كتابة وتصوير:حسن الحلوجي

هؤلاء مجموعة من المصريين يحاولون عبور الطريق، لولا وجود حواجز مرورية تمنعهم، إلا أنهم لا يهتمون بها فيقفزون من فوقها إلى الناحية الأخرى من الطريق.

مشهد مكرر في الكثير من الشوارع المصرية، يتكرر من أفراد لا يعرفون بعضهم، لكنهم متفقون على نفس الطريقة ونفس الهدف، ربما ليقرّبوا المسافات الفاصلة بينهم، أوليختصروا الوقت الذي يستغرقه عبور النفق المار تحت هذه الحواجز، ربما لأنه لم يعد لديهم اعتراف بأي قانون ينظم حركة سيرهم في الشوارع، ولثقتهم أن القوانين التي تحاصرهم في اللافتات المرورية لحمايتهم لم يعد لها جدوى، نظرتهم لها صارت كنظرتهم لغيرها من القوانين عديمة المصداقية، وفقدانهم الثقة في أن القوانين المصرية لايزال هدفها هو حماية المواطنين ،بل حماية السلطة.

كتابة وتصوير:حسن الحلوجي

هؤلاء العابرون لا يهمهم منظرهم البهلواني وهم يقفزون فوق الحاجز كلاعبي السيرك، فاختفى المتفرج وأصبح كل الجمهور لاعبين يمارسون بهلوانيتهم في كل السكك، يرون أن هناك ما هو أهم من منظرغير لطيف لرجل محترم يستأذن شخصا أن يحمل له حقيبته لحين نط السور.

كتابة وتصوير:حسن الحلوجي

المواطن متأكد أن السلطة لم تضع هذه الحواجز لحمايته، لديه شعور نفسي أنها تعاقبه بوضعها في طريقه، مثل من يضع قدمه في طريق شخص ليوقعه أرضاً ثم يضحك، أو كتاجر طيور يشكّ في قدرة فراخه على الطيران المرتفع فيحاصرها بالأقفاص ويرمي لها بعض الخبز المبلول ويجلس ليتناول مشروبه في هدوء، فلا مجال لها أن تتمرد أو تتصل أعدادها لتكوّن جمعاً كبيرا يستطيع هدم القفص بحركة واحدة، فلا سبيل للتمرد في وجود الأقفاص.

وجود الحواجز المرورية يثبت يقين السلطة في أن المواطنين لا تفلح معهم الثقة في أنهم منظمون، ويقين السلطة في أنهم لا يستطيعون بدون محاصرتهم أن يلتزموا بالعبور من أماكن المرور،أو فليهبطوا إلى الأنفاق!

 ولا يزال الاعتقاد في أنهم فوضويون أمر مريح للبال.. ولهذا يكرر التاريخ نفسه كثيرا.

كتابة وتصوير:حسن الحلوجي

Tweet