واحدة من أبدع أعمال الموسيقار الروسي العظيم ( بيوترإيليش تشايكوفسكي )Pytor Iiylich Tchaikovesky إن لم تكن الأجمل على الإطلاق في تاريخ الأوبرات العالمية والتي كتبها تشايكوفسكي  عملاق الموسيقى الروسية الكلاسيكية عام 1887, وكتب كلماتها باللغة الروسية المؤلفان الكبيران ( فاستلي جلتزر , في  بي بيجتشين ) وتدور أحداثها في أربعة فصول وقد عرضت للمرة الأولى على مسرح البولشوي الروسي مارس 1887.

الفصل الأول :

يقيم الأمير الوسيم المتواضع (سيجفريد) حفلا في حديقة القصر بمناسبة بلوغه 21 عاما ويحضر الحفل أصحابه جميعا ومعلمه (ولفجانج) المتقدم في العمر والذي يحتسي كميات كبيرة من الخمر , وصديقه المقرب (بينو ) , في هذه الأجواء الإحتفالية الجميلة تدخل الأم ومعها وصيفاتها الأربع مما بعكر صفو الحفل وتبدو غاضبة من احتساء الخمور بهذه الطريقة الفوضوية وجو اللهو والمرح السائدين في المكان وتقرر أن احتفالا رسميا كبيرا سيقام يوم غد ليختار الأمير سيجفريد عروسا جميلة من فتيات الحفل لتكون زوجة المستقبل وتخبره بالأمر بصورة حادة موضحة أنه قد تجاوز العمر الذي يسمح له بهذه التصرفات وحياة العبث التي يعيشها .

الفصل الثاني :

في الليل وبعد انتهاء حفل عيد الميلاد يخطط بينو صديق الأمير سيجفريد لإبعاد الأمير عن هذا الحفل المقرر ليوم غد والذي قررته الوالدة وفي هذه الأثناء يسمع بينو صوت أجنحة ترفرف في السماء ويرى سربا من طيور البجع البري الجميل ومن ثم يقترح على الأمير سيجفريد أن يخرجوا جميعا للصيد .

يدخل فريق الصيد بقيادة بينو  ولكنهم يصابون بالدهشة عندما يرون أن سرب البجع  الأبيض قد استقر عند البحيرة القريبة منهم وتبدو البحيرة كما لوكانت مملكتهم , ويلاحظ الأمير أمرا غريبا يجعله يراقب البجع سرا .

الفصل الثالث :

لا يصدق الأمير سيجفريد عينيه فقد تحول البجع الأبيض إلى فتيات جميلات ومن بينهن أجمل فتاة رآها في حياته ولكنها مازالت تبدو كبجعة فوجهها الجميل عليه ريش أبيض ملتصق بشعرها … إنها لا تعلم أن الأمير يراقبها .

حين تدرك الفتاة الجميلة أن الأمير يراقبها ترتجف وتتراجع للخلف خوفا منه لكنه يرجوها أن لاتتركه لأنه قد وقع في غرامها , ولكنها تشير إلى القوس الذي يحمله والذي يستخدمه في رحلات الصيد وأنها خائفة منه ولكنه يخبرها أنه لن يستخدمه أبدا لأنه أحبها بالفعل.

الفصل الرابع :

يعرف الأمير( سيجفريد )أن هذه البجعة هي (أوديت ) ملكة البجع , ويسألها كيف تحولت إلى بجعة مع أنها فتاة في الأصل؟  فتشير (أوديت ) إلى بحيرة البجع التي تكونت من دموع والدتها التي لم تتوقف عن البكاء بسبب الساحر الشرير (فون روتبات) الذي نجح في تحويل ابنتها إلى ملكة البجع , فيما عدا الفترة مابين منتصف الليل حتى طلوع الفجر , وسيزول مفعول هذا السحر الشرير لو أحبها وتزوجها آدمي ولم يحب غيرها على الإطلاق , هنا يثور الأمير (سيجفريد) ويخبرها أنها لن تتحول إلى بجعة مرة أخرى لأنه أحبها وسيتزوجها .

يطلب سيجفريد من أوديت معرفة مكان الساحر الشرير فون روتبات والذي يظهر فجأة على جانب البحيرة مرتديا قناع بومة , ويأمر أوديت بالعودة إليه مجددا ويهدد الأمير بالويل والهلاك إن لم يبتعد عن (أوديت)الجميلة التي تبقى حائرة بينهما وترجو الساحر أن يتركها لتتزوج (سيجفريد ), هنا يثور الأمير ويحاول أن يقتل (روتبات )الساحر  بسهامه إلا أن (أوديت) ترجوه ألا يفعل وإلا استمر مفعول السحر إلى الأبد وبقائها بجعة للنهاية .

لما يأخذ سيجفريد معه ملكة البجع للقصر حتى تلتقي والدته يتوصل الساحر إلى حيلة يختطف بها ملكة البجع ويستبدلها بإبنته (أوديل ) وتكون مثلها في كل شئ إلا لون الملابس حتى يترك الأمير أوديت وتظل كما هي بجعة بائسة .

يكتشف الأمير الخدعة ويترك القصر بحثا عن محبوبته الحقيقية أوديت ويذهب إلى قلعة الساحر حيث يسجن الملكة الحقيقية ويحاول إخراجها إلا أن الساحر( روتبات) يتحول إلى نسر عملاق ويحاول أن يختطف (سيجفريد) الذي يقتل الساحر الشرير وهنا تنهار القلعة ويزول مفعول السحر من أوديت ووصيفاتها اللآتي حولهن الساحر إلى بجع أيضا , ويتزوجا ويعيشا في سعادة غامرة ولينتصر الحب والوفاء على الظلم والكراهية والسحر.

تشايكوفسكي … المبدع العظيم :

تنقلنا الكاتبة الروسية (ألكسندرا أورلوفا ) عبر صفحات كتابها ( تشايكوفسكي: سيرة ذاتية ) إلى محطات خفية وتفاصيل ملهمة حول هذا الموسيقار الكبير1840-1893, والكتاب من ترجمة الأستاذ/ سمير علي 2009.

 تنقلنا  ألكسندرا إلى مراحل الطفولة الأولى من حياته عندما عشق الموسيقى من خلال صوت والدته التي كانت تحب الغناء كثيرا والتي فارقت الحياة وهو في عمر الرابعة عشر بداء الكوليرا ويحكي :”كانت هذه تجربتي الأولى في الحزن العميق”.

درس تشايكوفسكي القانون لمدة تسع سنوات ولكن الموسيقى كانت شغله الشاغل فقدم له والده يد العون وجلب له عازف البيانو الشهير وقتئذ (رودلف كوندجر) ويقول تشايكوفسكي في هذا الصدد :” أنا مدين لهذا الفنان الإستثنائي , لقد عرفني على الكلاسيكيات وفتح أمامي آفاقا موسيقية جديدة”. ترك تشايكوفسكي العمل في وزارة العدل وانتقل للدراسة في معهد الكونسرفتوار وفي سنة التخرج كان عليه أن يختار موضوعا لمشروع التخرج وكانت رسالته هي : تأليف مقطوعة موسيقية مبنية على نص نشيد الفرح للشاعر الألماني الكبير (شيللر) وهي القصيدة التي استعان بها (بيتهوفن ) في تأليف سيمفونيته التاسعة . وقد أوصى الموسيقي الكبير والأستاذ بمعهد الموسيقى ( انطون روبنشتاين ) أن يتم تعيين تشايكوفسكي أستاذ لمادة الهارمونيا ( التآلف بين أصوات الآلآت ) في معهد الكونسرفتوار وكان ذلك عام 1865.

• من أعمال تشايكوفسكي الخالدة :

قدم Tchaikovsky   المقدمة الموسيقية لمسرحيتي : روميو وجوليت , هاملت للشاعر الكبير وليام شكسبير .

موسيقى الجمال النائم . The Sleeping Beauty

باليه كسارة البندق The Nutcracker

أوبرا يفجيني أونيجين .

اوبرا ملكة البستوني.

المسيرة السلافية March Slave

3 كونشرتو بيانو .

كونشيرتو كمان.

6 سيمفونيات .

امتازت موسيقى تشايكوفسكي بالطابع الحزين دائما وهو ما منحها البصمة الروسية بإمتياز , وقد لاقى دائما كل التقدير والتكريم حتى ان جامعة كمبريدج منحته الدكتوراة الفخرية في الموسيقى خلال زيارته إلى بريطانيا , كما انتخب عضوا مراسلا في الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة, فحقق نجاحا لم ينله إلا قلة من الموسيقيين العظام .

كتب تشايكوفسكي سيمفونيته السادسة والأخيرة عام 1893 وهو نفس العام الذي فارق فيه الحياة , ولكنه بموهبته الفذة وعشقه الكبير للموسيقى كتب لإسمه الخلود فقد احتل مكانة خاصة في تاريخ الفن الروسي مما دفع بلاده إلى إطلاق اسمه على معهد الموسيقى العالي , ومسرح للأوبرا , ومدينة في منطقة الأورال , والكثير من شوارع مدن روسيا .

Tweet