فلاديمير بوتين وشينزو آبي: لقاء السحاب النووي

رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يستعرض حرس الشرف في مطار فوكوفو الثاني، خارج موسكو، لدى وصوله الأحد للحوار حول أمور آسيا وروسيا والشرق الأوسط، فضلا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين (الصورة Sekretarev / أ.ب)

طوكيو/موسكو : يزور رئيس الوزراء اليابانى شنزو آبى العاصمة الروسية موسكو كأول رئيس وزراء يابانى يقوم بزيارة رسمية لروسيا خلال عقد، باحثا عن فرصة لاستئناف المحادثات المتوقفة حول النزاعات الاقليمية وفرص للتعاون التجارى. تأتي الزيارة وسط أجواء ملبد باصراع السياسي المحتدم وكأنه تمهيد لحرب نووية، في شبه الجزيرة الكورية، لا تنجو منها أطراف ىسيوية وأمريكية خارجها.

وقبل ان يبدأ زيارته، قال رئيس الوزراء اليابانى فى حديث مع وكالة انباء ((ايتار تاس)) انه يريد ترسيخ ثقة شخصية مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وان يعالج النزاع الاقليمى القائم منذ فترة طويلة حول اربع جزر معروفة باسم كوريل الجنوبية فى روسيا والاراضى الشمالية فى اليابان.

تتنازع موسكو وطوكيو على الجزر الاربعة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما استولى عليهم الاتحاد السوفيتى سابقا. وتحيط بهذه الجزر مناطق صيد غنية وابار بترول وغاز طبيعى وثروات معدنية غنية — وتتنافس عليها الدولتان بشدة. بينما تؤكد اليابان ان الجزر الاربعة جزء من اراضيها ، يشير القادة الروس دائما لهذه الجزر باعتبارها ” منطقة استراتيجية ” لروسيا.

هذا الرسم يصور الجنود اليابانيين يعدمون مواطنين صينيين بقطع الرأس، يشتبه في تعاطفهما مع الروس، بالقرب من موكدين (شنيانغ) نشرت الرسم لو بوتي جورنال، باريس، 23 أبريل 1905. وتم الإبلاغ عن هذه الحوادث من قبل مراسلي الحرب الخارجيين

وقد منع النزاع الاقليمى الدولتين من توقيع معاهدة سلام بعد الحرب.وحققت اليابان وروسيا تقدما ضئيلا بشأن النزاع الاقليمى خلال الاعوام الماضية.وقد طلبت طوكيو من موسكو الاعترف بملكية اليابان للجزر الاربعة. وفى عام 2011 ، قالت اليابان انها ستعترض على اية برامج روسية للتنمية بدون اذن اليابان على الجزر المتنازع عليها الواقعة فى الباسفيك.وفى تحد للاجواء التى لا يمكن التنبؤ بها وردود الفعل المتوقعة|، قام رئيس الوزراء الروسى دميترى مدفيديف بزيارة جزيرة كوناشير التى يطلق عليها كوناشيرى فى اليابان فى عامى 2010 و2012 ، ليصبح اول زعيم روسى يزور الجزر المتنازع عليها.ونظر لزيارة مدفيديف على انها نوع من ” استعراض العلم” بينما وصفتها اليابان بانها ” مواجهة غير مقبولة”.

وفى ظل الامال الضئيلة لتحقيق انطلاقة فى النزاع الاقليمى، فان اليابان وروسيا قد يحققان انجازات على الجبهة الاقتصادية.يرافق آبى وفد يضم اكثر من 100 رجل اعمال يابانى فى زيارته لموسكو ، من بينهم مسئولون تنفيذيون فى بنوك وشركات رعاية صحية وزراعية.يشار الى ان روسيا واليابان التى تحتاج الطاقة بشدة توصلتا الى اتفاق اولى حول بناء مصنع غاز طبيعى مسال فى فلاديفوستوك. ومن المتوقع ان تتوصل الدولتان للمزيد من الاتفاقيات فى الكرملين حول مشاركة اليابان فى بناء خطوط انابيب ومركز للغاز فى منطقة شرق روسيا ذات التعداد السكانى المنخفض.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسار، يستقبل شنزو آبي خلال اجتماعهما في قصر الكرملين أمس الاثنين (الصور Kirill Kudryavtsev / أ.ب)

وقد أدانت روسيا واليابان مساء أمس (الإثنين) جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لرفضها التخلى عن برنامجها للأسلحة النووية، ذكرت الدولتان ذلك فى بيان. وجاء فى البيان ان كوريا الديقراطية رفضت بعناد التخلى عن خطط صنع اسلحة نووية وصواريخ باليستية “على النقيض من نداءات المجتمع الدولى”.

كما دعا الزعيمان الروسى واليابانى كوريا الديمقراطية الى التمسك بقوة بقرار مجلس الامن الدولى رقم 2094 وقرارات مجلس الأمن الدولى للجولة الرابعة من المحادثات السداسية التى عقدت فى 19 سبتمبر 2005″، حسبما ذكر الإعلان الذى تم اقراره فى اعقاب المحادثات بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اليابانى الزائر شينزو آبى.وقال البيان انه فى الوقت نفسه رحب الجانبان “بمضاعفة الجهود” لتهيئة الظروف لاستئناف المحادثات السداسية وفقا للمبادئ والاهداف التى وردت فى البيان الذى تم اقراره بعد محادثات 2005.

مصافحة قبل المؤتمر الصحفي الروسي الياباني، الكرملين، الاثنين 29 أبريل 2013، صور Ivan Sekretarev / أ.ب

وتعهدت روسيا واليابان بالاسراع فى محادثات ابرام معاهدة سلام للمرة الاولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفى اعقاب المحادثات مع رئيس الوزراء اليابانى الزائر شينزو ابى ابلغ الرئيس فلاديمير بوتين الصحفيين بأنهما اصدرا تعليمات لوزيرى خارجية البلدين “بتكثيف الاتصالات للتوصل الى وسيلة مقبولة لدى الطرفين لتسوية مشكلة ” معاهدة السلام. ومع ذلك استبعد بوتين امكانية تحقيق تسوية سريعة . وقال الرئيس ” سنواصل العمل فى هذه القضية المعقدة ولكن الهامة للجانبين ” .

وأكد ابى ايضا أن طوكيو وموسكو اتفقتا على الاسراع بمحادثات السلام بينهما .واضاف ابى ” ان عدم التوصل الى معاهدة قرابة 68 عاما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية أمر ” غير طبيعى “.وقال انه مازالت هناك “خلافات كبيرة” تتعلق بالقضايا الاقليمية بين البلدين .واشار ابى الى “ان هذه المحادثات يجب أن تجرى دون عجلة ” .وتختلف طوكيو وموسكو على أربع جزر صغيرة يطلق عليها اسم كوريل الجنوبية فى روسيا والاقاليم الشمالية فى اليابان . وقد منع النزاع الدولتين من التوقيع على معاهدة سلام منذ نهاية الحرب .