فاتورة وزير الداخلية

07:07 مساءً السبت 19 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هذا هو وزير الداخلية الخامس بعد الثورة. الأول محمود وجدى، ما زالت تدور حوله الشبهات، ولم يحاسبه أحد، واختار أن يتوارى رغم الكلام الكثير الذى طاله، وما زال يتردد إذا جاء اسمه على الألسنة أو فى بورصة الأخبار، والثانى هو اللواء منصور العيسوى الشهير بـ«منصور ماعندناش»، أو الرجل البركة الذى لم يحاسبه أحد على مجازر ماسبيرو ومحمد محمود، ولم يسأله أحد حتى الآن عن مسئوليته فى تواطؤ غريب تواكبه مطالبات بحقوق الشهداء، ثم يأتى اللواء محمد إبراهيم الأول بطل معركة «البستفة» المستمرة على الهواء مباشرة من مجلس الشعب الإسلامى الذى اكتفى ببستفته لكنه لم يُقله، بل تسابق بعض النواب على التقاط الصور معه، رغم ما كان منهم تجاهه بعد مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها ما يزيد على السبعين شاباً فى عملية وضعت فيها «الداخلية» يدها فى… فى جيبها، وهى تشاهد ما يحدث أمام عينيها، ولم يحاسَب أحد حتى لحظة كتابة هذه السطور، ثم جاء اللواء أحمد جمال الدين من خلفية الأمن العام، بعد ثلاثة وزراء كانوا على المعاش، وينسب للرجل كونه مسئولاً عن «محمد محمود» الأولى، ثم قتل جابر «جيكا»، وحرق مقار الإخوان، ومجزرة الاتحادية، ونعلم علم اليقين أن الرجل لن يُساءَل، وأن سياسته الواضحة التى ارتاحت لها «الداخلية» بأسرها هى أن «الداخلية» لن تدفع أى فواتير سياسية، ولن تكون طرفاً فى صراع سياسى أو يستخدمها أحد فى تصفية حساباته، لكن الواقع لا يقول هذا بالمرة، ولعل فى واقعة حازم صلاح أبوإسماعيل وأنصاره حين دخلوا فى تحدٍّ مع وزارة الداخلية أبلغ رد، ثم ما ردده كثيرون، وما زالوا يرددونه، حول دور «الداخلية» غير المفهوم فى أحداث الاتحادية؛ حيث صفق الجميع لها حين رفضت التدخل وضرب الناس فى يوم، ثم قبلت على نفسها أن تكون أداة فى يد الإخوان فى اليوم التالى، والكلام لشهود عيان موثوق بهم بالمناسبة، وليس للأمر علاقة بالتحليلات أو الهوى السياسى.

الآن نحن أمام وزير داخلية جديد هو محمد إبراهيم الثانى (غير الأولانى خالص)، وإذا كان الأول «حمادة» فهذا «حمادة آخر» تماماً. الأول كان يدين بالولاء للمجلس العسكرى وسط صراع بينه وبين مجلس الشعب والإخوان، والثانى عينه رئيس الجمهورية شخصياً، وكان مسئولاً عن مصلحة السجون، فما الذى نحن مقبلون عليه؟ وهل يتفهم الوزير طبيعة دوره؟ إذا لم يكن اللواء حمادة الثانى يعرف فهذه فرصة لنذكره بالتالى:

1- أمامك التحدى الشهير: الشعب أم السلطة؟ هل تكون وزير داخلية مصر أم وزير داخلية مرسى وجماعته؟

2- أمامك إشكالية الأمن العام الذى لا يزال فى الحضيض، وأمس مثلاً حدث اختطاف لربة منزل تناوب على اغتصابها ستة عاطلين فى شبرا الخيمة، فماذا أنت فاعل؟

3- هل ستطبق القانون على الجميع بمن فيهم الثوار والإخوان، أم سترتعش يدك فى الناحيتين وتخضع لابتزاز اللحظة؟

4- هل تدرك أن طبيعة عملك أعمق بكثير من جولاتك الميدانية لمطاردة الباعة الجائلين، والمرور الذى لم يحسن فيه أحد أى شىء أم ستكتفى بأن تفعل ذلك وأنت سعيد بأرقام الضبطيات والأسلحة المضبوطة والهاربين من الأحكام الذين يقبض عليهم كل يوم وما زال الشارع يعانى؟

5- ماذا ستفعل إدارة إعلامك مع الفيديوهات التى ينشرها نشطاء للعديد من الوقائع، ثم نفاجأ أنكم لم تتخذوا حيالها أى شىء؟ وهل ستكون أشبه بسلفك (لم نعرف حتى الآن ماذا تم مع بلطجية المنطقة الشمالية العسكرية فى الإسكندرية وما إذا كان تم القبض عليهم أصلاً أم لا، وفيديوهاتهم موجودة)؟

أخيراً يا سيادة اللواء حمادة الثانى.. صورتك بالنسبة لنا هى أنك اللواء حمادة بتاع الإخوان، وأنت وحدك مع ضباطك القادر على تأكيد الأمر أو نفيه بأدائك، والأهم من هذا وذاك بما ستفعله يوم 25 يناير الحالى، والذى سيثبت هل أنت «قد الليلة» أم لا، وفى كل الأحوال، اللهم خيب ظنوننا فيك، واللهم اجعلك وزيرا محترما يعوضنا عن ميلة بختنا فى «الداخلية».. «قول آمين».

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات