مفاوضات الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بحاجة لحكمة وجرأة السادات

09:37 مساءً الثلاثاء 30 يوليو 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين  : عقد وفدان فلسطيني وإسرائيلي في واشنطن مساء يوم الاثنين اجتماعا تمهيديا لتطوير خطة عمل إجرائية للأشهر التسع القادمة، إيذانا باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين منذ سبتمبر 2010.

واعتبر المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط السفير وو سي كه في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) هذا الاجتماع بانه “مؤشر إيجابي لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط, ما يفيد باتجاه التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية-الاسرائيلية”, بيد انه قال إن هذه الخطوة ليست سهلة خاصة إنها جاءت بعد ثلاث سنوات من التعطل.

وأعرب وو عن ترحيب الجانب الصيني باستئناف المفاوضات, مؤكدا أن “القضية الفلسطينية الإسرائيلية لا تزال أهم القضايا الجوهرية في ظل الاضطرابات التي تجتاح دول الشرق الأوسط، وإذا لم تحل هذه القضية, ستترك تأثيرات سلبية على قضايا أخرى في المنطقة.”

وبدا واضحا استعداد الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لتقديم بعض التنازلات وإظهار حسن النية من أجل استئناف المفاوضات في ظل التحرك الأمريكي المكثف، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار بالإفراج عن 104 من المعتقلين الفلسطينيين, ووافق الطرف الفلسطيني على العودة الى مائدة المفاوضات دون التمسك بإيقاف اسرائيل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية كشرط مسبق لبدء المفاوضات، وهو الشرط الذي انهارت المفاوضات السابقة بسببه.

بيد ان المبعوث الصيني يعتقد أن إيجاد حل للقضية يتطلب عملية طويلة وشاقة جدا، مرجعا موافقة الطرفين على العودة الى مائدة التفاوض الى اعتبارات سياسية خاصة بهما.

وأوضح وو “بالنسبة لإسرائيل, فقد بدأت تقوم بإعادة النظر في البيئة الأمنية بعد اندلاع الاضطرابات العربية, وعلى الأخص بعد الفوضى السياسية في مصر واستمرار الحرب الأهلية في سوريا, ولا بد لإسرائيل أن تعالج العلاقة مع الجانب الفلسطيني لكي تواجه الضغوط القادمة من سوريا وإيران”.

وتابع وو “أما بالنسبة للجانب الفلسطيني، فإن التوقف الطويل للمفاوضات لا يفضي إلى حل نهائي للقضية، فمن ناحية تعتمد فلسطين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للحصول على ميزات مالية، وكان لا بد أن تقدم ردا إيجابيا على الجهود الأمريكية وخاصة بعد قيام وزير الخارجية جون كيري بست زيارات الى الشرق الأوسط منذ تولي منصبه في فبرائر العام الجاري, ومن ناحية أخرى، ينبغى للجانب الفلسطيني أن تبذل بنفسه المزيد من الجهود من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط لأن بعض القوى التقليدية في المنطقة مثل مصر تواجه حاليا صراعا سياسيا واضطرابات محلية وليس لديها طاقة إضافية للتدخل في القضية الإسرائيلية-الفلسطينية.”

وأكد المبعوث الصيني على أهمية الدخول في عملية تفاوضية بالنسبة للأطراف الثلاثة فلسطين أو إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وأشار وو إلى أن هذا الاجتماع التمهيدي يهدف فقط الى تطوير خطة عمل إجرائية, ولا يمكنه أن يتناول موضوعات جوهرية ذات الاهتمام المشترك مثل إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق السيادة الكاملة لها على حدود عام 1967, أو مشاغل اسرائيل الأمنية بين جيرانها العرب.

وقال وو سي كه، “على الرغم من أن المهمة شاقة، لكن يجب على الطرفين أن يتحركا في نفس الإتجاه، ويخلقا جوا للمحادثات ويعززا الإتصالات بينهما من أجل زرع الثقة المتبادلة حتى تسوية القضية الجوهرية في النهاية, مضيفا أن هذا ما هدفت اليه الجهود الصينية الحثيثة حيث دعت الصين كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زيارة الصين، وقدم الرئيس الصينى شى جين بينغ المقترحات ذات أربع نقاط لحل المشكلة الفلسطينية, ثم استضافت بكين في شهر يونيو مؤتمر الامم المتحدة مؤتمر السلام لدعم اسرائيل وفلسطين.

وتحدث وو سي كه عن الصعوبات الداخلية التي تواجهها فلسطين وإسرائيل حيث لم يتم التوصل بعد الى مصالحة وطنية بين حماس وفتح, ما يضر بالمفاوضات الاسرائيلية -الفلسطينية بسبب عدم الثقة بينهما. في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو اعتراضات من الأحزاب الصلبة التي تتمتع بنفوذ سياسي كبير في الحكومة.

ودعا وو الزعماء في الجانبين إلى التحلي بالحكمة والحزم والشجاعة واتخاذ قرارات تأخذ في الاعتبار مصالح الأمة والشعب على المدى الطويل وتدفع التفاهم والمصالحة بين القوى المحلية.

ولفت وو سي كه إلى توقيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات “إتفاقية كامب ديفيد” مع إسرائيل في عام 1979، مشيدا بالجرأة والحكمة العظيمة للسادات لأنه فتح صفحة جديدة للسلام في التاريخ الاسرائيلي-العربي رغم أنه واجه صعوبات شديدة جدا وضغوطا واعتراضات كبيرة في الداخل والخارج, لكنه في النهاية “قدم مساهمات هامة سجلها التاريخ.”

ودعا وو سي كه السياسيين في القرن الراهن الى التحلي بهذا النوع من الحزم والجرأة والحكمة لحل القضايا الفلسطينية -الاسرائيلية.

وشدد على أنه على الرغم من الفجوة الكبيرة بين مطالب الطرفين، وصعوبة التوصل الى إتفاق, لكن يجب أن يكون لدى الطرفين الثقة في تسوية القضية, مضيفا أن الجانب الصيني سيشترك مع المجتمع الدولي في بذل الجهود لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط الى الأمام.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات