) الذراع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين (المحظورة)، التي أنجبت ذراعًا سياسيا تمثل في (حزب الحرية والعدالة) واستحوذ ـ بعد ركوب ثورة 25 يناير ـ على مقادير الحكم في مصر.

يحلم محمد فتحي، كأي متفائل، بأن أعضاء الجماعة يمكن أن يغيروا ما بأنفسهم، حتى يغير الله ما حل بالبلاد تحت قبضتهم. الأحلام مشروعة، لكن التفاؤل فاكهة لا تعرف مواسم الغضب التي تعيشها مصر الآن، ويحدث في برها وسمائها وعلى حدودها وخارجها، من الإخوان المسلمين، وبسببهم. سأترككم تقرأون المقال ولكنني أتساءل، هل يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تقبل بأن يقدم محمد فتحي برنامجًا على قناتها، باسم (ضد الإخوان) يستضيف في حلقته الأولى، وربما الأخيرة، باسم يوسف أو إبراهيم عيسى أو يوسف الحسيني أو عبد الحليم قنديل، أو حتى من خرجوا من تحت عباءتها الإدارية كالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أو هربوا من خيمتها السوداء مثل لخرباوي؟!

أترككم تبحثون عن إجابة، وأنت تستمتعون بمقال محمد فتحي: مصر 25

*

“عايزينك تيجى تقدم برنامج معانا”

قالها لى صديقى.. لم أستغربها منه لأنه عرض علىَّ ذلك من قبل حين كان مديراً لقناة أخرى، لكنى استغربت المكان. مصر 25.

صديقى كان من الإخوان، واستعانوا به للتطوير فخاض العديد من المعارك من أجل هذا التطوير المزعوم، ولعل هذه كانت إحدى معاركه.

شكرته على كلام طيب قاله فى حقى حين سألته: اشمعنى أنا، وقلت له: بصراحة شديدة مش عايز أتحسب عليكم، فلو كتبت كلمة كويسة عنكم عن اقتناع هيقولوا إنى بتاعكم، وبتقبضونى، ولو انتقدتكم هتزعلوا وتحولوه لموضوع شخصى و…..

قاطعنى: بيتهيألك.. الإخوان اتغيروا.. ودلوقت هما ف حاجة للتطوير ده، وعايزين يقدموا نفسهم للناس بشكل تانى. قلت له: لكننى لو انتقدت مرسى فى مقالاتى سيغضبون، ولو هاجمت قياداتهم لن يصبح ذلك منطقياً لأننى أعمل معهم، وسيكون غير مهنى بالمرة أن أهاجم من أعمل معهم.

ضحك وقال: وهو لازم دايماً هجوم؟ وع العموم إحنا مفترضين فيك حسن النية حتى لو انتقدت.

استغربت من رده لكننى بدأت فى التفكير بصوت عالٍ: طب وأنا هيتقال عليا إيه؟ إنى خدت تمن تأييدى لمرسى فشغلونى فى قناة الإخوان. لا يا عم. ما حيلتيش غير سمعتى أصلاً.. خلينا أصحاب أحسن.

قال فى أسى: ما هو لو كل الناس انسحبت بزعم أنها قناة الإخوان مش هنطور حاجة، والإخوان عايزين يغيروا فعلاً، ودى معركتى.. إننا نغيرهم ونغير صورتهم عند كتير من إللى بيكرهوهم.

لمعت فى ذهنى الفكرة فبادرته: خلاص، عندى فكرة برنامج هيعمل ده كويس أوى، وممكن أقدمه وأنا مبسوط وراضى.

سألنى بلهفة: إيه؟

رددت: برنامج اسمه: ضد الإخوان.

رد بأسى: نعممممم؟

استطردت: بجد والله.. برنامج اسمه ضد الإخوان.. تخيل لو نقد الإخوان جاء من داخل قناة الإخوان، ونستضيف فيه الناس اللى معروف إنها ضد الإخوان ونعمل حوار معاهم.. طالما اتغيرتم هاتوا حد يرد عليهم بهدوء ويفند انتقاداتهم والناس تفهم المشكلة عند مين.

تخيل لما تلاقى إبراهيم عيسى ف حلقة على قناة الإخوان وقصاده صديقه القديم عصام العريان، وبيتحاوروا ويتعاتبوا وكل واحد بيقول منطقه. تخيل أبوحامد ده لما يُسأل إنت بتعمل ليه كده وإزاى حولت 180 درجة من ثورى لمروج لعمر سليمان لتابع لشفيق.. نستضيف حمدين يا سيدى، ونجيب أبوالعز الحريرى، وتواجهوا الإخوان القدامى والمنشقين زى الخرباوى. تدوا صورة كويسة للناس عنكم إنكم بتوع حوار وحوار محترم وتكشفوا الحقايق.

إيه رأيك؟؟.. انت مش بتقول لى الإخوان بيتغيروا وعايزين يتواصلوا مع الناس؟

ظل صديقى صامتاً لفترة حتى ظننت أن الاتصال قد انقطع، ثم قال بصوت منخفض: والله ممكن. بس فى مرحلة لاحقة لأنهم مش مستعدين يتفهموا حاجة زى دى دلوقت!!!!

قلت له: إنت مش بتقول إنهم اتغيروا؟؟

رد: أيوة. بس مش للدرجة دى.

عموماً خلينا نتواصل برضه فى أفكار تانية، وربنا يكرم إن شاء الله بعد المرحلة الأولى من التطوير.. هتتبسط جداً.. أنا جايب معتز مطر هيقدم التوك شو الرئيسى، وجايب نور عبدالله هتشارك فى تقديم برنامج اجتماعى.. وجايب أحمد ماهر وبتفق مع تميم البرغوثى وعبدالرحمن يوسف ونادر بكار.. هتلاقى خلطة جميلة.

سألته: وهما هيستحملوا معتز مطر.. وبعدين نور عبدالله حلوة دلوقت إنما لو لقت حاجة مش عاجباها هتظبطكم. ثم أن تميم مش هيعجبه الحال المايل وممكن يفقعكم قصيدة ع الهوا تلطموا وتشدوا ف شعركم.. وعبدالرحمن يوسف مش هكلمك عنه أصلاً ومش هيوافق.. بس عموماً لو دول كلهم ع الشاشة إنتو مش محتاجينى ف حاجة، وربنا يكرمكم.

قال لى متفائلاً: يا رب.

فيما بعد لم تكتمل المفاوضات مع تميم. توقف أحمد ماهر عن الظهور بعد أن اتهموه بأنه يقود بلطجية للهجوم عليهم عند الاتحادية، بينما كان خارج مصر أصلاً. اعتذر عبدالرحمن يوسف عن قبول العرض من الأساس. ابتعد معتز مطر وكف عن الظهور بعد أحداث الاتحادية. تم تحويل نور عبدالله للتحقيق أكثر من مرة حتى قدمت استقالتها وفضحت قصور تفكيرهم.

يمكنك أن تكون منحازاً كإعلام تمتلكه جماعة لخدمة أجندتها، لكن لماذا لا تفعل ذلك بمهنية واحتراف؟ اتصلت بصديقى بعد أحداث الاتحادية والتغطية المشينة لقناة مصر 25 قائلاً له: هبقى زعلان جداً لو ليك يد فى اللى بيحصل ده.

رد على الفور: أنا قدمت استقالتى.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات