بعد النهضة.. بيوم

10:09 صباحًا الأربعاء 24 يوليو 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

السلطان قابوس بن سعيد، قائد النهضة العُمانية

في الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 عرفت عمان يوما حاسما في مسارها التاريخي، عادت قاطرتها إلى سكة السياق الحضاري الذي عرفته قبل دول المنطقة بمئات السنين، إن لم يكن آلافها.
فقدت المسار قليلا، لكن الدول المتجذرة حضاريا لا تعرف السبات الطويل، ولا بد من يوم يأتي تنهض فيه، مستعيدة أدوارها وحضورها.
في اليوم الرابع والعشرين، أي اليوم التالي على ذلك المشهد، بدأت رحلة جلالته حفظه الله في استعادة الدور العماني، بدءا من استعادة عمان من ذلك الثالوث المرعب، التخلف والجهل والمرض، والخروج من عزلتها كأنها لم تكن عمان التي عرفها العالم ذات يوم بأساطيلها التي هزت عرش الماء تحت سفن أعظم الدول الاستعمارية آنذاك، البرتغال.
أشعر بأن كل يوم تال تشرق شمسه بعد شمس 23 من يوليو سنويا يحتاج إلى استعادة مماثلة، وفارق بين مواجهة ثالوث لم يعد، في مواجهة تحديات اشد، لأن البناء على أنقاض (كالسابق) يحتاج إلى ترميم ومواصلة بناء صروح أخرى، لأن مسارات التنمية لا تتوقف، وقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة على هذا القول..
لكن يبدو أن هناك عقولا توقفت كثيرا، وآن لها أن تترجل..
وكما يحدث في الوظائف المدنية (العادية) من مراجعة سنوية لأداء الموظف، فإن هناك استمارة (يفترض وجودها) تقدم كشف حساب لجهة محايدة لما قدمه كل مسئول خلال سنة، بعيدا عن دوائر العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات، وعن دوائر المجاملات و(التضبيطات) الكبرى لصالح محسوبيات ومعارف.
في اليوم التالي لكل يوليو علينا التأكيد على وجود كوادر على قدر من المستوى لديها الوعي بأهمية كل مرحلة، فصدور مرسوم سلطاني في شخص يفرض عليه أن يحمل الأمانة ليكون المواطن هو الهدف من وجوده على ذلك الكرسي، وليس تجميل موقعه الاجتماعي، والتنقل من رعاية ندوة إلى رعاية حفل فريق كروي أو حضور مناسبات احتفالية تتكرر كل يوم.
حاجتنا كبيرة إلى:
الوزير المفكر، الذي لا ترهقه ملفات البريد يرزح تحت ثقل التوقيعات والأوراق والمقابلات، بل دوره أن يضع السياسات ويتابع مراحل تنفيذها على الواقع، وليس في صفحات تعدها دائرة الإعلام في وزارته.
.. وإلى الوكيل المنفذ، الذي يدرك أن كل قرار يستوجب أن يكون حاضرا على الأرض خلال زمن معين، ويحيل المعوقات إلى فرص ليكتمل كل هدف أو مشروع.
.. وإلى المدير المخلص، هذا الذي يتكدس العشرات من مسمياته في الجهات الرسمية، فكل مدير عام تحته عشرات المدراء، إن أخلص وقام بواجبه صعب على من هم أسفل درجته الوظيفية عدم الالتزام.
وإلى الموظف المتفاني، وهذا لن يكون متفانيا إذا وجد من هم فوقه يعتبرون الوظيفة مجرد تسلية، وطموح شخصي في الوظيفة الأعلى، والراتب الأفضل.
لعلي لا أجانب الحقيقة كثيرا، بعض جهات الجهاز الإداري للدولة تعمل بأقل من ربع قدراتها، والنسبة الأعلى معطلة، لذلك يبدو الطلب كبيرا على الوظيفة الحكومية، النوم فيها متاح، والعقوبة مؤجلة، والراتب مأمون الجانب.
تتقدم البلدان بأمرين: فساد أقل، أخلاص أكبر، وحينها يمكننا أن نجد مكاننا ومكانتنا في العالم من حولنا.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات