تشتهر اليابان بميلها لكل ما هو غريب ولكن هناك مطعم تخطى كل التوقعات. المطعم الفرنسي “Ne Quittez Pas” هو مطعم في حي جوتاندا الياباني، وقد قدم مؤخراً طبق جديد أثار الدهشة. مقابل 110 دولار لكل شخص يمكن أن تتناول مجموعة مأكولات تتضمن جميعها نفس المكون: التراب.

والمثير للدهشة أن المطعم مشهور جداً لدرجة أنه يجب أن تحجز قبلها بأسبوع لكي تستطيع ان تجد مكاناً به. ويقال أن الطعام جيد جداً و جديد، وهذا ربما بسبب ما قاله الشيف، توشيو تانابي، بأنه يستخدم أفضل الأتربة فقط. ويشتري المطعم إحتياجاته من شركة “Protoleaf” وهي شركة معروفة تقوم بصنع أسمدة عضوية تستخدم فيها قشور جوز الهند المستوردة من الهند و سريلانكا و تقوم بتجربة أكلاتها قبل تقديمها.

وبالطبع فأن أكل التراب ليس شيئاً جديداً، فهذه الظاهرة تدعى “geophagy” وهي تعني حرفياً أكل التراب، وهي معروفة منذ قرون، و تشتهر بعض المناطق بان النساء الحوامل يأكلن فيها التراب. وطبقاً لـ “New York Times ” فأن أكل التراب قد يساعد على تقوية المناعة.

ولكن رغم ذلك يظل العديد من الخبراء متشككين بخصوص هذا الأمر، فتقول الخبيرة الغذائية ريبيكا سكرايتشفيلد، بأن التراب أصلاً ليس مادة للإستهلاك الأدمي لذلك من الصعب معرفة تأثيره على كل شخص.

وقد قام موقع أسيوي يدعى “RocketNews24” بتجربة وجبات المطعم المكونة من التراب،

أولها كان الحساء المكون من البطاطس و التراب ويعلقون عليه قائلين، “بدا داكن اللون جداً فبدا واضحاً تأثير التراب على الحساء. وقد تم تقديم الحساء في كوب وقد وضعوا أعلاه شريحة داكنة من نبات الكمأة. وقد نصحونا بأن نتذوق النبات أولاً ثم نقوم بتجربة الحساء. وكان طعمه مذهلاً. لم نلحظ نكهة التراب على الإطلاق فقط حساء لذيذ بنكهة بطاطس واضحة فيه”.

الطبق التالي كان عبارة عن سلطة خضراوات بصلصة التراب، وكان الطبق مكوناً من خضراوات مثل الطماطم، الباذنجان، واللفت، وكان مٌزين بصلصة مكونة من التراب وبودرة الفشار المطحون. و تعليقهم كان “المفاجأة أن طعم التراب لم يكن بادياً كذلك في هذا الطبق، ولكن الخضراوات كانت لذيذة جداً. طعم الطماطم كان متوازن جداً و طعم الباذنجان لم يتأثر بشيه و لم يكتسب أي مرارة”.

الطبق التالي كان اسمه “معادن البحر و معادن الأرض” و كان عبارة عن طبقين أحدهما مكون من محار شرقي مع طبقة عليا من الرواسب والأخر مكون من جذور أحد النباتات مع أرز التراب و قطعة من سمك القاروص المقلية. والمميز أن بدت الوجبات و كأنها لا تمت للتراب بصلة، مما بدا غريباً.

أما بالنسبة للحلوى، فقد تناولوا أيس كريم التراب و حلوى جيلي التراب كذلك، وقد ظهر التناقض في الطعم بين الحلويات التي كان طعمها حلو جداً مقارنة بالأطباق المعتدلة التي سبقتها. و أنهوا الوجبة الغريبة بشاي التراب بالنعناع الذي بدا للوهلة الولى و كأنه ماء بالطين و لكنه علقوا أن طعم النعناع كان “رائع و منعش”.

وقد أضاف الشيف المسئول عن الوجبة أن ليست الأتربة المستخدمة كلها من نوع واحد، فكلها تتم معالجتها بطريقة معينة و إضافة بعض المكونات لها التي تلائم كل طبق.

Tweet