تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لمافي مرمرة ويعني إسمها “مرمرة الزرقاء” وهي سفينة ركاب تركية كانت في طليعة أسطول الحرية الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007 ففي 31 مايو / آيار عام 2010 إقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية كبرى سفن القافلة “مافي مرمرة” التي ترفع علم تركيا والتي تحمل 581 متضامنا مع حركة غزة الحرة معظمهم من الأتراك داخل المياه الدولية في البحر المتوسط للحيلولة دون الوصول إلى غزة .

وقد وصفت بأنها مجزرة وجريمة وإرهاب دولة ونفذت هذه العملية بإستخدام الرصاص الحي والغاز وقتل ما بين 9 إلى 19 راكبا بالإضافة إلى 60 مصاب .

وقد قوبل هذا الهجوم بنقد دولي على نطاق واسع وطالب مسؤولون من أنحاء العالم الأمم المتحدة بإجراء تحقيق ورفضت إسرائيل ذلك مما ترتب عليه توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل .

ورفضت عائلات الضحايا الأتراك الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي الدامي على السفينة مافي مرمرة أي حديث عن تعويضات إسرائيلية لتركيا قائلين أن الدولة اليهودية يجب أن تقوم برفع حصارها بالكامل عن قطاع غزة وذلك قبل وصول وفد إسرائيلي لتركيا لمناقشة تعويضات الضحايا .

وقال أقارب 9 ناشطين قتلوا على متن السفينة التي كانت متجهة لغزة عام 2010 أنهم لن يسقطوا الدعاوى التي أقاموها ضد قادة عسكريين إسرائيليين سابقين يحملونهم مسئولية مقتل الضحايا .

والشهر الماضي إعتذرت إسرائيل عن الغارة ووافقت على تعويض المصابين وأقارب القتلى تمهيدا لتطبيع العلاقات مع حليفتها السابقة تركيا وقد إلتقى مسؤولون إسرائيليون وأتراك في القدس في جولة جديدة من المحادثات حول التعويضات لعائلات الضحايا الأتراك مما وصفه مسؤولون أتراك بأنه المرحلة الأولى من عملية دبلوماسية متعددة الخطوات وكانت أنقرة قد أعلنت أنه لم يتم بعد البحث في مبلغ محدد وبدأت المباحثات بعد الإعتذارات التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنقرة بمبادرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي كانت تطالب بها تركيا بإصرار منذ العملية الإسرائيلية .

وأكد الناشطون المتضامنون مع القضية الفلسطينية الذين يقاضون إسرائيل على الهجوم الذي نفذته بحريتها على سفينة مافي مرمرة ضمن الأسطول التضامني مع قطاع غزة عام 2010 أنهم ماضون في دعواهم رغم إعتذار الدولة العبرية .

وقد ذكر تقرير للأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قامت بإستخدام قوة قاتلة وبطريقة تعسفية في الإعتداء على مافي مرمرة وتسببت في مقتل وجرح الكثير بجروح خطيرة دون أدنى سبب حيث أن السفن وركابها كلهم قد خرجوا بعد المرور بفحوصات أمنية مشددة وأن التدخل في الأسطول في المياه الدولية يتعارض مع القوانين تماما .

وما بين الواقع والخيال تحاول السينما صنع فيلم يتناول هذا الموضوع فقد بدأت شركة إنتاج تركية تصوير فيلم ينتقد إسرائيل ويتمحور حول سفينة مافي مرمرة التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية أثناء توجهها لقطاع غزة والفيلم يشكل إمتداد للمسلسل التركي التلفزيوني الشهير “وادي الذئاب” والذي اشتهر في أنحاء الوطن العربي حيث يحاول بطل الفيلم الإنتقام من الضباط الإسرائيليين الذين خططوا وأشرفوا على الهجوم على الأسطول الذي ينقل المساعدات لقطاع غزة وخلال رحلة البطل للإنتقام يرى كيف يتعرض الفلسطينيون الأبرياء للذبح والقتل بدون أي وجه حق .

Tweet