(مقطع من رواية بالاسم نفسه بصدد النشر)
كلما سالت دماء على مذبح الوطن, أتذكر طفولتي, كنت أمضي إجازة نصف العام في بيت جدي, ألعب مع صديقاتي في مدخل العمارة.
ذهبت مع إحداهن لبيتها كي تدخل دورة المياة، شاهدت امرأة عجوزًا جالسة في الصالة، معها ورقة مقصوصة على هيئة إنسان, رأس و أربع أطراف، العجوز تسخِّن طرف الدبوس على “بابور الجاز” الموجود أمامها, ثم تخرم بها الورقة بينما تتمتم بكلمات لم أتبينها, و حين انتهت أحرقت العروس الورق.
لما خرجنا أنا و صديقتي إلى حيث كنا نلعب, سألتها
“- هل هذه العجوز قريبتكم, لقد رأيتها تفعل أشياء غريبة؟
– أنها طقوس لتخرج “الصوّل” من بيتنا،
– الصوّل, من هو الصوّل؟
– أعني الجن الساكن بيتنا, تقول العجوز أنها امرأة ماتت مقتولة منذ سنوات، ثم أكملت، نحن نعيش معهم هناك الصوّل أبيض و أخر أسود. الأبيض طيب لكن الأسود شرير يؤذي الناس”.
لم أنم تلك الليلة من شدة الخوف, دسست رأسي في صدر أمي، ليلتها تهيأ لي أن ثمة حركة في صالة الشقة, ظللت أتمتم بأية الكرسي كما علمني أبى كي لا يؤذيني الصوّل.
لابد أن الوطن به الملايين من هذه الكائنات اللامرئية, في وطني صار عاديًا موت الأبرياء، كل يوم، بالمئات على الطرق, على قضبان السكة حديد, وفي المستشفيات من الإهمال، و الجديد اصطياد الشباب كما الطيور في المظاهرات.
في بلادي صار الحزن على الموتى عادة يومية, مصر تتدثر في فستان الحداد ، و ما أن تخلعه حتى ترتديه من جديد. ثلاثة ألوان على العلم هي اختصار لقصة وطن.
دماء الشهداء, ثورتنا البيضاء و ثياب ما عاد السواد يحتملها.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
حنان فاروق
8 مايو, 2013 at 6:32 م
جميلة بجد يانسرين
نسرين البخشونجى
9 مايو, 2013 at 2:25 م
شكراً جزيلاً يا حنان..اسعدنى رأيك. دمت بكل الود