الزهايمر أو خرف الشيخوخة داء يصيب خلايا المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة .

ولا يعرف العلماء بعد سبب هذا المرض بالرغم من إعتبار التقدم في السن أحد العوامل الرئيسية المؤدية إليه ويبدأ الزهايمر بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة ويتطور سريعا ويفقد المصابون بالزهايمر القدرة على التعرف على الأماكن أو من يحبونهم ولا يستطيعون الإهتمام بأنفسهم .

ويرى العلماء أن هناك عشر علامات مبكرة تنذر بالإصابة بمرض الزهايمر وإعتبروا أن التقدم بالعمر هو أحد العوامل الرئيسية المؤدية إليه كما أن المرض يتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تعدوا 65 عاما فيما نجد نصف الذين تعدوا 85 عاما من عمرهم مصابين به ومن أهم العلامات المبكرة لظهور مرض الزهايمر :

-1- فقدان في الذاكرة : وخصوصا عدم القدرة على تذكر تلك المعلومات الخاصة بالأشياء التي حدثت مؤخرا مثل التواريخ والمهام اليومية .

-2- عدم القدرة على أداء المهام اليومية : ففي بعض الأحيان يحدث أن يبدأ الناس نسيان ما يفعلونه يوميا مثل طبخ وجبة أو الذهاب للتسوق .

-3- الإفتقار إلى التركيز : حيث يوجد لدى المريض صعوبة في التركيز وأداء عمله بفاعلية وقد يستغرق قيام المريض وقتا أطول لأداء أعماله عن ذي قبل .

-4- وجود إلتباس حول الزمان والمكان : حيث نجد المرضى مشوشون لا يعرفون أين هم وفي أي وقت .

-5- ضعف اللغة : حيث يعاني مرضى الزهايمر من عدم تذكر كلمات بسيطة وحدوث وقفات في منتصف الكلام أو تكرار لبعض الجمل لعدم القدرة على تذكر ما كان يقال .

-6- عدم القدرة على إتخاذ القرارات بعناية .

-7- التغييرات السلوكية المفاجئة : تقلب المزاج والمشاعر المتنوعة هي من أكثر الأعراض في مرض الزهايمر .

-8- مشاكل الرؤية : فيفقد المريض تمييز الألوان وتكون لديه مشاكل في القراءة .

-9- وضع الأشياء في غير موضعها السليم : مثل وضع التليفون فوق الثلاجة مثلا .

-10- عدم الإهتمام بالحياة الإجتماعية أو المهنية : العزوف عن الإختلاط والحفلات والمناسبات .

ومرض الزهايمر لا يعني أبدا ضعف الذاكرة فقط فهو مرض يؤدي إلى إضطراب في السلوك والحركة والنوم وعدم الإرتباط بالواقع وكثيرا ما تنعكس الساعة البيولوجية لدى مرضى الزهايمر بأن يكون النوم نهارا والإستيقاظ ليلا .

ويرجع إكتشاف المرض إلى العالم الألماني “ألويس ألزهايمر” الذي ولد في 14 يونيو / حزيران عام 1864 وتوفي في 19 ديسمبر / كانون الأول عام 1915 حيث إشتهر بإكتشافه وتوثيقه أول حالة لمرض الزهايمر ولهذا سمي المرض على إسمه .

وقد قام الكاتب غازي القصيبي بتناول مرض الزهايمر في رواية تتحدث عن شخص مصاب بمرض الزهايمر كان يكتب رسائل عديدة لزوجته وهو في المصحة للعلاج والرواية عبارة عن 12 رسالة يكتبها بطل الرواية لزوجته محاولا خلالها تلخيص يومياته مع مرض الزهايمر ، وفي أحد أجزاء الرواية يقف البطل المصاب بالزهايمر أمام محل عطور ليشتري لزوجته العطر المفضل لديها وتسأله البائعة ماذا يريد ويحاول عبثا تذكر إسم العطر ، عطر زوجته المفضل . بعد دقائق احمر فيها وجهه وبدت عليه كل علامات الإضطراب غادر المتجر وهو يعد البائعة التي تبتسم   بلطف ، بأن يعود إليها ومعه الإسم مكتوبا . والرواية تثقيفية أكثر من كونها عمل أدبي حيث عمد المؤلف إلى التعريف بالمرض وتاريخه من خلال هذه الرواية .

ومن المشاهير الذين أصابهم مرض الزهايمر باري جولدواتر السياسي الأمريكي المعروف وريتا هيوارث النجمة العالمية وشارلتون هيستون ممثل الملاحم السينمائية الكبرى وجوليانا ملكة هولندا ومارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة والتي هزمها الزهايمر فباتت تسأل عن زوجها الميت ، ولاعب كرة القدم المجري الشهير فيرينك بوشكاش وأشهرهم جميعا الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان وهذا الأخير هو الذي قال : هذا مرض جميل!! تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوها جديدة كل يوم .

Tweet