الخطوة الـ21

09:17 صباحًا الأحد 6 يناير 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تحل بطولة دورة كأس الخليج في موعد جديد يجمع أبناء المنطقة لتثار أسئلة حول إمكانية إلغائها، وما يدور في فلك ذلك من حديث عن جدواها وأهميتها، وتأتي الإجابة تشير إلى ما قدمته البطولة لكرة القدم في الدول الخليجية الـ (6 + 2) وهم يتنافسون عليها كأنها كأس العالم مصغّرة في بقعة تبدو أهميتها هائلة للعالم وهو يعيش في ثورته الصناعية على مستخرجات هذه الأرض من ذهب أسود.

بديهي أن يقال عن بطولة تجاوزت الرقم العشرين هذا الكلام، حتى المباريات الودية الجادّة تطور المستوى فكيف ببطولة يتم (تجييش) المشاعر من أجلها مرافقا مع الاستعداد الفني والإنفاق الهائل من أجله: مدربون على مستويات عالمية عالية يقبضون على رواتب لا يصل إلى أرقامها ما يقبضه شهريا عدة وزراء مجتمعين، ولاعبون يعسكرون خارجيا مع مباريات ودية مع منتخبات قوية يتم الدفع من أجل المباراة الواحدة معها (الشيء الفلاني) لترضى باللعب مع منتخبات يعد وصولها إلى (ما قبل) نهائيات كأس العالم إنجازا، أما بلوغها الحدث الكروي العالمي الأهم فهو عرس وطني يستحق إغراق اللاعبين بالمال والهدايا الفخمة، وكل هدف يحرزونه يعد منجزا يضاف إلى قائمة منجزاتنا ودال على تطور كرتنا.

نصل إلى الخطوة الحادية والعشرين من المسار الكروي الخليجي الذي يفترض بنا تذكر حسناته، والدفع بها إلى الأمام، خاصة بعد أن تجاوزنا (مزاجية) المشاركة ومن أبرز علاماتها الانسحاب (أو التلويح به) لخطأ تحكيمي أو لأسباب أخرى ليس من (المعقول) أن تبقى بين أشقاء يتحدثون ليل نهار عن وحدة الهدف والمصير، وأبناء عمومة.. مهما ثارت حساسيات ونعرات (لا محل لها من الإعراب) في قاموس الدول المعاصر.

اللقاء في المنامة.. نقطة الانطلاقة الأولى قبل عقود فيما لم تكن سوى فكرة صغيرة كبرت بحرص أبناء الخليج على أن تبقى.. شيئا مشتركا بينهم، يجمعهم (في إصرار رائع) على أن يحذفون ما يسبب الفرقة بعقلانية بدت كبيرة..

يتردد أنها استنفذت المطلوب منها.. ومع ذلك يقبل الجميع عليها..

يشاع أنها لم تعد ذات أهمية.. ولكن يتسابق الجميع على الفوز بها، كأنما الأمر بين أخوة نال أحدهم قصب السبق، يصفق له بقية الأشقاء، ويمضون إلى بطولات رسمية يحاولون أن ينالوا شيئا من فرحتها، ولكن الأمور تعقدت في السنوات الأخيرة، إقليميا ودوليا..

فهل من الصواب القول أن بطولة الخليج وحدها تمنح الشعوب قدرا من الفرحة (الكروية) بعد أن ارتفع مهر البطولات الأخرى، ارتقى اليابانيون كرويا فأصبحوا منتخبا عالميا وبجوارهم الكوريين (والصينيين.. وإن تراجعوا)، ثم جاءت إلينا استراليا لتحجز مقعدا دائما لها في مجلسنا الكروي الآسيوي، مهما بدت شيخوخة منتخبها بيّنة، يكفيهم ما لديهم من ثقة ليحولوا النتيجة لصالحهم بكل سهولة ويسر.

رغم كل مستوياتها الفنية وأخطائها التحكيمية.. وغير ذلك من منغصات (عابرة) هل يمكننا تخيّل كرة القدم في بلادنا الخليجية بدون هذه البطولة؟!

يكفينا أن يلتقي شباب ثمان دول واتحاداتها الكروية وإعلامييها وغيرهم.. تحت سقف خليجي واحد لمدة اسبوعين، في ذلك بطولة من .. محبة.. نحتاجها أكثر في زمن (غبار الربيع العربي).

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات