الأكراد وأحلام الدولة

12:53 مساءً الثلاثاء 19 مارس 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم تشكل كردستان وهي الموطن الأساسي للأكراد بلدا مستقلا ذا حدود سياسية معينة في يوم من الأيام على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس عرقا وكلمة كردستان لا يعترف بها قانونيا أو دوليا ولا تستعمل رسميا إلا في إيران وتتوزع كردستان بصورة رئيسية في ثلاث دول هي العراق وإيران وتركيا ويعتنق الأكراد الإسلام بأغلبية ساحقة.

وتعتبر اللغة الكردية من اللغات الغنية باللهجات المختلطة وهي تنتمي إلى فرع اللغات الإيرانية والتي تنتمي بدورها إلى مجموعة اللغات الهندوأوربية ومعظم الأكراد يستطيعون التكلم بلغات الأقوام المجاورة لهم مثل العربية والتركية والفارسية كلغة ثانية .

ويشكل الأكراد في تركيا 56% من مجموع الأكراد في العالم و20% من مجموع السكان في تركيا يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا وبعد سقوط الخلافة العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة والثقافة التركية وكان من نتائج هذا منع الأكراد من ممارسة لغاتهم ومن تشكيل أحزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية يعتبر عملا جنائيا حتى عام 1991

أكراد يتظاهرون في هلسنكي

وقد قوبلت محاولات لمسح الإنتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقاموا بإنتفاضة شاملة في محاولة لإنتزاع حقوقهم ولكن فشلت المحاولة وإستمرت المحاولات على مر التاريخ.

ولكن الإهتمام العالمي بأكراد تركيا ازداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات من القرن الماضي مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك (تورجوت أوزال) ولأول مرة بأن يستعمل رسميا كلمة الأكراد التي كان محظور إستخدامها قبل ذلك .

وقد تأسس حزب العمال الكردستاني PKK في نوفمبر / تشرين الثاني 1978 وهو حزب كردي يساري مسلح ذو توجهات قومية كردية هدفه إنشاء ما يطلق عليه الحزب : دولة كردستان المستقلة وتم تعيين عبد الله أوجلان رئيسا له عند تأسيسه .

وشهد عقد الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي أكثر فترات الصراع دموية بين الأكراد والجيش التركي فقد قام الجيش التركي بتعقب المسلحين وأتهم بتدمير الآلاف من القرى الكردية .

وقد تم إعتقال زعيم الحزب عبد الله أوجلان بنيروبي يوم 15 فبراير/ شباط عام 1999 بعد 15 سنة من العمل العسكري المسلح وحكم عليه بالإعدام في يونيو / حزيران من نفس السنة وقد خفف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد بجزيرة صغيرة في بحر مرمرة وقد تم تعيين عثمان أوجلان الأخ الأصغر لعبد الله أوجلان قائدا للحزب .

أعلن حزب العمال الكردستاني بعد إعتقال رئيسه عبد الله أوجلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في سبتمبر / أيلول عام 1999 غير أن هذا الإعلان لم يصمد كما أن رئيس الحزب الجديد عثمان أوجلان انشق عنه مشكلا حزب الوطنيين الديمقراطيين الكرد ذا التوجه القومي والمتبني النهج السلمي لحل القضية الكردية .

ومنذ يونيو / حزيران عام 2004 عاد الوضع العسكري في منطقة كردستان تركيا للتأزم بعد خمسة أعوام من الهدوء النسبي .

ثم حدثت أن بدأت مسيرة للمفاوضات بين تركيا و عبد الله أوجلان الزعيم الكردي المسجون بعد زيارة وفد برلماني من حزب السلام والديمقراطية الكردي له في السجن قدم خلالها أوجلان خطة لحل مشكلة الأكراد في تركيا بالطرق السلمية وتعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالسماح للمقاتلين الأكراد (التائبين) بمغادرة تركيا بكل حرية اذا هم ألقوا السلاح ومقابل ذلك أن الجيش التركي مصمم على مواصلة مقاتلة الإرهابيين .

ولا نغفل هنا عن الجريمة التي حدثت يوم 10 يناير / كانون الثاني عام 2013 بمقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس وهؤلاء الثلاثة بينهم ساكينة جانسيز إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني ويعتقد أنها المساعدة الأولى لزعيم الحزب السابق أوجلان حيث وقعت الجريمة بعد الإعلان عن مفاوضات السلام المباشرة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني وهنا يظهر أمران :

إما أن يكون هناك أشخاص يريدون التشويش على هذه المحادثات هم الذين قاموا بالفعل أو أن هناك بعض مسئولي الحزب ممن يعادون محادثات السلام بين الطرفين .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات