هو الكتاب السادس للدكتور تامر أحمد، وهو أول كتبه بعد ثورة 25 يناير.. وقد يبدو من اسمه أنه يتناول سيرة الرئيس المصري، إلا أنه يفاجئنا أن المقصود هو دراع مرسي الزناتي في مسرحية مدرسة المشاغبين. تلك مفاجأة تتكرر في كل مقالات وقصص الكتاب التي تحمل عنوانا ثوريا، ولكن بمنطق : يا بخت من ثار وخفف!
يتناول تامر أحمد يتناول هذا العنوان من منظور مختلف تماما .. فأول قصص الكتاب مثالا (خرطوش)، قد تهيئ القارئ نفسيا لقراءة مقال عن طلقات الخرطوش التي أصابت المتظاهرين في الثورة أو شيء من هذا القبيل ، إلا أننا نفاجأ بأن القصة تحكي عن (خرطوش فرعوني) تم اكتشافه في إحدى المقابر المجهولة، ولكن المؤلف ينسج بذكاء شديد قصة فرعونية تتحدث عن الإهمال والفساد الذي يتسبب في تصادم قطارين في طيبة القديمة ويروح ضحيتها مئات الأبرياء .. أما سؤال هل كانت هناك قطارات في طيبة فهو ما يجيب عليه تامر أحمد خلال القصة، وهي قصة عمرها 7 آلاف سنة، فلا تزال القطارات تتصادم.
تتكرر المفاجأة ذاتها في باقي مقالات الكتاب التي تحمل عناوين موحية مثل ( المخلوع – ألتراس – بما لا يخالف شرع الله – خروج آمن – حظر تجول – إلخ ) وفي كل مقال نجد النسيج المحكم ما بين المنظور الجديد للكاتب وبين ما يحدث من أحداث في مصر.
للتعرف على متعة (دراع مرسي) التي تقدم لقاريء ملَّ من السياسة وأخبارها، والكتب التقليدية، اختارات (آسيا إن) تقديم مقالين من نصوص الكتاب، في هذه السطور التالية:
المصريون لهم إنجازات متفردة علي مستوي العالم ، فهم مشهورون عالميا بأنهم الشعب الوحيد الذي بني الأهرام وأبا الهول ، وأنهم الدولة الوحيدة التي انتصرت علي إسرائيل في حرب عسكرية ، كما أن لهم إنجازات غير مسبوقة مع الهواء تقترب إلي حد المعجزات .. فهم وحدهم من استطاعوا دهانه بالدوكو، وتعبئتة في زجاجات وركوبه أيضا ، هذا غير عبد الحليم حافظ الذي استطاع إمساكه بيديه في إحكام .. هذا غير معجزة خرم التعريفة وكوز المحبة واختراع الأستيكة .. وهم أيضا الذين دَرْوَكُوا اللَبارِي جُوه الشَبارِي بالدهلَكَة حسبما ذُكِر في فيلم الكيف .. أيضا المصريون هم أنجح تجار تجزئة في العالم .. فهم ليسوا فقط قادرين علي تجزئة البضائع ولكن موهبتهم في التجزئة تجاوزت البضائع لتصل إلي المبادئ .. فنحن الشعب الوحيد الذي استطاع بعون الله تجزئة المبادئ .. استطعنا أن نأخذ من كل مبدأ ما يناسبنا ، دون أن يؤثر هذا علي سلوكنا الشخصي في الحياة بالإيجاب لا سمح الله .. فأصبحنا نصف شعب بنصف مبدأ ونصف دولة ، ولا نحلل الأمور بموضوعية ، وإنما كل الأمور تؤخذ علي طريقة ( مادام قال دراع مرسي يبقي بيتكلم صح ) .
حين تقرر مثلا أن تركب تاكسي ستجد سائق التاكسي يفتح الراديو علي إذاعة القرءان الكريم ، فينشرح صدرك وتدخل التاكسي مبادرا إياه بـ ( السلام عليكم ) فلا يرد عليك السلام .. ليس بسبب أنه يستمع للآيات بخشوع ولكن بسبب “هو كده وخلاص ” .. بعد قليل قد يرن تليفونه فتسمع دعاء ضارعا خاشعا متضرعا إلي الله ، يتبعه السائق بصوت يصدر من الحلق ثم يرد علي التليفون بفاصل من الشتائم وسب الدين لمحدثه الذي يدينه بخمسة عشر جنيها .. ولا يشعر بأي ازدواجية فيما يفعل .. فالرجل مادام مشغل قرءان يبقي متدين .
وتلك الفتاة المحافظة من هذه العائلة الكبيرة تراها محجبة ومؤدبة ومحترمة وملتزمة ، ولا تصافح الرجال باليد لأنه حرام ولا تصادق البنات غير المحجبات ، إلا أن هذا لا يمنعها من أن تخلع الطرحة في كل مناسبات العائلة من أفراح وأعياد ميلاد ومصايف وخلافه .. ولا يمنعها من أن ترقع عشرة بلدي مجاملة لصديقة عمرها في ليلة فرحها .. ولا ازدواجية في هذا .. مادامت لابسة طرحة تبقي محترمة.
والموظف الهمام ذو اللحية الطويلة التي هي أطول من اليوم الأسود ، يكلم الجميع بلسان الواعظ وينهاهم عن فعل المنكرات ، وهو لا يتورع عن التزويغ من العمل وتسليك العمولات وتلقي ( التبرعات ) في درجه الخاص من أجل إنجاز مصالح الناس ، ولا ازدواجية في هذا .. مادام ذو لحية يبقي رجل كويس .
الشيخ بينوكيو السلفي بتاع ربنا المصلي ، يخطف العشاء سريعا ليذهب إلي المستشفي ليجري عملية تجميل في أنفه – بما يخالف عقيدته الشخصية – ، ولكن لي رجاء واحد لمن يراه بعد العملية .. عليه أن ينصحه برفع قضية علي الطبيب الذي أجراها له ، فلا يعقل أن يكون هذا الكوز هو حجم أنفه بعد العملية ( أمال كان شكلها إيه قبل العملية ) .. إلا إذا كانت قد كبرت بعد البلاغ الكاذب وتكرار الكذب في البرامج والحوارات .. ولا تناقض .. فالرجل مادام سلفيا فهو لا يخطئ .
وعلي طريقة دراع مرسي فهناك العديد من الأمور التي أصبحت من المسلمات الواقعية في حياتنا مثل وعلي سبيل المثال لا الحصر
ولكن أعتقد أن نظرية دراع مرسي هذه سوف تنهار قريبا ، إذ كيف يكون كل من يقول ( دراع مرسي ) يبقي بيتكلم صح إذا كان مرسي نفسه عمره ما قال حاجة صح .
كنت أشعر بالتمزق والحيرة وأنا أري نفسي بين اختيارين أمرّ من العلقم ،وأقصد الاختيار بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي كانت هي الأولي فعليا في تاريخ مصر
اختيارين ليس هنالك أسوأ منهما .. وقد كانا أسوأ كوابيس الثوار ، وآخر توقعاتهم
وقتها قررت المقاطعة لأن ضميرى لم يكن يسمح لي بأن أختار اختياراً أنا متأكد مائة بالمائه أنه خاطئ
وقد ساعدني على خيار المقاطعة أنني وجدت كفتي المرشحيْن متساويتين تماما .. وذلك من متابعتي
لادعاءات ودفاعات كل فريق.. وقد كان هذا هو الوضع قبيل انتخابات الإعادة وهي الأسباب التي دعتني
لمقاطعة الانتخابات والانتظار لما ستسفر عنه الأحداث
شفيق
الإخوان أيديهم ملطخة بدماء شهداء ومحمد محمود ومجلس الوزراء.
( الإخوان باعوا الثواريادي الذل ويادي العار) .
الدولة.
الدستور والنقابات .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.