التشكيلية اللبنانية رندى خير الله: الإنترنت علمني الرسم

09:16 صباحًا الإثنين 18 مارس 2013
غنى حليق

غنى حليق

كاتبة وصحفية من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رندى خير الله سيدة أحبت الرسم منذ صغرها، وكانت تحلم دائماً بأن تصبح رسامة ماهرة تجيد رسم الوجوه والمناظر الطبيعية الجميلة، إلا أن الظروف الحياتية والعائلية منعتها من تحقيق هذا الحلم. فالزواج والانجاب وتربية الأولاد ورعايتهم سرقوا كل وقتها، ولكنهم لم يستطيعوا سرقة حلمها الذي بقي يراودها حتى كبر أولادها وباتوا مستقلين. في هذه الفترة بالذات استغلت رندى الفرصة وتعلمت الرسم عبر الأنترنت وأصبحت رسامة موهوبة تعرض في مختلف صالونات لبنان ومعارضه.التقينا الرسامة رندى وحاورناها في مختلف  التفاصيل التي ساعدتها على تحقيق حلمها وحولتها من سيدة منزل إلى رسامة.

تقول رندى أنها كانت تحب الرسم منذ صغرها، ولكنها لم تنمِّي هذه الهواية لأنها تزوجت باكراً  وسافرت مع عائلتها إلى السعودية. هناك شعرت بوحدة كبيرة وخصوصاً بعدما كبر أولادها وباتوا مستقلين. ففكرت بطريقة تمكنها الاستفادة من وقتها خلال وجودها في المنزل. في البداية  درست هندسة الديكور الداخلي بالمراسلة مع معهد في الولايات المتحدة الاميركية، وحصلت على شهادة رسمية منه. وبعدها بدأت ترسم، وتقرأ في كتب الرسم، وتحاول تعلم الرسم بمفردها.

صيدا، لبنان، بريشة رندى خير الله

ولما كان الانترنت الوسيلة الاقرب والأسهل بالنسبة لها، حولته إلى إستاذها ومرشدها، وباتت تفتح كل مواقع تعليم الرسم وتقرأها بتمعن وشغف، وتشاهد كيفية رسم الوجوه والمناظر الطبيعية، وتتعلم أهم التقنيات الفنية الموجودة فيه. تقول رندى عن هذه الفترة:”لم أتعلّم في معاهد للرسم بل كنت أشتري كتبا كثيرة حول تقنيات الرسم والألوان ، وأتلقفها بشغف، وأشاهد أفلاماً لتعليم الرسم وأراقب أدق التفاصيل فيها، وهذا ما أغنى خبرتي بالرسم، بالإضافة إلى أنني تعرفت على فنانين وأساتذة أجانب من بريطانيا وأميركا عبر الأنترنت، وكانوا يوجهوني، وكذلك ينتقدون أعمالي بطريقة بناءة. تبادلت معهم عدة لوحات فنية ومن ضمنها بورتريهات شخصية وأنا مازلت على تواصل معهم حتى اليوم.”

تعلّمت رندى جميع تقنيات الرسم من فحم وألوان زيتية ومائية ورسم على الزجاج والخشب وغيرها من فنون الرسم وكل ذلك عبر الأنترنت، وهي ما تزال حتى اليوم تتابع وتدرس كل جديد في عالم الرسم  وفي تركيب الألوان والنظريات الهندسية التي تطوِّر فنها وتحولها من هاوية إلى فنانة محترفة.

وترى رندى أنه ليس من السهل تعلم الرسم بعيداً عن المعاهد والمدارس والأساتذة المختصين، ولكن من يحب التعلّم لا بد له أن يجتهد ويثابر حتى يصل إلى هدفه. ” من يحب تعلم شيء عليه إتباع جميع الطرق كي يتقنه، وهذا ما حصل معي “.

تعترف رندى اليوم بالفارق ما بين اللوحات التي كانت ترسمها في الماضي ولوحات اليوم ، وتقول  لكل مرحلة من مراحل تطورها ذكرياتها وطابعها الخاص، فهي عندما كانت هاوية كانت ترى لوحاتها جميلة ومكتملة ، ولكن عندما تنظر إليها اليوم تكتشف الثغرات والاخطاء الموجودة فيها والتي لم تكن تراها في سابقاً .

تحب رندى الأسلوب الكلاسيكي في الرسم كما تفضل الرسم بالألوان الزيتية ، علماً أنها جربت وإختبرت جميع مدارس الرسم وأنواعه ومواده.  “الألوان الزيتية تغريني وتشدني وتجعلني أتماهى معها، كما يستهويني رسم الوجوه وأدق التفاصيل الموجودة فيها. تعلمت رسم الوجوه عبر الانترنت ، وهذا الباب كان واسعاً جداً ويحتاج إلى الكثير من الوقت والقراءة والمشاهدة “.

 رندى اليوم تمضي ما يقارب العشر ساعات يومياً في الرسم، فهي متفرغة لهوايتها كلياً ولم يعد يشغلها شيئ ليبعدها عنها كما كان يحصل معها في الماضي :”كبر أبنائي، وبات عندي الوقت الكافي لنفسي وللرسم وهذا ما كنت أحلم به منذ زمن طويل. أشعر اليوم بالمتعة عندما أحمل الريشة وأمزج الألوان و تنساب في نقاء اللوحة “.

وعن مشاركتها في المعارض تقول :”شاركت في عدة معارض في لبنان، كما شاركت في أحد المعارض في القاهرة، ونالت لوحاتي إعجاب الجمهور ورواد المعارض. أطمح للمشاركة في المعارض الكبيرة ،في لبنان وفي الخارج وآمل بأن تتحق هذه الأمنية قريباً .

ريما، بورتريه للفنان رندى خير الله

ترى رندى في الانترنت أنه الوسيلة الفضلى للتواصل والتعلم واكتشاف كل ما يجري في العالم، كما ترى في (الفيس بوك)أنه الملتقى الذي يجمع كل الناس ويجعلم يتبادلون آراءهم وخبراتهم ، وهي تحب التواصل عبره مع الفنانين والأصدقاء وتعتبره أهم وسيلة إنتشار ولقاء للفنانين وغيرهم  من المبدعين.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات