أدونيس

في كلمة أمام المؤتمر الدولي السوري في جنيف أكد الشاعر السوري أدونيس أن الأزمة التي تشهدها بلاده منذ قرابة العامين تحولت إلى صراع إقليمي يتخطى فكرة إسقاط نظام الأسد وتحويل سوريا إلى ساحة للصراع الديني والجهاد المتشدد الذي تشارك فيه معسكرات الأصولية في العالم .

وأكد الشاعر الكبير على أحمد سعيد أسبر المعروف بإسم( أدونيس ) أن المسألة العميقة في سوريا لا تنحصر في مجرد تغيير النظام لأن الديكتاتورية ليست مجرد بنية سياسية فحسب ولكنها بنية إجتماعية وثقافية , في الرأس قبل أن تكون في الكرسي , ولابد للثورة السورية إن كانت حقا ثورة حقيقية أن يقترن التغيير السياسي بتغيير المجتمع ثقافيا وإجتماعيا وإداريا .

كانت مواقف أدونيس من ثورات الربيع العربي لاسيما في سوريا قد أثارت إنتقادات كثيرة من مثقفين عرب وسوريين وأنه مازال عند موقفه الرافض تماما للربط بين الدين والسياسة وأنه يقف في صف الديكتاتورية والإستبداد من خلال مقولاته بأن المجتمع لا يتغير بتغير حكامه وأن ذلك مجرد تغيير مسرحي شكلي مالم يترافق مع تغيير جذري في البنى الثقافية والإقتصادية والإجتماعية للشعوب.

كما دعا أدونبس في كلمته أمام المؤتمر الدولي السوري في جنيف إلى المساواة الكاملة بين جميع السوريين دون تمييز بينهم يقوم على أساس الدين أو المنشأ الإجتماعي والإثني السلالي , واالتأسيس علمانيا للديمقراطية ولمدنية الحياة والدولة والمجتمع , وإرساء التعددية وتوطيد حقوق الإنسان وحرياته وفي مقدمتها حرية المرأة من القيود التي تكبلها وإعادة حضورها الإنساني الكامل وألا تكون مجرد آلة للحرث والإنجاب .

ورأى أدونيس صاحب كتاب ( أغاني مهيار الدمشقي) أن الثورة السورية تتكلم بلغة غير إنسانية , لغة الأقلية والأكثرية ولا تلتفت إلى المجتمع الذي يقوم على مبدأ المواطنة فحسب وأعتبر أن ألف باء أي ثورة حقيقية هي الفصل بين مماهو ديني وماهو سياسي وإجتماعي وثقافي للخروج من جحيم النظام العسكري الصاعد والمستبد , وأن عدم وضع هذه الأسس في الإعتبار قبل التغيير يكون إنتقالا من عبودية إلى أخرى ولن تكون هناك ديمقراطية ولا تعددية ولا حقوق ولاحريات.

Tweet