مهرجان الأقصر السينمائي: نجوم تتألق ظهرًا

ملصق التظاهرة

تقليد ثابت بدأ منذ العام الماضي ولاقي استحسان الجميع في افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الاقصر للسينما الافريقية، حيث أنطلقت الفعاليات في الساعة 11 من خلال رحلة نيلية من معبد الاقصر إلي معبد الكرنك علي المراكب الذهبية الفرعونية، ثم زفة بالمزمار البلدي والربابة داخل معبد الكرنك وسط أهالي المدينة التاريخية الذين حرصوا علي المشاركة ومصافحة النجوم والتقاط الصور التذكارية معهم، وكان في استقبالهم اطفال بالزي الفرعوني، كما رافقتهم العرائس الضخمة بماسكات تمثل رموز أفريقيا نيلسن مانديلا وجمال عبد الناصر ومريم ماكيبا وهيلا سلاسي وأم كلثوم ونجيب محفوظ وسيكوتوري ونكروما، علي دقات الطبول المصرية التقليدية للفرقة القومية للآلات الشعبية، وفيما يلي رصد سريع لأهم اللمحات.

12 سفيرا أفريقيا في حفل الافتتاح

طافت عرائس تمثلت رموز القارة السمراء شوارع الأقصر بمرافقة فرق موسيقية للإعلان عن انطلاق المهرجان، كما شارك في حفل الافتتاح 12 سفيرا افريقيا، فيما أعلن عزت سعد محافظ الأقصر انه تم رفع مستوي المرافق والخدمات بكافة المناطق الأثرية والسياحية، وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان: إن رسالة مهرجان الأقصر هي دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية، حيث تقام فعاليات الدورة الثانية بمشاركة 35 دولة أفريقية ونخبة من نجوم السينما الأفريقية منهم المخرج المالي سليمان سيسية رائد السينما الأفريقية وعدد من كبار ممثلي ومخرجي القارة الأفريقية إضافة إلي عرض 100 فيلم.

17 فنانا مصريا في كرنفال شعبي

17 فنانا وفنانة من نجوم السينما المصرية، رافقوا مراحل الكرنفال الشعبي الذي شهد افتتاح مهرجان الأقصر السينمائي ومنهم: محمود حميدة وليلى علوي ويسرا ولبلبة وإلهام شاهين وهالة صدقي وخالد يوسف وبوسي وممدوح عبدالعليم وفتحي عبدالوهاب ودرة وجيهان فاضل وصبري فواز ومحمد العدل، وعبر الفنان محمود حميدة عن سعادته لحضور فعاليات المهرجان ووصف إقامته بالإنجاز الصعب وسط هذه الظروف الصعبة في مصر، وهو تحد جديد قاده نجوم السينما المصرية، وقاموا بدعم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثانية، بعد أن كان مهددا بالتأجيل في فترة، ثم التهديد بإتمامه بدون حفل إفتتاح، ولكن هؤلاء النجوم حضروا ودعموه وقاموا بإستغلال علاقاتهم لتسويقه، وكانوا منتشرين في أحضان الأثار الفرعونية مرحبين بالضيوف الأفارقة والعرب والعالميين، تأكيدا منهم على أن السينما المصرية ومهرجاناتها لن تسقط برغم كل الظروف والتحديات.

المخرج يوسف يتوسط النجمات اللائي حضرن بين 17 فنانا دعموا المهرجان بتواجدهم

فعاليات فنية وأزياء فرعونية

بعد رحلة نيلية امتدت لحوالي 40 دقيقة وصلت المراكب الذهبية إلى المرسى الخاص بمعبد الكرنك، حيث تم استقبال الضيوف ببعض الفعاليات الفنية لفرق الفنون الشعبية كفرقة توشكى والربابة والتنورة، وأقيم حفل كرنفالي في معابد وميادين الأقصر لاستقبال ضيوف الحدث حيث اصطحبهم أطفال يرتدون أزياء فرعونية من أمام باب المعبد في جولة داخله وأثناء عودتهم إلى الفنادق بالحافلات جابت احتفالية رموز أفريقيا بالعربات المكشوفة والحناطير شوارع وميادين المحافظة في إعلان شعبي يعكس ترحيب وحفاوة مواطني الأقصر بإقامة هذا الحدث المهم.

مشهد من فيلم ساحرة الحرب

يسرا: بهرنى الاستقبال الحافل

قالت الفنانة يسرا أنها انبهرت من الاستقبال الحافل من قبل أهالى مدينة الأقصر واحتفائهم ومشاركتهم فى الاحتفال بالسينما الأفريقية، وبالدورة الثانية للمهرجان، مضيفة: كم أنا سعيدة بامتزاج السينما بالحضارة الفرعونية، فمنظر الآثار فى الافتتاح النهارى الذى كان بديعا وكرنفاليا، لا يقل أهمية عن افتتاحات أى مهرجان عالمى. وأوضحت يسرا أنها تعتز جدا بتكريم المهرجان لها في دورته الثانية، وسط أهالى المدينة، التى تعشق آثارها الخالدة والتى تشهد على فن وحضارة ورقى.

شويكار خليفة: تكريم للبهجة

تكريم سيسيه وسمير فريد وشويكار خليفة

كرم المهرجان عميد النقاد السينمائيين سمير فريد والنيجيري مصطفى الحسن رائد أفلام التحريك في جنوب الصحراء، والمخرج المالي سليمان سيسيه وشويكار خليفة أحد رواد الرسوم المتحركة بمصر وأفريقيا، وكان قصر ثقافة الأقصر قد شهد تجمع كوكبة من فناني القارة السمراء ونجوم مصر بجانب عدد من الكتاب والمفكرين والشخصيات العامة بينهم الدكاترة على السمان وحسن راتب، الذين تابعوا فقرات حفل الافتتاح الذي أعقبه عرض فيلم “ساحرة الحرب”.

“ساحرة الحرب” مفاجأة الأفتتاح

عرض في افتتاح مهرجان الأقصر فيلم “ساحرة الحرب” للمخرج والكاتب الكندي كيم نجوين، والذي رشح هذا العام للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم اجنبي، وقد عرض في مهرجان برلين السينمائى العام الماضي، ومنحت لجنة التحكيم الفتاة الكونغولية ريتشل موانازا التى لعبت الشخصية الرئيسية فى الفيلم جائزة “الدب الفضي”، كأحسن ممثلة عن دورها فيه، لتصبح واحدة من أصغر الأشخاص الذين حصلوا على إحدى جوائز البرلينالي الكبرى، ويستعرض الفيلم حياة الصبية “كومونا”، التى لا يزيد عمرها على 14 عاما، والتى جرى اختطافها من قبيلتها وإلحاقها بقوات المتمردين السياسيين في إحدى الدول الأفريقية التي تدور فيها صراعات قبلية، وتتمكن “كومونا” من الهرب برفقة أحد المجندين الأكبر سنا منها، لتنعم أخيرا بنعيم السلام والحياة الحرة بعيدًا عن ويلات الحرب، ولكن القدر لا يدعها تنعم بالحرية، عندما تتعرض لمحنة أخرى، تجعلها تحارب أشباحًا وكوابيس خلفتها ذكريات الحرب في عقلها الصغير، والفيلم مقتبس عن قصة حقيقية وقعت أحداثها في بورما، وتم تصويره في جمهورية الكونغو دون تحديد مكان الحدث، كما تم الاستعانة بممثلين غير محترفين كلهم من سكان المنطقة.

ترجمة نسخ الأفلام المشاركة للعربية

نجحت إدارة مهرجان الأقصر، في ترجمة نسخ الأفلام الإفريقية المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية إلى اللغة العربية؛ حيث انتهت بالفعل من ترجمة 10 أفلام من واقع 14 فيلماً تُشارك في المسابقة، وبررت استبعاد الأفلام الأربعة من الترجمة بأنها تعتمد على الصورة، ولا يلعب الحوار دوراً كبيراً فيها، ومن المعروف أن الأفلام الإفريقية كانت تُعرَض في مصر مترجمة إلى الإنجليزية أو الفرنسية فقط، فلا تصل الرسالة المطلوبة من عرضها على الجمهور.

8 أفلام عن “الربيع العربي”

تحت شعار “سحر السينما الإفريقية” تشارك 35 دولة إفريقية في مهرجان الاقصر بإجمالي 100 فيلم، بما فيها 10 أفلام سيتم عرضها خارج المسابقة الرسمية، كما سيعرض أيضا 8 أفلام تعبر عن ثورات الربيع العربي في كل من مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، وسوريا، و 20 فيلمًا للرسوم المتحركة من 9 دول أفريقية، و10 أفلام تعبر عن “الدياسبورا” الإفريقية، و30 فيلمًا لقسم الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة من 28 دولة افريقية.

مالي ضيف شرف و18 فيلما في المسابقة الرئيسية

اختار المهرجان دولة “مالي” كضيف شرف للدورة الثانية، وكشفت إدارة المهرجان عن مشاركة 18 فيلمًا من 15 دولة في مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة، بينها المصري “الخروج إلى النهار” إخراج هالة لطفي والفيلم المغربي “خيل الله” إخراج نبيل عيوش، وتضم لجنة تحكيم المسابقة الناقد الكبير بيتر رورفيك (جنوب إفريقيا)، والمخرج السينمائي شيخ عمر سيسوكو (مالي)، والمخرجة السينمائية مفيدة التلاتلى (تونس)، والفنانة ليلى علوى، ومدير التصوير محسن أحمد.

ندوات مختلفة واحتفاء بالسينما الجزائرية

على صعيد الندوات ينظم المهرجان العديد من الندوات، من بينها: ندوة سينما الأفارقة المغتربين “الدياسبورا”، ندوة السينما المستقلة في مصر، ندوة سينما التحريك في إفريقيا، وندوة مناقشة كتاب تاريخ السينما في جنوب إفريقيا، واستكمالاً لاحتفاء المهرجان بالسينما الجزائرية، التي احتفى بها من قبل بأسبوع للسينما الجزائرية بدار الأوبرا في نوفمبر الماضي، ينظم في دورته الثانية معرضاً لأكثر من عشرين لوحة فوتوغرافيا لأهم الأفلام والمخرجين في الجزائر منذ عام 1966 حتى 2010، من بينها: “رياح الأوراس” للمخرج محمد الأخضر حامينا،”الطريق”، “ريح الجنوب” ، “بلديون”، و”خارج القانون” وتشرف على المعرض الباحثة منى غويبة.

ثلاثة إصدارات

سيصدر عن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ثلاثة كتب، هي “السينما الإفريقية فى الألفية الثالثة لـ “أوليفيه بارليه” ترجمة فرح سوميس وحورية بويحي و”السينما فى جنوب إفريقيا” لمارتن بوثا ترجمة محمود علي و”سينما التحريك في إفريقيا” للدكتور محمد غزالة.

النجمات، والجمهور، في قلب الآثار

دورة عاطف الطيب والطاهر شريعة

أهدت إدارة المهرجان الدورة الثانية إلى روح المخرج المصري الراحل عاطف الطيب والباحث والناقد التونسي الراحل الطاهر شريعة، وعلى صعيد التكريم يحتفي المهرجان بمخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة (مصر)، ورائد الرسوم المتحركة في إفريقيا مصطفى الحسن (النيجر)، والمخرج الكبير سليمان سيسيه (مالي)، والناقد الكبير سمير فريد، والنجمة يسرا (مصر).

جائزة الحسيني أبو ضيف

استحدث المهرجان جائزة “الشهيد الحسيني أبو ضيف لأفلام الحريات والثورات”، وهو صحافي مصري قتل في ديسمبر الماضي، حين كان يؤدي عمله قرب القصر الجمهوري الذي شهد محيطه اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي.