الحاجة إلى أعراف دولية لحماية الفضاء الإلكتروني

05:39 صباحًا الإثنين 1 يوليو 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين – إن إزاحة الموظف السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكية الستار عن برنامج تجسس واسع النطاق تستخدمه سلطات الأمن في بلاده أثار جولة جديدة من توجيه الاتهامات بشأن القضايا الإلكترونية على الساحة العالمية.

في بعض الأحيان لا تكون المشاحنات، التي هى أشبه بالحمي، أمرا سيئا. إنها تدق أجراس الإنذار تجاه الحاجة الملحة إلى معاجلة السبب الجذري للمشكلة — ويكمن في هذه الحالة في الافتقار إلى أعراف دولية تحكم الفضاء الإلكتروني ، حسبما قال الخبراء المشاركين في منتدى السلام العالمي لعام 2013 الذي عقد في بكين يومي 27 و 28 يونيو.

وحذروا أيضا من أن نطاق السرقة الإلكترونية أصبح كبيرا للغاية لدرجة أنه يضر بالمصالح الوطنية للعديد من البلاد التي أصبح فيها الإنترنت بنية تحتية هامة تلعب دورا ملحوظا في مجالات مثل الاقتصاد، والتنمية الاجتماعية ، والدفاع الوطني.

وقد ذكر السفير الأمريكي السابق لدى الصين جيه. ستابلتون روي أن العديد من البلدان أصبحت عرضة على نحو متزايد للهجمات الإلكترونية ، مشيرا إلى أن القضية أصبحت محور اهتمام عدد كبير من الحكومات حول العالم.

وقال روي إنه بالإضافة إلى ذلك، بات الأمن الإلكتروني مصدر توتر كبير في العديد من العلاقات الدولية، ويلحق الضرر بالثقة المتبادلة والصداقة بين البلدان.

ووصف تشن شياو قونغ، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الفضاء الإلكتروني بأنه ساحة معركة جديدة، محذرا من أنه إذا ما سمحت الدول لسباق التسلح الإلكتروني بالحدوث، فقد يتمخض عنه عواقب أسواء من نشوب حرب نووية.

وفي معرض اقراره بمدى إلحاحية احتواء الخلل في الفضاء الإلكتروني وإقامة أعراف دولية ذات صلة، أعرب الخبراء أيضا عن تفاؤلهم إزاء قدرة المجتمع الدولي على تحقيق ذلك.

وأشار الخبراء إلى أن الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادان في العالم، وضعتا قضية الأمن الإلكتروني في صدارة تعاونهما.

فقد سلط الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما الضوء على أهمية الأمن الإلكتروني خلال قمتهما التي عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وفي الوقت ذاته، تستعد الدولتان لتشكيل مجموعة عمل متخصصة في الأمن الإلكتروني واتفقتا على إجراء محادثات رفيعة المستوى في يوليو.

بيد أن هذا الكشف المفاجئ من قبل سنودن عن عملية تجسس واسعة النطاق من جانب وكالة الأمن الوطني الأمريكية في منطقة هونج كونج الصين اثار مخاوف كبيرة من بكين.

ومن جانبه، صرح جيا تشينغ قوه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بكين لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن “الولايات المتحدة تريد حلا سريعا للمشكلة والحد من تأثيرها السلبي على العلاقات الأمريكية – الصينية”.

وقال “لكن السبيل لذلك يكمن في حجم التقدم الذي يمكن أن تحرزه الدولتان في الحوار الإستراتيجي والاقتصادي المقرر إجراؤه في يوليو. فإذا استطاعتا إحراز تقدم ملحوظ، فسوف تتسنى معالجة التأثير المعاكس لقضية سنودن على العلاقات الثنائية قريبا”.

وذكر الخبير الصيني أن بكين وواشنطن تحاولان إيجاد أرضية مشتركة أعرض للتعاون الإلكتروني، وأن الدولتين تتمتعان بالكثير من المصالح المشتركة في ردع الهجمات الإلكترونية على مرافق البنية التحتية والمرافق العسكرية وحتى المرافق النووية، التي “يمكن أن يكون على نفس القدر الترويع الذي يسببه الإرهاب”.

وحول برامج التجسس عبر الإنترنت، قال الخبير إن الدولتين بحاجة أيضا إلى وضع إطار حتى يكون هناك خط فاصل واضح بين الهجمات وجمع المعلومات.

وذكر تشن أن الأمن الإلكتروني قضية متعددة الأطراف أكثر من كونها قضية ثنائية، ولا يمكن أن يتحقق فقط بالتعاون بين الصين والولايات المتحدة.

واقترح أن تتخذ البلدان من الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية منصة لإجراء محادثات متعددة الأطراف حول الأمن الإلكتروني وتحديد قواعد له.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات