الإعلام الجزائري يضيء فعاليات المؤتمر العالمي من أجل فلسطين

04:07 صباحًا الجمعة 21 يونيو 2024
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حضور متميز وموقف قوي وتغطية الإعلام الجزائري باستضافة الشاعر د. عاشور فني

بقلم الصحافية لطيفة داريب ، جريدة المساء، الجزائر

فرناندو ريندون

قال الشاعر عاشور فني لـ”المساء”، إن حركة الشعر العالمية، التي يعد عضوا فيها، نظمت يومي 15 و16 يونيو الجاري، مؤتمرا دوليا افتراضيا من أجل فلسطين، استضافته ودعمته تقنيا جمهورية فنزويلا، وشارك فيه عدد من الشعراء والكتاب والمثقفين والفاعلين الدوليين في شبكات الدعم والتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني، على رأسهم الشاعر أدونيس، والمحامي الدولي جيل دوفير، المرافع عن فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

قدم الشاعر وعضو حركة الشعر العالمية عاشور فني لـ«المساء”، معلومات عن هذا الحدث الذي نظم تحت شعار (فلسطين قلب العالم)، فذكر أن أشغال اليوم الأول انطلقت تحت رئاسة الشاعر الكولومبي فرناندو رندون، رئيس حركة الشعر العالمية، الذي ألقى كلمة قوية باسم الحركة، أبرز فيها موقف الشعراء ضد العدوان على الشعب الفلسطيني، وأكد تأييدهم لحقوق الشعب الفلسطيني. كما بين قدرة تحرير المقاومة لطاقات الشعوب في العالم، وعمل الشعر على تحرير الضمير الإنساني من هيمنة الخطاب السائد.

رابط فيديو المؤتمر:

https://www.youtube.com/live/2YlgSu6OxOk?si=KbPI4C7g9RSdYg9x

من جهته، قرأ الشاعر أدونيس قصيدة قوية، بينت انحياز الشاعر للإنسان ضد الهمجية والعدوان. في حين ألقى الشاعر فريدي نانييز، نائب رئيس فنزويلا، قصيدة درويش (عابرون في كلام عابر)، بينما قدم الشاعر محمد الأشعري مرافعة قوية ضد الجرائم المرتكبة في حق الأطفال والنساء، والإنسان بصفة عامة.

من جهته، قرأ الشاعر الصيني شاو ليو نصا قويا حول مخادعة الضمير الإنساني. كما قرأ الشاعر طاهر بكري نصا مؤثرا جدا عن درويش، بينما قدم الشاعر سليمان جوادي قراءة حول الحرب، ووضع الإنسان الذي ينبعث من رماده ليحيا من جديد.

رفض أكيد للعدوان

أشار عاشور إلى السياق العام لليوم الأول، والمتمثل في رفض العدوان وجرائم الإبادة، وهو ما ذهبت إليه أيضا مداخلات ممثلي الهيئات المختلفة في المؤتمر، ومنها تدخل عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وممثل البرلمان الإفريقي، وممثل مؤسسة “ياسر عرفات”. في حين قدم الشاعر والصحفي أشرف أبو اليزيد، عن منظمة الصحافيين الآسيويين، حقائق صادمة عن قتل الصحافيين، في محاولة لإخماد صوت الحقيقة.

كلمة أشرف أبو اليزيد

وتابع عاشور، أن المحامي الدولي الشهير جيل دوفير، المرافع عن القضية الفلسطينية أمام المحكمة الجنائية الدولية، أبرز بدوره دور الخطاب في بناء الحجج، وكيف أن نضاله خلال عقود ومرافعاته أمام الهيئات الدولية، بدأ يثمر. كما أكد إعادة المقاومة للشعب الفلسطيني صفته كشعب مقاوم تحت الاحتلال، تقر له القوانين والهيئات الدولية بالحق في الدفاع عن النفس، وهو ما تحاول سلطة الاحتلال أن تنفيه عنه وتدعيه لنفسها.

وبين أيضا، أنه يقود هذا المسعى بمشاركة 700 ألف محام عبر العالم، مضيفا أن القضية لا تعود إلى7 أكتوبر، ولا إلى 1967، ولا إلى 1948، ولكن بدأت منذ وعد “بلفور” عام 1917. وهو ما يحمل المسؤولية لسلطات الوصاية البريطانية آنذاك، ويفسر استمرار حماية الغرب للكيان الغاصب.

بزوغ ثورة ثقافية عالمية عن فلسطين

اعتبر فني أن جلسات اليوم الأول للفعالية، بينت وجود حراك ثقافي دولي جديد يعبر عن اكتساب وعي جديد للشعوب بقضية فلسطين، ورفض الهيمنة الثقافية ودحض السردية التي دامت عقودا طويلة، وهو ما يرتبط بظهور جيل جديد سيحمل لواء الحقيقة في المستقبل.

واعتبر أن معاداة السامية لم تعد تهمة مخيفة، بل هناك من يطالب بإدراج الصهيونية كحركة فاشية وعنصرية. ليقدم مثالا بمداخلة الشاعر الفنزويلي الكبير غوستافو بيريرا، الذي قال، إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية العدالة، ولا علاقة لها بمعاداة السامية، ليقرأ بعدها نصا كتبه قبل سنوات، ونشر سنة 2022، يصف فيه ما يجري منذ أكتوبر، مؤكدا اعتقاده بالطابع الاستباقي للشعر.

من جهته، أبرز الشاعر فاديم تيريوخين، منسق حركة الشعر العالمية في روسيا، دور الثقافة في الرد على الهيمنة وكسر السرديات التضليلية في الثقافة العالمية، في حين تحدث ميخائيل كريفنيسوف باسم اتحاد كتاب روسيا، وكتاب بلدان البريكس، عن مطالبة الشعراء والكتاب بالحياة الكريمة وسيادة الحق والعدل. بينما ذكر الشاعر زولاني مكيفا من جنوب إفريقيا، ما قاله الزعيم الراحل نيلسون مانديلا: “حرية جنوب أفريقيا تبقى منقوصة حتى تتحرر فلسطين”.

الشاعرة الفلسطينية د.حنان عواد، ألقت كلمة قوية مباشرة من القدس، فحيت باسم الشعب الصامد المشاركين والمنظمين، معتبرة أن الكلمة الحرة لا تحدها الجدران، لتقرأ بعدها كلمة الدكتور أحمد صبح، رئيس مؤسسة “ياسر عرفات”.

كما قدمت الناقدة الإسبانية ماريا انخيلس بيريز لوبيز، قراءة في أشعار محمود علي طه وسميح القاسم، وآخرين، مبرزة قيم العدالة والحق والتشبث بالحياة في شعر القضية الفلسطينية. بينما حيا الشاعر الفلسطيني أشرف فياض الشعب الفنزويلي ووقوفه الدائم إلى جانب القضايا العادلة، وقرأ نصا يصف فيه خيبة الشاعر بسب اهتزاز القناعات التي تربى عليها، متسائلا كيف وصلنا إلى هنا؟.

أما الإعلامية هيندو أنديري من مؤسسة منصة التضامن الدولية مع القضية الفلسطينية، فقالت إنه من المنطقي تحميل المسؤولية للقوى الداعمة للعدوان والاحتلال، وعلى رأسها الدول التي تستعمل حق النقض في مجلس الأمن ضد الحق وضد المنطق، مطالبة بتفكيك النظام العنصري الذي أصبح خطرا على العالم بأسره، ومعاقبة الداعمين له، وهو ما تحدث عنه أيضا الشاعر سالي بوبي بالي من النيجر.

كما قرأ الشاعر إبراهيم نصر الله نصا، يستعيد فيه أوضاع الفلسطيني الصامد في حالاته المختلفة ما بين الصمت والصبر والثورة والسخط. أما الشاعرة راتي ساكسينا، منسقة حركة الشعر العالمية في آسيا، ورئيسة مهرجان الشعر كريتيا العالمي في الهند، فاستعادت في كلمتها وضع هذا الشعب الذي عاني الكثير وقاوم طيلة عقود بما لديه من إمكانيات، لكنه الآن يتعرض إلى إبادة حقيقية أمام أنظار الجميع، لا بالقتل والتهجير فقط، بل بتدمير أسباب الحياة وجعل البلد نفسه غير قابل للعيش فيه.


د. سالي بوبي بالي يكتب بالفرنسية تقريره في الأسبوعية Le Courrier ، النيجر

روح فلسطين

تحدث فني أيضا لـ”المساء”، عن مجريات اليوم الثاني لهذا الحدث، الذي شارك فيه الشاعر كيشاب سيغدال من النيبال، والمشرف على المجلة الشعرية العالمية التي تنشرها حركة الشعر العالمية بعنوان: Poetry-Planetariat، وقد خصصت عددها التاسع لفلسطين- فقال إن ما يجري في غزة ليس مجرد أحداث، بل بوصلة تكشف الاتجاه الحقيقي، وأنه حان الوقت لكشف الأخطاء التاريخية، وأن يقدم الشعراء شهادة عن الصدمة التي يعيشها العالم.

من الفاعلين على الساحة الدولية أيضا، آلما ألفارادو الناطقة باسم الشبكة العالمية لدعم الشعب الصامد في الميكسيك، عرضت ما تقوم به الشبكة في الميكسيك من أنشطة فاعلة من أجل فلسطين. أما سوزانا خليل، الصحفية الفنزويلية من أصل فلسطيني، فقد كان آباؤها من ضحايا النكبة. وتحمل القضية على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي. فقد أوضحت أن العدوان على شعبها يشمل إتلاف كل أشكال الحياة، البشر والحيوان والشجر. لذلك فإن نضال هذا الشعب هو نضال إنساني، يمس الإنسانية جمعاء، ويندرج أيضا في إطار حركة التحرر العالمية.

من جهتها، أوضحت شروق دقة، منسقة حركة التضامن في فنزويلا، أن السردية القائمة على البروباغندا سقطت، ويجري الآن بناء سردية حقيقية للصراع القائم بين شعب صامد، خلال قرن كامل، وقوى استعمارية دولية تبث خطابها عبر وسائل الإعلام السائدة.

الشاعر والفنان الفلسطيني الأردني علي العامري، صاحب كتاب:”فلسطيني إذا تساءل لماذا لم أولد على أرض بلادي مثل آبائي وأجدادي؟” وأجاب بأن الأمر لا يخصه وحده، بل يخص كل فلسطيني الدياسبورا (الشتات) منذ النكبة، وماتزال الهجرات تتوالى. أما مارينا أخميدوفا، رئيسة اتحاد كتاب داغستان، فقد تحدثت عن دعم الشعراء في داغستان لفلسطين. أما الصحافي والمترجم إسماعيل باسل سالم، المقيم بكوبا، فتحدث عن تقاليد النضال لدى الشعب الفلسطيني، في مناهضة الاستعمار والصهيونية خلال عقود.

الشاعر والروائي إبراهيم تازاغارت من الجزائر، قدم كلمة قوية حول موقف الشعر، الذي لا يمكن أن يصمت حول ما يجري أمام أعين الجميع. بينما تطرقت الصحافية الأرجنتينية المقيمة في هافانا غراسيلا راميراز إلى واجب كشف الحقيقة، بينما افتتح الشاعر المترجم والمناضل العنيد خالد الريسوني تدخله بأبيات للشاعر محمود درويش، ليقدم بعدها مرافعة قوية حول تاريخ النضال الفلسطيني، ويختتم الشاعر الكولومبي خايمي فرانكو مدير تحرير مجلة (بروموثيو الشعرية)، المؤتمر بكلمة قوية، حيا فيها المشاركين والمنظمين.

في إطار آخر، أكد فني أن ما يحدث الآن على الساحة الدولية من تحركات، لم يعد مجرد حركة تضامن دولي مع حقوق الشعب الفلسطيني المكافح، بل هو انقلاب كامل في السرديات التي سادت طيلة عقود أو طيلة قرون، حول المفاهيم الكبرى المتعلقة بالحريات والحقوق والنظام الدولي والديمقراطية والعدالة.

وتابع أن المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان، كشفا ازدواجية المعايير في أدنى التفاصيل المتعلقة بقيمة حياة الأفراد وحقوقهم وبالعدالة ومفهومها، حيث رأى الناس في العالم على المباشر كيف تنقلب هذه المفاهيم، وتنقلب معها مواقف الدول والمؤسسات، بمجرد أن يكون الأمر متعلقا بما يجري خارج دائرة الغرب المهيمن. لهذا برز هذا الوعي في مداخلات كثيرة، لينتهي الزمن الذي كانت تفرض فيه القوى المهيمنة الحقيقة التي تريد، باستعمال وسائل القمع أو وسائل التضليل.

السّماء الآن هي نفسها الموت
قصيدة أدونيس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي من أجل فلسطين
I
أنتِ الأرضُ،
وها همْ قادةُ الإبادات وسلاطينُ العبوديّات يلتهمونكِ ذرّةً ذرةً،
أنتِ الأرض-
الظّلُماتُ تفترِسُ الضّوء.
وها هو طعامُكِ: خبزٌ يابسٌ، معجونٌ بأنفاس المُشرَّدين،
وأشلاءِ القتلى.
أنتِ الأرض-
قدماكِ حافيتان
ترابُكِ يرتعش
وكلُّ ما عليكِ خِرَقٌ تتكوّمُ حُجُباً من الحديد على
وجه المعنى.
إنّه الأفقُ يسير إلى الأسفلِ القَهقَرى.
إنّها الشمسُ تسألُ:
ما هذا السديم الذي يدور حولي؟
الحاضرُ مِطرقةُ القضاء
التّجربةُ شاهد أمين
ماضٍ سيّافٌ بعينٍ واحدة
والسماء الآن هي نفسها الموت
II
غربٌ لبلابٌ يمتّصُّ الشرق خليّةً خليةً،
الأجساد تحترق
والفضاء يلبس اللّهب:
زيٌّ كونيٌّ!
من يحرثُ اللّهَب؟
من أين يجيءُ البِذارُ؟
متى ينتَهي الحَصاد؟
ألديكَ جوابٌ،
أنتَ، أيُّها الرأس الكُرَةُ، الذي يَتَدَحرجُ بين دفّتَي كتابٍ،
أنتَ، أيَّها الكتابُ الذي يتطايرُ حَرفاً حَرفاً في أنابيبَ كونيّة،
ترشح ماءً أحمر؟
ألَدَيكِ جوابٌ،
أنتِ، أيّتها اللُغات التي تُبارك الدّماءَ وتُوَزّعها شراباً طَهوراً
في كؤوسٍ من الفحمِ واللؤلؤ؟
ألديكَ جوابٌ،
أنتَ، أيّها الجسدُ – المائدة،
وماذا تقول لضيوفِكَ الكَواكبِ والمجرّات، الحَرسِ – القنابل
والصواريخ، والفرسانِ الذين يتكلَّمون لغات السَّماء – تلك التي
تتحصّن بقذائف المعجزات؟
نحنُ الأشباح الآدمية التي تدبُّ على هذه الأرض بقدمين اثنتَيْن،
لم نعُدْ نعرفُ من أين نأتي أو من أين أتَينا وإلى أين نمضي.
تعبت كلماتنا من المَهامِهِ ومن الجُسور التي تمُدّها بين الهاوية وأختها.
تعبّ الضوء من التنقّل بين الجسر وأخيه،
وها هو الزمنُ فينا وحولنا-
يخرج من نفسِهِ ويختارُ أن يكونَ رملاً.
الأمكنة
تتهيّأ للرّقص تحت راياتِ المُعْجِز حيث يتبادَلُ الملائكة والشّياطين
وجنودُهم من الحيوانات الإلهية، إنساً وجنّاً، قلوبَهم وعقولَهم، أقدامَهم
وأيديَهم، أفكارهَم ولغاتِهم.
وثمَّةَ أصواتٌ مشرّدةٌ تصرخ وتتساءل:
هل صار علينا أن نقشر حروفَ الكلمات وأجسامَ الأشياء، لكي
نفهم؟
وبأيّ ماءٍ سنغسلُ الورقَ والحبرَ، الكتابةَ والكُتّاب؟
وما اللقاء الذي يُهَيَّأ لنا في اتّجاه النهاية،
وفي اتجاه اللّانهاية؟
ومتى ستُطلُّ علينا السماء؟ وكيف؟
أمِن وراء صخرةٍ تتدحْرَجُ من فضاء العبث؟
أمِن شفيتن وراء كرسيٍّ يسع السماء والأرض؟
إلى أين، أيتها السماء؟
III
بروقٌ تُحتَضر، ويكاد جسمي أن يلتهبَ عُضواً عُضواً في تنّور
المعنى، الذي تَسهَر على جَمرهِ خُرافات التكوين.
الأيام تنتَفخُ بأحشاءِ الأبديّة،
والشمس تُسرِّحُ جيوشها.
انصُبي لهم، أيّتُها الشمس، خياماً من جلود أطفالك الذين هبطوا لِتَوّهم
في أرحامٍ بادت في تلك الصّحراء التي تعجُّ ببشرٍ مَرضى يتقلّبون في
براميل سُمّرت على قفا التّاريخ.
تاريخٌ يُمليه كتابٌ وقرّاء يملكون الكلامَ الذي يختَبئ تحت ألسنةِ السماء.
وما هذه الألسنة؟ وما هذه السّماء؟
عفوكَ أيُّها الكون الذي يهزأُ بكَ معجونٌ طينيٌّ اسمُه آدم.
IV
مَن هذا الذي يهرفُ بما لا يعرف؟
يرتَجِفُ ويتساءلُ: أأنا خِلدُ سفرٍ لا يعرف إلى أين ومتى،
أم خِلدُ عودةٍ لا يعرف إلى أين ومتى؟
وقُل لي، أنتَ يا مَن يهذي:
هل عليَّ، إذاً، أن أتعلَّم كيف أقرأُ، بدءاً من هذه اللحظة
كتاب الكون- بدءاً من آخِر صفحاته؟
V
هُوذا نبضُ القلب في جسمِ الموت يكاد أن يتوقّف،-
هل “مات الموتُ” كما يقول المُتنبّي؟
وها هي الحياة تفتَتِحُ أولى جلساتها لمحاكمة هذه الأرضِ الثانية التي اغتصبَت الأرضَ الأولى:
الحاضرُ مِطرقةُ القضاء
التّجربةُ شاهد أمين
ماضٍ سيّافٌ بعينٍ واحدة
والسماء الآن هي نفسها الموت.
VI
يكادُ الماء أن ينهضَ على قَدمِيه، مُلوِّحاً، صارِخاً:
لا تقتُلوا باسمي، الرَّحِمَ والطّفولة، والرّضاع.
لم يعد كافِياً أن نتأمّلَ الفراشاتِ والطيورَ تلبسُ قمصانَ الأمكنةِ وتلتَحِف حنان الفضاء.
لم يَعُد كافياً أن نُصغي إلى الينابيع تبكي على قبور الشّجر والنّباتات.
الأشياء مرايا،-
كلُّ مرآة ارتجاجٌ-
كلُّ مرآة محيطٌ من التباريح.
إنّه الهواء يضعُ يدَهُ على رأسِ الشمس:
متى يبدأ الغد الذي يُسمّى الإنسان؟
أدونيس


اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات