ياللى نازل نازل ليه؟؟

05:31 مساءً الإثنين 21 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هذه هى الذكرى السنوية الثانية للثورة سيحييها كثيرون فى ميدان التحرير، وبعيداً عن طريقة هذا الإحياء، وما إذا كان احتفالياً، أم صدامياً، لم أجد حتى الآن مطالب من هذا النزول.

فى العام الماضى نزل الجميع للميدان يوم 25 يناير، وكانت الذكرى السنوية الأولى للثورة، وقد أحياها الإخوان والسلفيون وقتها بما تيسر من آيات الذكر الحكيم التى راحت تنتشر فى الميدان لتغطى على أى هتافات تهاجم المجلس العسكرى، وراحت العديد من الحلقات النقاشية يعقدها (الإخوة) مع الشباب الموجودين فى الميدان بهدف (لمّ الدور)، والصبر على (جارك السو)، مؤكدين أنهم يريدون رحيل المجلس العسكرى بسرعة، وأن البرلمان سيقول كلمته، ويحكم باسم الثورة، ثم نزل كل هذا الكلام (على فاشوش).

هذا العام مختلف، أصبح الإخوان موضع خصومة بدلاً من أن يتواضعوا ويعيشوا مع الجميع، وصار رئيس الجمهورية موضع انتقاد وسخط الجماعات الثورية حتى تلك التى أيدته، وبدأت رغبات الجميع تتوحد فى النزول، لكن ما لم يقله أحد حتى الآن ما هى مطالب النزول هذه المرة حتى لا نستيقظ على مصائب.

فى الثورة الأصلية كانت المطالب واضحة، وحين تمادى مبارك ونظامه وبلطجيته فى عنادهم وغرورهم، وحَكَمهم غباؤهم بدلاً من أن يتحدثوا بلغة العقل كانت النتيجة هى سقوط نظام مبارك، أما الآن فلا أعرف ما هى المطالب الموحدة التى سيلتف حولها الجميع، حيث تتأرجح بين نوعين من المطالب:

– النوع الأول: مطالب بإسقاط النظام، واحتلال المنشآت بشكل سلمى (إدينى عقلك)، مع إسقاط مرسى (الرئيس المنتخب)، وهى المطالب التى تتوحد تحت شعار (انسف حمامك القديم)، ويقول بعض من ينتهجها (خالتك سلمية ماتت.. انسى الثورة اللى فاتت)، بل، والله على ما أقول شهيد، راحت العديد من الصفحات تعرض طرق صناعة المولوتوف وتكلفته، وهو ما يؤكد وجود مجموعة تسعى للصدام الشديد.

– والنوع الثانى من المطالب أقل حدة، لكنه يهدف إلى إسقاط الدستور الذى استفتى عليه الشعب بعد الاعتراض على بعض مواده، والذى لم يؤخذ فى الحسبان، وبعد (فركشة) مسرحية الحوار الوطنى، وبعد (تراجع) مؤسسة الرئاسة عن وعدها بالنظر فى المواد محل الخلاف، وبالتالى فمطلب هؤلاء هو، تعديل المواد الخلافية المعروفة، أو إسقاط الدستور كله.

والغريب أن هذه المطالب لم تتم صياغتها حتى الآن بشكل واضح ورسمى من قبل القوى المشاركة فى تظاهرات الجمعة المقبل، والتى ستمتد، على ما يبدو، إلى السبت وتتواصل مع رد فعل الألتراس على حكم المحكمة فى قضية بورسعيد، وكلنا بصورة أو بأخرى، نعلم جيداً أن سيناريو مد أجل الحكم لن يكون مجدياً فى هذه الحالة، كما أن أى حكم -أياً كان- لن يرضى على ما يبدو الألتراس، لتتكرر المخاوف والمطالب وربما تنتشر الفوضى.

هناك فئة أخرى لن تصمت، بل أعلنت عن احتفالها بذكرى الثورة أمام بوابات مدينة الإنتاج الإعلامى، لنعود من جديد لوجع دماغ «حازمون» ومسرحيات فرقة أبوإسماعيل المسرحية. كما ستحتفل فى ميدان رابعة العدوية وربما أمام جامعة القاهرة، ليبدو الأمر من جديد وكأننا فى خناقة المتسبب الرئيسى فيها الآن هى مؤسسة الرئاسة التى ما زالت تضرب مثلاً رائعاً فى الفشل وتفجير الأزمات بدلاً من حسن إدارتها واحتوائها.

وأياً كانت النتيجة ستتحملها مؤسسة الرئاسة وحدها، فهى التى أسهمت فى وصولنا إلى هذه الدرجة من الاحتقان حتى ليبدو للجميع أن مصر خلال الأيام القادمة ستشهد توترات جديدة وضحايا جدداً، ولا يسعنا مع ذلك إلا أن ندعو الله أن يخيب ظنوننا، ويهدى الجميع.. جمعااااااء.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات