التحديات الجديدة والفرص المتنامية أمام وزراء خارجية الدول الاسلامية بالقاهرة

12:27 مساءً الثلاثاء 5 فبراير 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

القاهرة: كتب عماد الأزرق:

بحث وزراء خارجية الدول الاسلامية “التحديات الجديدة والفرص المتنامية” التي تواجه العالم الاسلامي ، وأهم الموضوعات المتعلقة بالتصدي لتلك التحديات وسبل الاستفادة من الفرص المتاحة.

وناقش وزراء خارجية الدول الاسلامية في اجتماعاتهم التي بدأت بالقاهرة أمس (الاثنين) وتستمر اليوم الثلاثاء ، عدة موضوعات، من بينها الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والاوضاع في سوريا ومالي، وقضية الاسلاموفوبيا والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدان الاسلامية .

وتأتي اجتماعات وزراء خارجية الدول الاسلامية الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في اطار التحضير للقمة الاسلامية الثانية عشرة المقررة بالقاهرة يومي الاربعاء والخميس المقبلين.

وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في كلمة افتتاحية إن اجتماعات اليوم التي تعقد تحت عنوان “العالم الاسلامى .. تحديات جديدة وفرص متنامية” تسلط الضوء على التحديات التي تواجهنا في زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسي اشتعالا والتحديات الاقتصادية ضراوة .

واعرب عمرو عن تطلعه الى ” ان تفضي المناقشات (..) إلى صياغة افكار مشتركة تعزز جهودنا الرامية الى تأكيد حقيقة انه ليس هناك تعارضا بين الاسلام ومؤسسات الدولة الحديثة، ونبذ الصورة السلبية للدين الاسلامي وللمجتمعات الاسلامية في خارجها ، ورفع المعاناة التي تواجهها الجاليات المسلمة في دول عديدة جراء تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا ومظاهر التمييز الاخرى ” .

كما عبر عن تطلع بلاده الى العمل مع الدول الاسلامية لوضع حد للمأساة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري، مبديا “ثقته في قدرة الدول الاسلامية على الخروج بقرارات محددة تلبي تطلعات هذا الشعب العظيم، وتحفظ وحدة وسلامة اراضيه ونسيجه الوطني ومقدساته وتراثه الديني والثقافي”.

وقال إن مصر خصصت جلسة خاصة ليتم التداول فيها من جانب قادة الدول الاسلامية حول الخيارات المتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الاسرائيلية والتصدى لمحاولات تهويد القدس المحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، انطلاقا من الالتزام بمساندة الفلسطينيين.

بدوره، أكد أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن القمة الإسلامية التي تعقد بالقاهرة يومي الأربعاء والخميس القادمين تكتسب أهمية خاصة لأنها تعقد في ظروف استثنائية وفي ظل تحديات هائلة يتعرض لها العالم الإسلامي ، معتبرا أن الفترة التي يمر بها العالم الإسلامي هي من أدق الفترات منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.

وقال أوغلي، إن الميثاق الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي والخطة العشرية التي وضعتها المنظمة هما خير وسيلة لتجاوز الأزمة الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي.

وأضاف أن التعاون الاقتصادي والسياسي سيساعدنا في الخروج من هذه الأزمات ، مشيرا إلى وجود عوامل داخلية وخارجية وراء هذه الأزمات.

وطالب القمة بتبني استراتيجيات واضحة لدعم فلسطين والقدس والعمل على رفع الحصار عن غزة ، موضحا أنه سوف يكون هناك في اليوم الأول للقمة جلسة خاصة لمناقشة موضوع الاستيطان.

وأشار أوغلي إلى أن “الوضع في مالي والساحل الإفريقي مثار قلقنا جميعا لما يمثله من زعزعة للاستقرار في المنطقة”، معربا عن دعم المنظمة لجهود الحكومة الانتقالية الرسمية في مالي لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة.

وشدد على ضرورة خروج القمة بموقف موحد لرفع المعاناة عن الشعب السوري ، مشيرا كذلك إلى المشكلات العديدة التي تعاني منها عدد من الدول الإسلامية وتتعامل معها المنظمة مثل أفغانستان والصومال ومشكلات الأقليات المسلمة في ميانمار وجنوب تايلاند والفلبين.

ولفت إلى أن هناك ظاهرتين خطيرتين يجب التعامل معهما، الأولى هي “الإسلاموفوبيا” التي تمثل تحديا للعالم الإسلامي من خارجه، مشيرا إلى أن المنظمة بذلت جهودا كثيرة في هذا الصدد.

وأضاف أن الاقتراحات التي قدمها في المجلس الدولي لحقوق الإنسان ، قبلت كأساس لقرار دولي بشأن هذه القضية، وبهذا انتهت المواجهة بيننا وبين الدول الغربية في هذا الشأن ، والمرحلة الحالية نتجه نحو تطبيق هذه القرارات ، وتحولت المواجهة إلى تنسيق المواقف مثلما حدث في اجتماع اسطنبول .

وأوضح أن الظاهرة الثانية هي التطرف والجنوح واللجوء للعنف باسم الدين ، مشيرا إلى أن الحل للتعامل مع هذه الظاهرة هو الخطة العشرية التي قررتها قمة مكة في عام 2005 ، التي كرست للأفكار الوسطية.

ونوه باتساع الأنشطة الاقتصادية للمنظمة، وكذلك في المجال العلمي والثقافي ، وتابع قائلا “لقد أصبحت المنظمة شريكا فاعلا في المحافل الدولية ، ولاعبا مهما لحل قضايا العالم الإسلامي”.

ويشارك بقمة القاهرة نحو 26 رئيس دولة، من بينهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي سيكون اول رئيس ايراني يزور مصر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في العام 1979.

وتعد القمة الاسلامية المقبلة هي الاولى التي تستضيفها مصر منذ تأسيس منظمة التعاون الاسلامي في العام 1969، وكذلك هي اول ملتقى دولي على مستوى قادة الدول في القاهرة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير التي اطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.

من جانبه، أكد وزير خارجية السنغال مانكور ناداي أن رئاسة بلاده للدورة الـ11 لمنظمة التعاون الإسلامى ، واجهت العديد من التحديات لإصلاح المنظمة ومحاربة الفقر ، وزيادة التجارة البينية بين الدول الأعضاء ونشر الثقافة المشتركة.

واستعرض ناداي الجهود التى بذلتها بلاده، رئيس الدورة المنقضية، خلال السنوات الثلاث الماضية لتنفيذ التوجهات الجديدة للقمة الإسلامية التى تم تحديدها فى قمة داكار والتى تبنت ميثاقا جديدا للمنظمة.

ونوه إلى أن المنظمة تواجه تحديات مهمة تتمثل فى “الإسلاموفوبيا” والإرهاب ويجب على الدول الأعضاء فى المنظمة أن تنطلق فى هذا الطريق لمواجهة كافة التحديات خاصة ما تتعرض له مالي حاليا.

وفيما يتعلق بالأزمة فى مالى، دعا ناداى القمة الإسلامية إلى اتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها أن تعيد الوحدة الإقليمية إلى مالي وتؤكد تضامن الدول الأعضاء مع مالى ، معربا عن أمله في أن تستعيد مالي الأقاليم الشمالية ومواجهة القوى الإجرامية .

وحول الأزمة السورية، قال ناداي إن أعضاء المنظمة يبحثون عن إيجاد تسوية للقضية السورية ويسعون إلى توفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين عن طريق مساعدة الدول المضيفة لهم .

يشار إلى أن مصادر دبلوماسية، ذكرت لوكالة أنباء (شينخوا) أن وزير خارجية تركيا أحمد داوود أغلو دعا خلال مداخلة له في جلسة مغلقة اليوم، إلي دعم الطلب التركي لاستضافة القمة الاسلامية الثالثة عشرة والتي ستعقد في عام 2016، خاصة ان بلده لم تحظ باستضافة آية قمة إسلامية منذ نشأت المنظمة فى أعقاب حريق الأقصى عام 1969.

وتضم منظمة التعاون الاسلامي 56 دولة، وتتخذ من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقرا لأمانتها العامة، وتعقد آلية القمة اجتماعاتها كل ثلاث سنوات.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات