مرسي مستقبلا نجاد

تناقلت أخبار العالم صور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في زيارته الأولى لمصر حيث أنه أول رئيس إيراني يزور مصر بعد أن قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر عام 1979 بعد أن وقع الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات معاهدة السلام مع اسرائيل .

وقد وصل الرئيس الإيرني إلى مصر يوم الثلاثاء 5 فبراير / شباط 2013  للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي الثانية عشر بإعتبار الجمهورية الإسلامية الرئيس الحالي لحركة عدم الإنحياز وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد حضر المؤتمر الأخير الذي عقد في طهران في 30 اغسسطس / آب 2012 بعد أن بدأ الإنفتاح النسبي بين البلدين بعد ثورة يناير / كانون الثاني 2011 ولا شك أن الإنفتاح المصري الإيراني يمثل إنتصارا معنويا كبيرا لإيران في وقت تزداد فيه عزلتها تحت وطأة العقوبات الأوربية الأمريكية كما أنه في نفس الوقت رسالة من مصر للولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولي ولدول الخليج العربية بأن مصر لها شركاء آخرين في المنطقة .

وبالرغم من الخلافات المتعددة  بين مصر و إيران بدءا من الخلاف السني الشيعي حيث تعتبر إيران أكبر دولة إسلامية شيعية وبالرغم من الخلاف بينهما حول الملف السوري فإيران تقف مع بشار الأسد ومصر تقف مع الشعب السوري إلا أن الترحيب بالرئيس الإيراني كان واضحا و قد قام الرئيس أحمدي نجاد بزيارة للأزهر الشريف والتقى بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كما قام بزيارة ضريح الإمام الحسين و مسجد السيدة زينب رضي الله عنهما .

وقد حذر أهل السنة من المد الشيعي لإيران في مصر منذ عشرات السنين ومازالوا يحذرون من ذلك وقد تناقلت أخبار العالم صور أحمدي نجاد وهو يرفع شارة النصر في الأزهر ولكن بعيدا عن المذاهب الإسلامية فيبدو أن أهداف نجاد من زيارة مصر هي إعادة العلاقات بين البلدين وتسهيل التنقل بينهما حيث أعلن عن إلغاء تأشيرات دخول المصريين إلى إيران والمزيد من التعاون الإقتصادي وربما العسكري وكسر الجمود في العلاقات العربية الإيرانية .

كما أن مصر يمكنها أن تلعب بالورقة الإيرانية في مواجهة دول الخليج التي كان موقفها من إستلام الإخوان للحكم في مصر مترددا ومعارضا في بعض الأحيان حيث تلوح مصر للخليج بالتفاهم مع إيران كرد على موقف دول الخليج منها كما أنها في نفس الوقت رسالة للولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل بأن هناك بدائل عن علاقات مصر معهما .

والرئيس محمود أحمدى نجاد من مواليد عام 1956 و درس الهندسة المدنية بجامعة إيران و حصل على الدكتوراه في هندسة النقل و التخطيط عام 1997 و كان حاكما لمحافظة أردبيل في شمال غرب إيران و تم إنتخابه لفترة رئاسته الأولى عام 2005 ويقال أنه عند وصوله لمقعد الرئاسة عقد أول اجتماع لحكومته في ضريح الإمام علي موسى الرضا الإمام الثامن من أئمة الشيعة في مدينة مشهد. وقد أعيد إنتخابه لفترة رئاسية جديدة عام 2009

Tweet