النمو المشترك: الوصفة السحرية الكورية لبناء العالم

06:10 مساءً الثلاثاء 5 فبراير 2013
لي سانج كي Lee Sang-ki

لي سانج كي Lee Sang-ki

مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كلما اقترح البروفيسور تشونغ أون تشان نخبًا، فهو يقول “دونجبان” (ومعناها: لنتشارك). واستجابة له يرد الجمهور “سيونج جانج” (وهي تعني: النمو).

وهكذا ظل النمو المشترك القاسم المشترك الدائم منذ أصبح تشونغ أون تشان رئيس الوزراء الكوري السابق ورئيس جامعة سيول الوطنية أول رئيس للجنة المشتركة لنمو الشركات الكبيرة والصغيرة. وقد يُعرِّف الاقتصاديون والمؤرخون ورجال الأعمال التجارية الصغيرة في المستقبل النمو المشترك الذي تشكل كمفهوم حديث في بواكير القرن 21 بأنه:

“المنفعة للجميع من أجل النمو المشترك سواء للشركات الكبرى أو الصغرى التي بدأها رئيس جامعة سول الوطنية تشونغ أون ـ تشان، ليجمع خبرة بحثية اقتصادية قوامها 40 سنة، بالرغم من كل الانتقادات، وهو الذي ترشح مرة لرئاسة كوريا الجنوبية من قبل القوى السياسية الليبرالية، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للوزراء من قبل الرئيس المحافظ لي ميونغ  ـ باك.

 نشر السيد تشونغ مؤخرا كتابه (Shared Growth: A Choice for the Future) مشاركة النمو: اختيار المستقبل، وهو دراسة تقدم ما يعتقد انه بدائل حالية ومستقبلية، يقول: “يمكننا أن نصل إلى المزيد ما دمنا نسير جنبا إلى جنب.” النمو المشترك هو الخطوة الأولى نحو رحلة جماعية جميلة تعني حرفيا “النمو معا.”

أصبح البروفيسور تشونغ أون تشان رئيسًا لمعهد النمو المشترك الذي أنشئ  في يونيو 2012، بعد أن أمضى فترة 16 شهرا كرئيس للجنة المشتركة لنمو الشركات الكبيرة والصغيرة. فيما يتعلق بتلك المرحلة يقول البروفيسور في كتابه: “اضطررت بنفسي إلى الوقوف وحيدًا في وجه رجال الأعمال لأن النمو المشترك يتطلب تغييرا جذريا في عقلية رجال الأعمال التي تحكم، ولذلك أود أن أهدي هذا الكتاب إلى مقاولي الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، ومشغلي الأعمال الصغيرة وأفراد أسرهم “.

 علا صوته منتقدًا بحدة ما يسمى بعملية “الديمقراطية الاقتصادية” وقدم في المرحلة الأخيرة من الحملة الرئاسية الأخيرة من قبل مرشحي الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة. يقول البروفيسور تشونغ أون تشان:

 “قد يقتصر التحول الديمقراطي الاقتصادي  لحزب الجبهة الجديدة الحاكم على أمور تجبر التكتلات الكبيرة على الالتزام بقواعد التجارة العادلة في الحفاظ على الوضع الراهن للعلاقة الحالية بين الشركات الكبرى والصغرى. وسيكون ذلك بمثابة القول إن ملاكمين أحدهما من وزن الذبابة والآخر من الوزن الثقيل يقاتل أحدهما الآخر على حلبة الملاكمة، بغض النظر عن حدود الوزن. ليس من العدل أن نقول لهم “نريد قتالا عادلا! ممنوع الركل! لا تخالفوا القواعد”،

 “دمقرطة الاقتصاد عند الحزب الليبرالي تبدو كأن هناك يدًا توضع على رجال الأعمال، النية  في إصلاح رجال الأعمال موجودة لكن خريطة الطريق للوصول الى الهدف لا تزال غير ملموسة. هدفنا ليس فقط إصلاح قطاع رجال الأعمال ولكننا نريد ديمقراطية اقتصادية شاملة من خلال النمو المشترك. نأمل جميعا أن نصعد معا بشكل جيد، ولسنا ننوي أن نجعل الأغنياء فقراء.”

يؤكد البروفيسور على أن النمو لا ينبغي أن يقتصر على المجال الاقتصادي. ويعطي مثالا على نموذج النمو المشترك، وهو “نسق أو نظام اختياري للتوازن الإقليمي” قدمه في عام 2005 عندما كان رئيسًا لجامعة سيول الوطنية. في هذا النظام، فإن عدد المدارس الثانوية التي تقدم أكثر من مترشح ناجح قد ارتفع من 700 إلى ألف. ما يكمن وراء الفكرة هو أن التجارب غير المباشرة تتم من خلال تبادل المناطق المتنوعة ، والبيئات المختلفة والسلوك المتباين الذي يثري من إبداع الطلاب.

هناك مثال آخر: مجمع كيسونغ الصناعي الذي أنشئ بالتعاون بين الكوريتين جنوبا وشمالا يمكن أن يكون نموذجا جيدا للنمو المشترك، حيث يعتقد السيد تشونغ أن هذا المجمع لا يقتصر فقط على كونه فرصة جيدة لتنشيط الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ولكنه أيضا يجسد فكرة التعاون المشترك للإنتاج الذي يخفف من حدة الصراعات بين الجنوب والشمال. ويمكن في هذا المعنى، للعديد من الكوريين أن يقوموا بزيارة سور الصين العظيم وللعديد من الصينيين أن يزوروا جزيرة جيجو وأن تكون ههذ الزيارات إحدى طرق النمو المشترك. كذلك فإن الأنشطة الخيرية وتبرعات الأثرياء مثل وارن بوفيه Warren Buffet ، وبيل غيتس Bill Gates، وعائلة تشوي Choi  الشهيرة الغنية في كيونغ، أن يكونوا جميعًا جزءًا من النمو المشترك. إن حملة الذهب في ظل حكومة كيم داي ـ جونج تمثل الأمر نفسه.

السيد تشونغ الذي وهب 40 عاما من حياته لدراسة الاقتصاد في الجامعة يقول لطلابه:

“قد تصرخ ضد ارتفاع الرسوم الدراسية ويكون ذلك مصدر قلق آنيا. ولكن في الوقت نفسه يحتاج الطالب إلى النظر في الأسباب الأساسية ليسأل عن سبب ذهاب هذا العدد الكبير من الطلاب إلى الكلية مرارا وخارج مدنهم؟ لماذا يتحملون عبء دفع  880 ألف وون (العملة الكورية) دون ضمان وظائف لائقة؟ لماذا ترتفع بشكل متواصل ديون الأسر؟ هذه هي الطريقة التي نكتشف بها مفتاح حل المشكلة. “

في الختام أود أن نتشارك مع قرائنا مقتطفين ملهمين من هذا الكتاب:

 “يمكنني أن أفعل ما لا يمكنك القيام به، ويمكنك أن تفعل ما لا أستطيع أن أؤديه. معا يمكننا أن نفعل شيئا جميلا من أجل الله. “(الأم تيريزا)

 “إذا كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلنا هاتين التفاحتين فإن كلا منا سيظل لديه تفاحة واحدة. ولكن إذا كانت لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هاتين الفكرتين، فعندها ستكون لدى كل منا  فكرتان. “(جورج برنارد شو).

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات