قطر ستفتح سفارة لحركة طالبان في الدوحة

09:26 صباحًا الأربعاء 16 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أحد محاربي حركة طالبان مع الآر بيجيه والكلاشينكوف، سلاحا الحوار للحركة الدينية المسلحة منذ عشرين عامًا

أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الترتيبات جارية لفتح مكتب حركة طالبان الافغانية في قطر في اقرب وقت ممكن.

ويعد ذلك المكتب بمثابة أول سفارة لتمثيل حركة طالبان المسلحة التي تشعل النزاع في أفغانستان،

ونشأت في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر(مجاهد)، من أجل “القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994”.

وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء أمس مع نظيره الليبي الزائر علي زيدان، إن مكتب حركة طالبان سيفتح في اقرب فرصة والترتيبات جارية لهذا الموضوع في اقرب وقت ممكن. وتابع ان الهدف من هذا المكتب تسهيل المناقشات بين طالبان والحكومة الافغانية والاطراف الاخرى في افغانستان.

واعتبر ان هذا هو الطريق الامثل لمحاولة ايجاد سلام شامل في افغانستان عبر الحوار خاصة مع اقتراب موعد انسحاب الولايات المتحدة والقوات الاخرى من افغانستان والمقرر في العام 2014.

ونبه الى انه من المهم قبل مغادرة هذه القوات ان يكون هناك على الاقل نوع من العملية السياسية لارساء الاستقرار في افغانستان “والا فسنجد انفسنا في حرب مرة اخرى وستستغرق وقتا اطول مما يمكن لاي شخص ان يظن”.

وشدد الشيخ حمد على ان الجهود القطرية هي لمساعدة الافغان للتوصل الى حل سلمي وحل سياسي يمكن ان يقودهم الى نظام ديمقراطي مقبول لدى كل الاطراف او على الارجح اغلبها في افغانستان.

تاريخيا، وبعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قبل الإتحاد السوفييتي  في عام 1992، تردت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانية المتناحرة.

في ربيع عام 1994، شاع خبر اختطاف وأغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية سانج هيسار قرب مدينة قندهار ونما إلى الملا محمد عمر  خبر اختطاف الفتاتين فألف قوة من 30 رجل وسعي مع الرهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة.

فر الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى بلوشستان  الواقعة في الباكستان وعاود الظهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدججا ب 1500 من الرجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مرورا إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفين كقوات  بما يمثل دعما ماديا، عتاديا، وتدريبا من الباكستانيين.

مظاهرة ضد طالبان في بيشاور الباكستانية بسبب ما كبدته الشعب من خسائر في الأرواح

بعد التمكن من السيطرة على قندهار وما حولها، هاجمت طالبان قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد وتمكنت من السيطرة على مدينة هيرات في 5 سبتمبر 1995 . وفي شتاء نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة كابول وأطلقت الصواريخ على المدينة وقطع الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما إستدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين التوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصفوف في مواجهة العدو المشترك طالبان. في 26 سبتمبر 1996 وترك حكمتيار ورباني كابول العاصمة واتجها شمالا وتخليا عنها لتقع في يد طالبان التي تسلمت مقاليد الأمور في العاصمة وأنشأت إمارة أفغانستان الإسلامية.

وإعترفت باكستان بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها السعودية في اليوم التالي وآخر المعترفين في حركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان كان دولة الإمارات العربية المتحدة . وكانت طالبان تتحكم بالسواد الأعظم من أفغانستان باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات “التحالف الشمالي” سيطرتها عليه. لم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هو منظمة الأمم المتحدة التي كانت لا تزال تعد “رباني” رئيسا لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور.

تلقت الحركة دعما لوجيستيا وإنسانيا من السعودية في فترة نشأتها وما بعد تمكن الحركة من الإمساك بزمام الأمور وكانت السعودية وعبر لجانها الخيرية تبعث مليوني دولار سنويا لتمويل جامعتين، 6 مراكز طبية، ورعاية 4000 من الأيتام.

في 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية من أطراف عديدة سحبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات اعترافهما بحكومة طالبان مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان. وفي الشهر التالي، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم استبعاد حركة طالبان من دفة الحكم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات