مرسى والمعارضة و«ميس انشراح»

05:56 مساءً الأربعاء 30 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قد يليق مبدأ «الحسنة تخص والسيئة تعم» بـ«ميس انشراح»، مدرسة الأنشطة، وهى تعاقب العيال اللى بتتكلم، لكنه أبداً لا يليق برئيس دولة مثل مصر، وما فعله مرسى من فرض للطوارئ وحظر التجول على مدن القناة يدل على فشل كبير جداً، لا سيما بعد عودة «الصباع» المفترس الذى أنصح الرئيس مرسى بعده، وبعد أدائه الهزيل فى الخطاب الذى ألقاه على مسامعنا أن يستعين فى فريقه الرئاسى بأساتذة من فنون مسرحية أو معهد التمثيل؛ لأن استلهام وتقمص روح السادات كانا بواسطة ممثل فاشل بحق، لا يليق أن يخرج ليلقى خطاباته إذا كانت مكتوبة بهذه الركاكة، وإذا كان أداؤه هو أداء شيخ فى «زاوية» وليس حتى مسجد كبير.

ستسألنى مثل غيرك عن الحل، وسأرد عليك: اطلع من دول يا نمس، ما انت عارف.

ومع ذلك دعنى أصف لك العرض والمرض، ونفكر فى العلاج.

الأعراض: تراجع عن الوعود والتعهدات من الرئيس وجماعته/ عناد من الرئاسة والمعارضة، مع أن السياسة هى «فن الممكن» فى الدنيا كلها، إلا أنها لدينا «فن خزوقة الطرف الآخر»/ بلطجة سياسية من الإخوان المسلمين تشوه حتى ما يريد مرسى أن يفعله، ولتتذكر ما قيل عن الحوار الوطنى السابق قبل عقده، ثم التنصل منه واعتباره غير ملزم أصلاً بعد انتهائه على ركاكة ما وصل إليه ليبدو أمام الجميع أن مرسى «الرئيس» أضعف بكثير من «جماعته» فى أقوى أدوار الريس حنفى/ رغبة قوية فى الاشتباك من الجميع فى كل المناسبات ودون أى مناسبة، ولتراجع من فضلك الرسائل الإلكترونية ودعوات العنف التى سبقت ذكرى الثورة الثانية، وحالة الشحن والتعبئة لإسقاط النظام، التى لم تتوقف المعارضة ولو للحظة لإدانتها، بل تشجيع على العنف من قوى ثورية ستلتهم وتخون أى تعامل (ولو قانونيا) مع هذا العنف، ومعارضة تنتظر الانقضاض على النظام وإملاء شروطها عليه فى لحظة ضعفه.

المرض: فشل كامل فى إدارة الأزمة، وتهتك فى العلاقة بين المواطن وبلده، وبين كل أطراف العملية السياسية.

العلاج: باختصار.. وللجميع: اختشوا شوية.

– على الرئاسة أن «تقدم السبت» الذى لم تقدمه من قبل لكى تجد «الأحد» أمامها؛ فعلى الرغم من كل شىء تبدو مطالب المعارضة لحضور الحوار شرعية ومنطقية وثابتة، منذ الكلام عنها لأول مرة قبل شهرين كاملين، كما أن الرئاسة ملزمة بإعادة العلاقات وسحب الطوارئ وحظر التجول من مدن القناة، فمن العار أن يعادى الرئيس مدن القناة، ومن العار أن تتستر هذه المدن الباسلة على أى مخرب أو بلطجى.

– على المعارضة أن تدرك أن الحوار يعنى حواراً حقيقياً، وليس الدخول لطاولة التفاوض والحوار بتصور مسبق إن لم يتحقق قلبنا الطاولة، ولهذا فتنازل الرئاسة وإعطاؤها بوادر حسن النية يجب أن يقابَل من المعارضة بالمثل، والعكس صحيح.

– على الإخوان والسلفيين أن يتمسكوا بضبط النفس الذى انتهجوه طيلة الأيام السابقة، والذى يحسدون عليه، ويستحقون الشكر والتحية، رغم عبثية ما يفعله حزب الحرية والعدالة الذى نظم حفلة لدوللى شاهين، ودورة فى الـ«بلاى استيشن»، ودورة أخرى فى صناعة الحلويات.. ناس عسل عسل بصراحة.

– على الجميع أن يطلق يد القانون على الجميع.. فلا تعاطف مع كل من يستخدم العنف، ولا تبرير له، أو تضامن معه، بشرط أن يعامل بالقانون وليس بالعنف وفتح النار على الجميع.

– على كل الأطراف أن تدرك خطورة دخول طرف جديد فى المعادلة وهو الطرف الذى «زهق» و«قرف» من الجميع بحكومة على معارضة على رئاسة على إخوان على ليبراليين على ثورة، فهؤلاء هم حطب الثورة المقبلة التى لن يقف أمامها أحد أياً ما كان.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات