سُعَاد الصَّباح تُكرِّم العُجيري؛ عميدَ الفلك عابرَ المَجرَّات

07:45 صباحًا الجمعة 31 مايو 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الدكتورة سعاد الصباح تقبل رأس عابر المجرات عالم الفلك الكويتي د. صالح العجيري في يوم تكريمها له

كرمت د. سعاد الصباح العالم الفلكي الكبير د. صالح العجيري أحد رموز العطاء العلمي والإنساني في الكويت، في احتفالية استضافتها المكتبة الوطنية.

الكتاب التكريمي الذي أصدرته دار سعاد الصباح في يوم الوفاء

ورافق التكريم صدور كتاب تذكاري تقدمه دار سعاد الصباح للنشر للشخصيات العربية التي كرمتها، وقد جاء الكتاب بعنوان (الدكتور صالح العجيري… عميد الفلك… عابر المجرات)، مستحضرا مسيرة الإنسان والعالم معًا.

 في كلمتها الاحتفالية قالت الدكتورة سعاد الصباح “منذ رحلة النبي ابراهيم الأولى في الملكوت.. عرفنا أن العلم هو السبيل إلى اليقين..ويكفينا من شرف العلم.. أن نكون في حضرة الأستاذ الجليل في احتفالٍ متوجٍ بالوفاء ومعطّرٍ بروح الإكبار والاحترام. .. تحتار الأقلام وهي تكتب عن أستاذ من أساتذة المدرسة المباركية وأعجز عن تعداد إنجازاته وأنا في مقام الحديث عن دوره المميز.

وقالت، قد جئت لتكريمه عرفاناً يجب أن يُقدّم منه إليه.. فمن يساهم في صنع التاريخ، لن تنساه  الضمائر.وكل وطن لايعرف قدر العلم.. ستبقى خارج حدود التاريخايها الاصدقاء وزادت، إننا  في حضرة بهاء المعرفة وتجليات العقل.. وصلابة الإرادة.. ومجابهة المحال.. إذ يتجلى تاريخ الوطن المخبوء في قلب رجل.. عرفنا به وبأمثاله أن الوصول إلى الرفاهية يبدأ بالتعب والسهر والسفر.. لعالم مدّ جناح علمه على الضفاف وفي الأعماق.. داخل الوطن وخارجه.. فجعل  للفكر مكان الصدارة في القلوب والأذهان..

العجيري أثناء إلقاء كلمته

وكانت فكرة يوم الوفاء.. قد بدأتها د. سعاد الصباح قبل ما يقارب العقدين من الزمن ليكون تكريما لمبدعين في الوطن العربي أفنوا العمر في العطاء والعلم والإنتاج..

د. سعاد الصباح: “بدأنا الفكرة في عامها الأول بتكريم رجل التنوير في الكويت الاستاذ عبدالعزيز حسين.ثم انطلقنا إلى المنارات العربية.. فكان تكريمنا التالي  لشاعر البحرين الكبير ابراهيم العريض ثم الاستاذ نزار قباني في سوري اد. ثروت عكاشة في مصرثم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل في المملكة العربية السعودية ثم د.عبدالكريم غلاب في المغرب.. ثم الاستاذ غسان تويني في لبنان.

 أما هذا اليوم.. فهو يوم الوفاء لرجل هو أقرب إلى الظاهرة الفريدة..  كان دوما الأحق بالمحبة وبالتكريم.. والاحتفاء.. باتفاق الجميع، وتزامنا مع الاحتفائية قمنا في  دار سعاد الصباح بإصدار كتاب يرصد رحلة حياة  العجيري علما وعملا وفكرا.. بمشاركة كريمة من أقرب أصدقائه.. إننا نريد لهذا الاحتفال بعالم الكويت الجليل أن يأخذ أبعاده الحقيقية ورمزيته.. وما يعنيه وما يشير إليه، وإنني إذ أتشرف بتكريم الرجل الرمز.. أختار وهج فكره وإشعاع نتاجه الإنساني ليكون قدوة لنا، لشبابنا، لعلمائنا.. فشكرا د. صالح العجيري.. فقد علمتنا مالم نعلم..”

العالم العجيري يوقع نسخة من الإصدار التكريمي باسم أشرف أبو اليزيد أحد المساهمين في فصول الكتاب

وألقى كلمات الاحتفالية د. محمد الرميحي: “من النادر ان ينطبق اسم علي اسم كما انطبق صالح علي صالح فهو صالح في ثلاث، الظرف والعلم والمحبة، اما الظرف فله الكثير من الصوالح، اما العلم فلا حاجة لي اعيد ما كتبه كثير من العلماء لما حققه عمنا صالح في دراسة الفلك التي جمع فيها من التراث والعلم الحديث وهو الرجل الذي تعلمها بالذكاء والفطنة وبمنهجية علمية حديثة متميزة، اما المحبة فلا اري اني اصفها اما جمع من محبيه ولكن لها بعد آخر.. فقد ربطته علاقة حميمة مع المرحو الشيخ محمد فضل الله ان سافر سكن عنده وجاء  ؤان جاء رمضان والعيد توافق معه علي المواعيد تري هل هناك اكثر من هذه المحبة الذي يتعطش اليها مجتمعنا الكويتي اليوم.”

وتحدث مدير مكتبة الكويت الوطنية الدكتور حسين الأنصاري: “الدكتور صالح العجيري أثرى المكتبة العلمية الكويتية والعربية بالعديد من المؤلفات الفريدة في علوم الفلك والأرصاد الجوية وقدم العديد من الحلول العلمية للكثير من القضايا الفلكية، مشيرا إلى أنه  نموذجا يحتذي به في الإبداع والعطاء… من الضروري تكريم العجيري لكونه قامة  لأنه حمل رسالة العلم والمعرفة وعمل بكل ما اوتي من علم واجتهاد فأنار طريق العلم للاجيال وساهم في بناء الكويت”.

وقال الاعلامي رضا الفيلي: ” الدكتور صالح العجيري قامة  شامخة وأصبح ظاهرة كويتية”.

 وفي الختام تحدث المحتفي به الدكتور صالح العجيري: “لقد جئتكم من الماضي من مستهل القرن العشرين بلغت من الكبر عتيا تجاوز الثانية والتسعين وباقي ثماني  سنوات على المائة، ابصر بعين واحدة واسمع بإذن واحدة، لا اقول انني اصبحت أميا لا  اقرأ ولا اكتب وإنما من ظن انه علم فقد جهل..اشكركم علي تفضلكم بالحضور لهذا الحفل السخي واسأل الله ان يوفقكم الي صالح الإعمال والشكر الي سيدة النساء الدكتورة الشيخة سعاد الصباح التي فاضت علي من فيض فضلها الشيء الكثير ذلك انها اصدرت مجلدا يحكي قصة حياتي في ادبيات ثقافية هكذا شأنها في عملها تحري الدقة والأصالة والجزالة، اثابها الله علي اعمالها وأطال في عمرها لتكميل مسيرتها الخيرة وان يوفقها الي صالح الاعمال وأنبل المقاصد والغايات”.

وبعد إلقائه بعض الملح مستعيدًا روحه الباسمة أضاف العجيري: “في العقود الماضية كان التبادل التجاري بالليرة العثمانية التي كان يقال عنها اذا سقطت في كف احد يشعر بالبركة ويكون مطمئنا في احوله لذا  حهزت ليرة عثمانية صناعة جديدة بمواصفات قديمة لأسقطها في كف الشيخة الدكتورة سعاد الصباح”. وردت د. الصباح امتنانا بقبلة على رأس العالم الجليل.

العجيري ود. سعاد الصباح ود. سليمان العسكري، قبل البدء في مراسم الاحتفالية

وفي تصريح له قال رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان العسكري انه لابد من الاشادة بمشروع د.سعاد الصباح الذي بدأ مبكرا كجزء من عالمنا الثقافي العربي أسهمت فيه الشاعرة الكبيرة بدعم الحركة الثقافية العربية، وخصصت في وقت مبكر جوائز باسمها وباسم الشيخ عبدالله المبارك، وأشاد د.العسكري بمشروع يوم الوفاء لتكريم رموز الثفافة والفكر الاحياء في عالمنا العربي مشيرا الى أهمية هذه الفعاليات لتكريم الاحياء، مشيرًا إلى أنه تشرف بتكليفه من قبل د.سعاد الصباح للإشراف على الكتاب الأول لتكريم عبدالعزيز حسين، معتبرا انه اهم مرجع لتاريخ وحياة عبدالعزيز حسين. وأكد ان دار سعاد الصباح نموذج للاسهام في خدمة الثقافة العربية من قبل القطاع الخاص لافتا الى ان هناك مؤسسات أغنى من دار سعاد الصباح وتأتيها المليارات سنويا الا انها لم تفكر حتى الآن في دعم الثقافة العربية. خاتما حديثه بقوله إن د.صالح العجيري رمز كويتي يشع في الفضاء العربي، وقد تم اغفال الدور الذي قام به واثبت من خلاله انه باحث ومدقق وعالم في التراث، وادعو كل من يريد الكتابة عن العجيري للعودة الى رزنامته التي اصدرها في الخمسينيات وما كتب على خلفية اوراق الرزنامة من حكم وأقوال وأمثال وأبيات شعر واجابات علمية دقيقة عن الأسئلة التي كانت تأتيه من العراق ومصر وسورية والخليج تؤكد انه باحث وعالم”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات