ما الذى يجعل شركة اتصالات تزيد من ضريبتها، فترفع سعر كروت الشحن الخاصة بها فجأة دون سبب، ودون سابق إنذار؟ ثم ما الذى يجعلها تبرر ذلك بأنه ارتفاع فى الضريبة المفروضة عليها؟.. ، ثم حين تنفى «الضرائب» ذلك يخرج أحد مسئوليها لجعلنا نكشف عن العصافير التى (دقيناها) على قفانا، والفيل الذى ركناه على باب المنزل وهو يقول إن الضريبة لن تؤثر على الدقائق التى ستتضاعف وتتضاعف، ليتضح فى النهاية أن الموضوع مجرد (عرض) عادى وأن الرجل (بيشتغلنا).
عندى سؤال آخر: ما الذى يجعل جهاز تنظيم الاتصالات عاجزاً أمام ما فعلته «فودافون» إلا لو كانت (ماسكة عليه ذلة)؟.ألا تستحق «فودافون» أن تعاقب لأنها بما فعلته دفعت التجار فى الشوارع لرفع قيمة الكروت وأسعارها بالنسبة للشبكات الأخرى، وبالتالى مارست عملية ابتزاز رخيصة للناس ولم تفسر أو تبرر ما فعلته حتى الآن، ولا أعتقد أنها ستخرج لتقول هذه المرة أيضاً إنها أوامر عليا من الرئاسة مثل تلك الأوامر التى بصمت عليها، وهى الشركة العالمية الكبرى، ووافقت بمنتهى الجبن على تنفيذها حين أمرها من أمرها بقطع الخدمة فى ثورة 25 يناير، ولم يقل لنا مسئولوها المتواطئون على ما يبدو هم أيضاً، من الذى (أمرهم) بقطع الخدمة تحديداً حتى (يشيل) الليلة، لتتم طرمخة القضية، وتواصل «فودافون» عملها ولا كأنها كانت من البصمجية الذين قالوا آمين على قطع الخدمة.
حتى أمس كنت أظن أن الأمر مجرد شائعات أو جشع، لكننى توجهت لأقرب فرع من فودافون، ليقابلنى الموظف بابتسامته الآلية ووجهه البارد ويجيب عن استفسارى عن الزيادة بأنها ضريبة، ثم حين قلت له تصريحات المسئولين، قال لى إن «التعليمات عندى كده».
فودافون واتصالات وموبينيل وتى إى داتا، وكل الشركات التى قطعت خدماتها عن الهاتف والإنترنت لتتركنا نموت ونقتل، ولم يكن فيها من يجرؤ على الوقوف ضد سلطة غاشمة برفض ما أمروهم به، لم يحاسبهم أحد، بل على العكس كافأهم الناس بشراء مزيد من الخطوط، وواصلوا هم عروضهم على قفانا، وكله على حساب صاحب المحل، ووصلت هذه الشركات إلى أن تجرأت إحداها ورفعت ضريبتها وأسعارها دون أن تخطر أحداً، وكأن الفوضى امتدت حتى لقطاع الاتصالات، ثم لا يجد الأمر أى تسليط للضوء فى الإعلام بشكل مناسب وملائم ربما خوفاً من إعلان قد تمنعه فودافون عن صحيفة أو قناة، بينما الأساس هو محاسبة المخطئ، وتغور الإعلانات لو جاءت بابتزاز.
فودافون التى تمارس دوراً مجتمعياً، وتشارك فى رعاية العديد من الأحداث، لا تتردد لحظة الآن فى أن تلحس مشاركتها فى مشروعات تنموية بأن تزيد من قيمة كروتها وشحنها 15% دفعة واحدة.
قد يقول أحدهم: طب ما تحول يا أخى لنظام تانى، وإنت مالك يا رخم ده بيزنس بتاع ناس، وقد يزايد كثيرون ويقولون: روحوا اتكلموا على رغيف العيش زى ما بتتكلموا عن كروت الشحن، لكن المبدأ واحد يا سادة.. ، كما أننى لم أتحدث عن زيادة أسعار سجائر أو حشيش، بل عن ملايين يتعاملون مع هذه الشركة، وملايين أخرى ستتأثر حين تقلدها باقى الشركات، ووزارة الاتصالات، وجهاز تنظيم الاتصال ولا هنا، وسلملى على الابتزاز، ولا تنسوا أن تحضروا كام لعيب على كام فنان على كام حملة، لتغطوا (بملايين) على ما تفعلونه، وما سيجلب لكم من مليارات.. وهو ما لا يستقيم معه سوى كلمة واحدة قلتها الآن، ولعلها وصلتكم منى ومن غيرى لأنها لا تصلح للكتابة.. أظن وصلت.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
محمد عبد القوي مصيلحي
15 فبراير, 2013 at 3:28 ص
احترس يا عزيزي من عدد قرائك الذين يثقون برأيك، والعب ليس بقواعد اللعبة المفترضة، بل المفروضة.. ولا تنسى -أيها العزيز – أن الشبكة الرابعة في الطريق، تحمل الميسدات لمصر!
وأنت لن تحب أن تساعد على إهدائها البعض من أصدقائك
دمت بكل الخير، ولك محبتي