كل عام وأنتم.. حالمون

07:09 مساءً السبت 19 يناير 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

سأستعيد أحلاما قديمة، لأن الحرص على تكرارها قد يجعلها واقعا ذات يوم، ويناير من العام الجاري يكاد يقترب من نهايته، وفي دفاترنا العتيقة بعض أمنيات نأمل أن نراها، وسترفد المشهد الحضاري لبلدنا أكثر من ساحات التفحيط (وفي رواية أخرى التخميس) المتحمسين جدا لإقامتها.

سأستعيد أولا أحلاما تتعلق بالطفولة..
ولنا الفضل في صدارة نستحقها، حيث لا يأتي ذكر الطفولة إلا وتنبري التصريحات بأننا أولينا أطفال عمان اهتماما كبيرا (وغيرها من التصريحات الرنانة) بينما (قد) يكون البلد الوحيد (عربيا) الذي لا يقدم لأطفاله مجلة خاصة بهم، أو على الأقل إصدارا قصصيا يكون قريبا منهم، بدلا من انتظار ما يكتبه الآخرون من قصص عن هوياتهم وثقافاتهم.
وبعد أن انتهى عام الطفل العماني أتمنى من يجد الشجاعة ليقدم لنا كشف حساب بالذي قدمه هذا العام للطفل، أو أنها مجرد عناوين إعلامية مختومة بالشمع الرسمي؟!
من حقنا أن نطالب بمعلومات عمّا تحقق في ذلك العام حيث جاءت الأوامر بتخصيصه من مجلس الوزراء، ولعلنا مخطئين في تصوراتنا بأنه لم يقدم أحد شيئا، وربما راجع ذلك لضعف في متابعتنا للإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد؟!
لا تقلقوا.. قد نسمع قريبا عن احتفال ضخم لتكريم اللجان المشاركة في فعاليات عام الطفل العماني، حيث الهدايا القيّمة والوجبات الفاخرة.. وربما الشيكات.
أين مسرح الطفل؟ مدينة بلا مسرح مدينة لا روح فيها، خاصة للأطفال وهم يريدون أفقا معرفيا أفضل من الجلوس ساعات طوال أمام الشاشات لمتابعة رسوم متحركة لا تقدم لهم قيما ولا تعلمهم أخلاقا.
وسأستعيد أحلاما متعلقة بالكبار، وهي متعددة..
سأبدأ بالثقافة، ولعله مجلس الوزراء الموقر قادر على توضيح الأسباب التي تجعل مشروع مجمع عمان الثقافي يتنقل الحلم به من عام إلى عام مع أن التصريح به تم منذ سنوات.. قد أمضينا عشرات السنين منذ الإعلان عنه أول مرة..
أين صندوق الزواج الذي أعلن عنه قبل سنتين كدعم للشباب وهو يقبل على بدء حياته الأسرية بأقل الممكن من الديون حيث إن ما يتبقى من راتبه (وسط غلاء المعيشة) سيقتضي منه الانتظار عقودا من السنين، ووجود صندوق للدعم الاجتماعي ضرورة، ولم يعد ترفا، كما كان في السابق.
وأين المراكز الشبابية التي يفترض أن تكون موجودة قبل عقود لأن فكرة الأندية لم تعد تلبي المطالب الثقافية والترفيهية لأنها تلهث وراء كرة القدم، مراكز تعنى بالجوانب الفكرية والعلمية والفنية للشباب، وفي كل ولاية فإن السؤال الدائم والمتكرر (أكثر من مسقط نفسها): أين سيذهب الشباب؟!
المتوفر حاليا: المجمعات التجارية على قلّتها (وتحولت إلى سياحية لإمضاء الوقت فيها بالنسبة للشباب)، وملاعب الكرة (أغلبها ترابية) .. وسهرات لعب الورق، أو قضاء الساعات مع الحواسيب (والشبكة العنكبوتية) والهواتف الذكية..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات