صدرت عن دار النسيم في القاهرة: مسامرات عفيف من السودان إلى أستراليا

12:09 مساءً الأربعاء 17 أبريل 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صدر حديثا بالقاهرة كتاب “مسامرة من وراء المحيط” للكاتب عفيف إسماعيل وهو شاعر ومسرحى سودانى م

الكاتب عفيف إسماعيل

قيم بأستراليا، الكتاب صدر عن دار “النسيم” للنشر والتوزيع ويحكى عن تجربة عفيف كمثقف ومناضل سودانى عانى من اضهاد النظام فى بلاده حتى اضطر للرحيل عنها مرغما.

قام بتقديم الكتاب الدكتور الشفيع خضر والذى يقول عن تجربة عفيف:

عَدَّ النظام على «عفيف» أنفاسَه، راقَبَ خطوَهُ، لاحَقَه وضايَقَه في رزقه وحياته الخاصة. لم يَكتَفِ باعتقال «عفيف» في نفس ليلة زفافه إلى عروسه «نازك»، ظنًّا منه أنه بقتله فرحة ليلة العمر، سيتم اكتمال تدمير «عفيف» الإنسان، بَلَغ الأمر أنْ طلبَت سُلطات الإنقاذ من «عفيف» أن يَخرج إلى الشارع مُتأبِّطًا قسيمة زواجه حتى يتمشَّى مع «نازك»؛ زوجته، في المدينة التي تعرفُهُما حيطانُها وأسواقُها وسُكَّانُها، بل ويعرفهما زبانيةُ النظام الذين اختطفوا العريس من عروسه، وسط دهشة وغضب المبتهجين بحفلة العرس. هكذا كانت الإنقاذ ترتعد خوفًا من طاقة «عفيف» الإبداعيّة المنذورة لنشر الوعي وتثوير الآخرين. ترَبَّصُوا بليالي الشعر والمسرح والتلاقي الحرّ، في المنتديات الصغيرة والأندية التي تتشبث بالحياة.

ولَمَّا خَرَج مُحَلّقًا فوق أرض الوطن إلى بلاد المهجر، حَطَّ رِحَالَه في القاهرة التي لم تكن جبلاً أكبر من الخرطوم سيضربُ فيه خيمتَهُ إلى حينٍ ويُغادر، بل انخَرَطَ في أوساط مُبدِعيها من المصريين، واهتَمَّ بأُمور ناسِها من السودانيين. ورغم دفء حضن القاهرة، وترحابها، وحرارة استقبالها للقادمين من السودان؛ المقطوعة أرزاقهم، كانت الحياةُ فيها قاسيةً بدون مصدر دخْل ثابت. ومنذ أن وَطِئت قدَماه أرضَ الكنانة، كان «عفيف» يَخرُج منذ الصباح الباكر بحثًا عن عمل شريف يوفِّر له ما يَسُدّ به رَمَق أسرته الصغيرة. وما إن يُرْخِي المساءُ أسدالَهُ، حتى يتحوَّل تجوالُ البحث عن العمل إلى رحلةٍ جادّةٍ لتنفيذ مشروع إبداعيٍّ جديد، لا تدري متى كان التفكير فيه والتخطيط له، رُبَّما مع إيقاع خطوات البحث عن العمل، ويَهيمُ «عفيف» في ليل القاهرة الجميل مع أوساط المبدعين المصريين والسودانيين.

الغلاف

وفي العام 2001م، أسَّس «عفيف إسماعيل» في القاهرة «منتدى شموس الثقافي السوداني»، مع مجموعةٍ من الأصدقاء، منهم؛ الفنان النذير السر، وليد الشوَيّة، والموسيقار عاصم الطيب، وماجد وعبد الفتاح عرمان، ونازك عبد الباقي، وسمية قسم، وعبد المنعم الحاج، وغيرهم. وصار المنتدى أحدَ الأصوات السودانية المسموعة في القاهرة عبر الليالي العديدة التي كان يقيمها. أراد «عفيف» وصحبه لـ«شموس» أن تكون، وبالفعل كانت، تواصلاً وتلاقحًا وتجسيرًا بين الثقافة المصرية والسودانية، بل امتدَّت، أكثرَ من ذلك، إلى الأفق العربي والإفريقي الموجود بالقاهرة. وكان «منتدى شموس الثقافي» امتدادًا لنشاط «عفيف» وهِمَّته وتجربته في رعاية الشباب والمواهب وحركة الوعي؛ تلك الهِمَّة التي ابتدأت في الحَصَاحِيصَا، وعَبَرَت مع مبدعنا المحيطاتِ حتى مدينة «بيرث» بغرب أستراليا.

ومُسامَرة «عفيف» من وراء المحيط، هي مُسامَرة ذات قيمة فنّية وثقافية وفكرية عالية. فهي تعكس الأحداثَ العامة والخاصة في تداخُلاتها وتقاطُعاتها، داخل إنسانٍ يَتجاوَبُ مع الأحداث ويصنَعُها في ذات الوقت، فيُصبح ما يُذهِل الآخرين جزءًا يسيرًا من حركته الدائبة نحو الناس والحياة. هذا هو «عفيف» الذي عرفتُهُ؛ ثَوريًّا مُنضبِطًا، ومُثقَّفًا عضويًّا مُنتمِيًَا إلى كُلّ ما هو إنسانيّ، ومُنحازًا إلى الغَلاَبَة والمهمَّشين، ومُبدِعًا متفاعلاً مع قضايا الفكر والثقافة. وقبْل كلّ ذلك؛ سودانيًا عاديًا بسيطًا.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات